رئيس وزراء فرنسا: التوتر على أشده مع إيران وينبغي العمل لتفادي الحرب

دول أوروبية تؤيد اقتراح كوشنير بعقوبات وطهران تهاجم تصريحاته

TT

احدثت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حول ضرورة توقع الاسوأ أي الحرب في المواجهة مع ايران بشأن ملفها النووي، سلسلة واسعة من ردود الفعل داخل وخارج اوروبا بينما شنت طهران هجوما على باريس.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس ان التوتر «على اشده» مع ايران بسبب ازمة ملفها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه ان الامكانية ما زالت متاحة للتحرك الدبلوماسي.

وقال «يجب ان يفهم الايرانيون ان التوتر على اشده وعلى الاخص في المنطقة، في العلاقة بين ايران وجيرانها، في العلاقة مع اسرائيل»، مضيفا «اننا في وضع من التوتر البالغ الشدة».

لكن فيون قال انه ينبغي بذل كل الجهود لتفادي احتمال اندلاع حرب مع ايران وذلك بعد يوم واحد من قول وزير خارجيته ان بلاده ينبغي ان تستعد لهذا الاحتمال.

وقال فيون للصحافيين خلال زيارة لبلدة انجوليم الغربية ينبغي بذل كل الجهود لتجنب الحرب.

وأضاف ان دور فرنسا هو ان تقود الطريق نحو حل سلمي لوضع قد يصبح شديد الخطورة لباقي العالم. واضاف ان كوشنر كان على حق في قوله ان الوضع خطير وينبغي التعامل معه بجدية.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد اثار احتمال الحرب في الشهر الماضي عندما قال ان دفعة دبلوماسية من جانب القوى الكبرى في العالم هي البديل الوحيد للقنبلة الايرانية او لضرب ايران بالقنابل وهو ما قال عنه انه سيكون «كارثيا». وقالت فرنسا ايضا ان الاتحاد الاوروبي ينبغي ان يبحث فرض عقوباته الخاصة على ايران خارج اطار الامم المتحدة وقال كوشنر ان باريس طلبت من شركات بينها العملاق النفطي «توتال» ألا تتقدم للعطاءات التي تطرحها ايران.

وقال فيون المواجهة مع ايران هي الاجراء المتطرف الاخير الذي يمكن لزعيم سياسي ان يأمل حدوثه. واضاف اننا في وضع ينطوي على توتر شديد جدا. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني امس ان تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حذر من مخاطر نشوب حرب مع ايران «تسيء الى مصداقية فرنسا».

وقال حسيني في بيان ان «تطابق تصريحات المسؤولين الفرنسيين مع موقف القوة المسيطرة (الولايات المتحدة) يسيء الى مصداقية فرنسا امام الرأي العام العالمي».

وجاء الرد الايراني معتدلا اذ اعرب حسيني في البيان عن «امله بان تكون هذه التصريحات شكلية ولا تعكس مواقف فرنسا الحقيقية والاستراتيجية».

وطرح امكانية ان تكون مواقف كوشنير ناتجة عن «اقتراحات خاطئة ومعلومات غير دقيقة امده بها اطراف اخرون» في تلميح الى الولايات المتحدة.

وبينما يقوم كوشنير باول زيارة له الى الولايات المتحدة الاسبوع المقبل تؤكد فرنسا بتصعيدها الضغوط على ايران بشأن ملفها النووي وبعد مواقفها بشأن العراق ومنظمة حلف شمال الاطلسي وتركيا، حصول تقارب مع واشنطن بشأن عدة ملفات دولية، مع اشارتها الى عدم اصطفافها خلف الموقف الاميركي.

واتفقت فرنسا وهولندا امس في باريس على السعي لاقناع اكبر عدد ممكن من الدول بتبني عقوبات جديدة بحق ايران خارج اطار الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي.

وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن للصحافيين اثر لقاء نظيره الفرنسي كوشنير، ان بلاده على استعداد لتطبيق عقوبات اوروبية ضد ايران بشأن ملفها النووي في حال فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على عقوبات اضافية ضد طهران.

واضاف «نحن نفضل تشديد العقوبات من خلال مجلس الامن غير انه اذا لم يتوصل مجلس الامن الى اتفاق فاننا على استعداد ونريد تطبيق عقوبات اوروبية بالتزامن مع العقوبات الاميركية».

واعلن فيرهاغن ان البلدين «اتفقا على العمل من اجل هذا الهدف والسعي الى ايجاد دول اخرى في المجتمع الدولي مستعدة لتقديم الدعم» لهذه الخطوة.

واضاف الوزير الهولندي «بقدر ما يكون عدد الذين يطبقون (هذه العقوبات) ـ الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وسواهما ـ اكبر، بقدر ما تكون اكثر فعالية ويكون الضغط اكبر».

واشار كوشنير الذي كان دعا الاحد الماضي الى فرض عقوبات اوروبية على ايران، الى ان هذه العقوبات يجب ان «تكون منفصلة عن عقوبات الامم المتحدة».

واضاف «سيتمثل الامر في عقوبات اوروبية سيكون على كل دولة عضو، بمفردها، تنفيذها عبر نظامها المصرفي والتجاري والصناعي».

واوضح ان «البريطانيين والالمان مهتمون كذلك بالحديث عن هذا الامر سنسعى الى ايجاد موقف اوروبي موحد».

وردا على سؤال حول احتمالات النجاح في اقناع روسيا بتبني عقوبات جديدة بحق ايران في مجلس الامن، اجاب كوشنير ان نظيره الروسي سيرغي لافروف كان «في الاساس ميالا لفكرة وجوب ان تكون هناك عقوبات فعالة». واضاف «سنرى ماذا سيكون عليه موقف روسيا اليوم».

ومن المقرر ان تناقش الدول الست المكلفة بحث الملف النووي الايراني (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا والمانيا) الجمعة في واشنطن مشروع قرار يصدر عن مجلس الامن يفرض عقوبات جديدة بحق ايران.

من جانبها انتقدت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك بشدة كوشنير بعدما حذر الاحد من مخاطر نشوب حرب مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وقالت بلاسنيك على هامش افتتاح الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان «الزميل كوشنير هو الوحيد القادر على توضيح ما قصده. لا يسعني ان افهم لجوءه الى خطاب عسكري في هذه المناسبة». من جانبها اعتبرت الحكومة الالمانية الاثنين ان فرنسا تنظر «بجدية كبيرة» الى الملف النووي الايراني و«كانت على حق» بتحذيرها من ان «جميع العناصر مجتمعة» لقيام وضع «صعب جدا» بالنسبة للاسرة الدولية.

واعرب المتحدث باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهلم والمتحدث باسم وزارة الخارجية مارتن ياغر عن الموقف الالماني ردا على اسئلة حول التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد الماضي.

وسئل ياغر عن «التهديدات بالحرب» التي تحدثت عنها فرنسا، فقال انه «من الخطأ التحدث عن تهديدات بشن حرب، بل على العكس، نعتبر ذلك دليلا على ان اصدقاءنا الفرنسيين ينظرون الى الوضع بجدية ويجتهدون ناشطين معنا للتصدي لمثل هذه التطورات».