مدير مستشفى اليرموك: استقبال الجثث انخفض أكثر من 70%

المشرحة كانت تتسلم أكثر من 100 جثة يوميا أما الآن فلا يزيد العدد عن 15 في اليوم

TT

لم يكن الوصول قبل اكثر من شهر الى قسم الطوارئ في مستشفى اليرموك الواقعة في جانب الكرخ من بغداد، سهلا بل لم تكن فرصة الحصول على علاج سريع مضمونة، ومن كان يتعرض لإصابة طفيفة او حتى تستدعي الذهاب الى قسم الطوارئ فانه يؤجل ذلك بسبب ازدحام كل اقسام الطوارئ في مستشفيات بغداد البالغ عددها 37 مستشفى؛ وذلك لارتفاع نسبة العمليات الارهابية وتزايد عدد القتلى والجرحى، حيث يعمل الأطباء العراقيون والممرضات في ظل ظروف قاهرة تحت تهديدات القصف والقتل والنقص الخطير في المستلزمات الطبية والأدوية.

اليوم تبدو مجموعة من الأسرة في قسم الطوارئ بمستشفى اليرموك شاغرة، اما المشرحة التي كانت تمتلئ يوما بالجثث فأصبحت تحوي الآن ربع طاقتها. وحسب المفتش العام في وزارة الصحة العراقية الدكتور عادل محسن، فان اعمال العنف والإرهاب انحسرت بشكل كبير منذ انطلاقة عمليات حفظ الامن في بغداد.

ويوضح الدكتور محسن قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد امس «خلال الشهرين الماضيين تسلمت مستشفيات بغداد ومشرحة الطب العدلي 37 الف قتيل و80 الف جريح، بينما بلغ عدد القتلى هذا الشهر 7 آلاف وعدد الجرحى اقل من ذلك بكثير، وفيما يتعلق بالطب العدلي (المشرحة الرئيسية) في بغداد فقد كانت تتسلم اكثر من 100 جثة يوميا واليوم لا يزيد عدد الموتى الذين يصلون الى المشرحة على 15 وغالبية منهم ماتوا لأسباب وحوادث اعتيادية».

ويقول أطباء في مستشفى اليرموك الذي يتخذ مؤشرا لحجم سفك الدماء في العاصمة العراقية بغداد، انه حدث انخفاض كبير في عدد ضحايا العنف الذين استقبلهم المستشفى خلال حملة أمنية مستمرة منذ سبعة أشهر. وقال حقي اسماعيل مدير المستشفى، ان الخفض كان على وجه خاص كبيرا الشهر الماضي وقل بنسبة 70 في المائة عدد الجثث التي تسلمها مستشفى اليرموك، كما انخفض عدد المصابين الى النصف مقارنة بيوليو (تموز). وقال لوكالة رويترز «ان الحوادث الرئيسية مثل الانفجارات وتفجيرات السيارات كانت تصل في احيان الى ستة او سبعة في اليوم. الآن هي واحدة او اثنتين في الاسبوع». والهدوء النسبي في مستشفى اليرموك يعطي مصداقية لتأكيدات الحكومتين الأميركية والعراقية بأن الحملة الامنية التي بدأت في بغداد في فبراير(شباط) حققت نتائج.

وفي قسم من اقسام الطوارئ في المستشفى الواقع في حي سني بغرب بغداد والذي عانى الكثير من أعمال العنف الطائفية لم يكن هناك سوى اثنين لا يعالج اي منهما من إصابة خطيرة. وفي مشرحة المستشفى لم تكن هناك جثث سوى ببرادين فقط من بين ثماني بعضها يرجع الى اعمال عنف حدثت قبل أسابيع.

كانت بقع الدماء القديمة في أرضية الاقسام الشاغرة هي التذكرة الوحيدة على ايام اكتظت فيها المشرحة بجثث ضحايا التفجيرات واطلاق النيران لدرجة زادت على طاقتها، مما اضطر القائمين عليها الى وضع الجثث على الارض خارج المشرحة.

وقال علي عادل وهو طبيب جراح «حدث الشهر الماضي انخفاض ملحوظ. الآن غالبية الحالات التي تأتينا هي نتيجة اطلاق نار عشوائي وحوادث. ما زالت تأتي حالات عنف، لكن مقارنة بالشهر الماضي هي قليلة حمدا لله».

وبدأت الحملة الامنية في شهر فبراير (شباط) مدعومة بآلاف من القوات الأميركية الاضافية والتي اعتبرت المحاولة الاخيرة لوقف أربع سنوات من الصراع الذي تفجر بالغزو الأميركي للعراق عام 2003. وقتل خلال هذه الفترة عشرات الآلاف من العراقيين.

وأعلن نوري المالكي رئيس وزراء العراق الاسبوع الماضي، أن العنف في بغداد والمناطق المحيطة انخفض بنسبة 75 في المائة. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش ان «الحياة العادية بدأت تعود» الى المدينة. وصرح عامر الخزاعي نائب وزير الصحة بأن الموقف في مستشفى اليرموك يعكس الأرقام في المشرحة الرئيسية بوسط بغداد حيث انخفض عدد الجثث. وقال «المشكلة الآن هي بعض تفجيرات السيارات هنا وهناك... لكن من الواضح من اقسام الطوارئ في المستشفيات ان الموقف هادئ ومستقر في بغداد».