الداخلية العراقية تلغي ترخيص شركة أمنية أميركية قتل عناصرها مدنيين

المالكي دان الحادث وتعهد بتقديم «الجناة إلى العدالة» > اغتيال رجل دين في الناصرية وإمام جامع بالموصل

فريق حماية أمنية تابع لشركة خاصة يتدرب على إحدى المهمات الامنية خارج بغداد امس (ا.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، إلغاء ترخيص شركة «بلاك ووتر» الأمنية الاميركية على خلفية مقتل 11 مدنيا عراقيا وإصابة حوالي عشرين اول من أمس على يد مجموعة من عناصرها.

وقال اللواء عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية، إن «وزير الداخلية جواد البولاني قرر إلغاء رخصة شركة بلاك ووتر الاميركية على خلفية مقتل مدنيين عراقيين قتلوا على ايدي مجموعة من حراسهم في ساحة النسور (غرب بغداد) امس الاحد». وأضاف «لا يحق لهذه الشركة العمل على كل الاراضي العراقية من الآن فصاعدا»، مؤكدا ان «الوزارة فتحت تحقيقا جنائيا مع المجموعة التي ارتكبت الجريمة وتعمل الوزارة مع مجلس القضاء الاعلى العراقي للتحقيق القضائي مع المجموعة». وتعهد العراق أمس بمعاقبة الشركة، ودان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الحادث ووصفه بـ«العمل الاجرامي»، فيما أمرت وزارة الداخلية بالتحقيق مع المجموعة التي نفذت العملية. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إن المتعاقدين الذين يعملون للشركة الأمنية الأميركية «فتحوا النار عشوائيا على مواطنين» بعد أن سقطت قذائف مورتر بالقرب من سياراتهم. وصرح العميد عبد الكريم خلف لرويترز، بأن السلطات العراقية شكلت لجنة للتحقيق في الحادث وسحبت ترخيص هذه الشركة وستقدم من ارتكبوا هذا الفعل للمحاكمة.

وذكر الجيش الاميركي، أمس، ان متعاقدين أمنيين يعملون لصالح وزارة الخارجية الاميركية تورطوا في الحادث من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأضاف خلف أن المتعاقدين فتحوا النار بعد سقوط قذيفتي مورتر في ميدان النسور في حي المنصور بغرب بغداد. وقال خلف انه بمحض الصدفة كان المتعاقدون مارين وفتحوا النار عشوائيا على المواطنين. وأضاف أن 11 شخصا قتلوا من بينهم شرطي وأصيب 13. ويعتقد الكثير من العراقيين ان المتعاقدين يعملون خارج اطار القانون من دون محاسبة تذكر من الجيش الاميركي أو الحكومة العراقية. الى ذلك، أعلنت مصادر امنية وأخرى طبية عراقية مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، أمس، في بغداد، فيما قتل شخصان في بعقوبة (شمال) وأصيب عشرة عسكريين بجروح في الحلة (جنوب). وقالت المصادر الامنية ان «ثلاثة اشخاص بينهم رجل شرطة قتلوا وأصيب حوالى 11 آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة». وأوضحت «ان الانتحاري فجر سيارته مستهدفا دورية للشرطة متوقفة امام حسينية الانصار في منطقة جميلة التابعة لمدينة الصدر (شرق بغداد)».

من جانبه، اكد مصدر طبي في مستشفى الامام علي في مدينة الصدر «تلقي جناح الطوارئ ثلاث جثث احداها لرجل شرطة وتسعة جرحى اصيبوا في الانفجار». وفي بعقوبة، اعلن النقيب علي ابراهيم من الشرطة «مقتل شخصين رجل وابنه، في هجوم فجرا (أمس) استهدف منزلهم في قرية عبد الحميد (شمال بعقوبة)». واكد الطبيب احمد فؤاد من مستشفى بعقوبة «تلقي جناح الطوارئ جثتين احدها لطفل (عشرة اعوام) قتلا بالرصاص». وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، اعلن الملازم حيدر الموسوي من الجيش «اصابة عشرة عسكريين بينهم ضابطان بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل معسكر للجيش في الحلة».

من جهة ثانية، اعلن الجيش الاميركي ان قواته قتلت ثمانية «ارهابيين» واعتقلت سبعة آخرين في عمليات نفذتها الاحد استهدفت تنظيم القاعدة في العراق. وجاء في بيان الجيش ان «خمسة ارهابيين قتلوا واعتقل واحد خلال مداهمة استهدفت بناية غرب بلدة الطارمية (40 كلم شمال بغداد)». واضاف «قتل ثلاثة ارهابيين واعتقل اثنان آخران في مداهمة استهدفت بناية في منطقة عرب جبور (جنوب بغداد)».

وعثرت القوات كذلك على مخبأ يضم مصنعا ومستودعا للاسلحة في المنطقة قامت بتدميره، وفقا للبيان.وأكد البيان «اعتقال قائد في تنظيم القاعدة جنوب مدينة الرمادي (100 كم غرب بغداد)».

الى ذلك، اعتقل ثلاثة «ارهابيين» في مداهمة استهدفت ناشطين تابعين لـ«القاعدة» في الموصل (370 كلم شمال بغداد). وتنفذ قوات من الجيش الاميركي واخرى عراقية خطة «فرض القانون» الامنية في بغداد وخطة «السهم الخارق» في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) بمشاركة نحو تسعين ألف عسكري لمطاردة تنظيم القاعدة والميليشيات المسلحة.

وفي الناصرية اغتال مسلحون مجهولون احد رجال الدين في المحافظة من اتباع التيار الصدري بالمحافظة. وذكر مصدر امني للصحافيين «ان مسلحين يستقلون دراجة بخارية فتحوا نيران أسلحتهم على رجل الدين الشيخ  سلام الناصري عند خروجه من جامع الرسول في شارع عشرين وسط المدينة واردوه قتيلا في الحال». وأضاف أن «الشيخ المغدور هو من أتباع التيار الصدري»، مشيرا إلى ان التحقيقات جارية بعد اعتقال عدد من المشتبه بهم. ويذكر أن محافظة الناصرية شهدت الشهر الماضي اشتباكات مسلحة بين أنصار التيار الصدري والشرطة المحلية الموالية للمجلس الأعلى الإسلامي سقط فيها عدد من الضحايا.

وفي الموصل ذكر شهود عيان ان مسلحين اغتالوا إمام وخطيب جامع عضو في الحزب الاسلامي الكردستاني بأحد أحياء مدينة الموصل (450 كلم شمال العاصمة بغداد). وأوضح الشهود أن مسلحين اطلقوا النار على الشيخ ياسين سليمان امام وخطيب جامع الزهراء عضو الحزب الاسلامي الكردستاني في منطقة حي الوحدة واردوه قتيلا في الحال.