السنيورة تداول مع صفير وغادر إلى جدة.. وبري يزور بكركي للبحث في الرئيس التوافقي

لحود: الجيش لن يسمح بعودة اللبنانيين إلى الاقتتال والتشرذم

TT

ظل امس الاستحقاق الرئاسي الشغل الشاغل للمرجعيات الدينية والقيادات الرسمية والسياسية اللبنانية. وتواصل التداول بهذا الاستحقاق في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري والسرايا الحكومية ومقر البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي تلقى في هذا الاطار اتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي غادر الى جدة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقد شملت مداولات بري حول الاستحقاق الرئاسي كلا من النائب ميشال المر الذي كان التقى البطريرك صفير اول من امس، والوزير والنائب السابق فارس بويز الذي التقى بدوره البطريرك الماروني امس.

هذا، وحذر الرئيس اميل لحود «الاطراف اللبنانيين، الى اي جهة انتموا، من الانعكاسات السلبية للعودة الى التسلح والتدريب على السلاح واستغلال الظروف السياسية الراهنة في البلاد لمحاولة الاستقواء على الدولة ومؤسساتها الامنية وفي مقدمها الجيش». ونقل عنه زواره قوله امس: «ان اللبنانيين الذين عانوا في الماضي القريب من تسلط الميليشيات وممارساتها لن يقبلوا بان تعود عقارب الساعة الى الوراء او ان يعود شبح الحرب الاهلية، فالجيش الوطني الذي حقق انتصارا تاريخيا في نهر البارد وسقط رجاله شهداء حفاظا على وحدة لبنان، لن يسمح لاي كان بان يعيد مشهد التشرذم والتقسيم والاقتتال الى الساحة اللبنانية».

وشدد على «ان اي تقاتل داخلي بين اللبنانيين هو بمثابة التعرض للجيش والغدر به وصرفه عن واجبه الوطني وعن الاضطلاع بمهامه الكثيرة والمتشعبة. وهو ما لا يمكن القبول به تحت اي ظرف».

من جهته، اعلن النائب ميشال المر ان الرئيس بري قرر زيارة بكركي قبل نهاية الاسبوع الحالي، مشيرا الى ان البطريرك صفير حسم مسألة النصاب النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية. وقال عقب لقائه الرئيس بري: «هناك مبدأ مطروح اليوم وهو التوافق حيث هناك ترحيب في الصحف والاذاعات والتلفزيونات بالطرح الذي قدمه الرئيس بري. وحتى في الردود التي وردت هناك ايجابيات كثيرة. لهذا السبب نحاول ان نضع هذا التوافق موضع التنفيذ وان يبدأ الاطراف الاجتماع مع بعضهم البعض وان يطرحوا اسماء او غير اسماء. وهناك تذليل بعض العقبات في شأن البيانات المختلفة. ونقوم بمساع وبمهمة محددة من دون ان نبحث في اسماء المرشحين... مبدأ التوافق هو اهم شيء. وهذا البلد لكي يوضع موضع التنفيذ يحتاج الى خطوات عملية وهذه الخطوات في تصوري ستبدأ. والرئيس بري اخذ قرارا بذلك ولم ينتظرني، وهو في اتجاه بكركي. والمفروض ان تكون هناك زيارة لبكركي قبل نهاية الاسبوع. وبعد زيارة بكركي يفترض الا يقتصر التواصل بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري على الاتصال الهاتفي بل ايضا ان يلتقيا ويتحدثا».

وسئل اذا كان نقل رسالة معينة من البطريرك صفير الى الرئيس بري، فأجاب: «لا، لقد استوضح مني دولته بعض احاديث وكنت قد قلت قسما منها عبر التلفزيون وتتعلق بمبادرته. وهو ان التوافق على مرشح يرتبط ايضا بموضوع الثلثين. وهنا احب ان اقول ان موضوع نصاب الثلثين لا يجوز ان يعمل منه قميص عثمان لأنني اخذت نسخة من الدستور الموضوع عام 1926 باللغة الفرنسية الى غبطته وقرأها. وسأرسل نسخة مماثلة الى الرئيس بري. وهذه النسخة واضحة ولا تحتاج الى نقاش. وقلت للرئيس بري طالما ان هذا الموضوع اصبح منتهيا ولم نعد نتوقف عند ما اذا كانوا سيوافقون على الثلثين ام لا. فاذا كانوا وافقوا ام لم يوافقوا فقد اصبح الامر محسوما. وقد حصلت الموافقة من البطريرك... إذاً هذا الموضوع لم يعد عقبة والأمر يحتاج الى بعض التحرك والى شخص يتحرك. والحمد لله عندي امكان الحركة والاتصال بكل الاطراف. وإنني اتابع الخطوات ولقد لقيت تجاوبا كليا من الرئيس بري. وان شاء الله نبدأ بالتسمية الاسبوع المقبل لأننا لم ندخل في الأسماء بعد».

وقال السفير الايراني محمد رضا شيباني عقب لقائه الرئيس بري: «بينت لدولته مواقف المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه المبادرة السياسية التي اطلقها في مدينة بعلبك. هذه المواقف المؤيدة والداعمة لهذه المبادرة التي نعتقد انها تشكل مخرجا مناسبا لحل الازمة السياسية في لبنان. وفي طبيعة الحال، فان الجمهورية الايرانية تدعم وتؤيد اي بادرة او اي مخرج للازمة السياسية الراهنة تستمد جذورها من لبنان». وفي بكركي، استقبل البطريرك صفير النائب سمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد الذي قال عقب اللقاء ان التركيز كان على موضوع الاستحقاق الرئاسي وأضاف: «أؤكد ان هناك خدعة اعلامية تحصل امام الرأي العام اللبناني من خلال رفع السقف والتهديدات بالخربطة وان هناك من يعطل ومن يستطيع القيام بأعمال شغب وغيره». وأضاف: «لا أحد يستطيع ان يعطل ويخربط إلا إذا اتفق اللبنانيون على التعطيل. لكننا نحن نؤكد ان هذا الاستحقاق، وحتى هذه اللحظة، ليس كما هو مطروح. هناك فريق باسم الديمقراطية يريد رئيسا أكثريا وفريق باسم المشاركة يريد رئيسا توافقيا. الموضوع الاساسي اليوم هو ان يحصل هذا الاستحقاق الرئاسي. وكل التركيز هو على اجراء استحقاق رئاسة الجمهورية لأنه يشكل مفصلا اساسيا في حياة اللبنانيين، من جهة، وفي حياة المسيحيين طبعا، من جهة أخرى».

واستقبل البطريرك صفير رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزيف طربيه الذي قال ردا على سؤال حول عدم توافر التوافق: «من المبكر قطع الامل امام اللبنانيين ورفع رايات الخراب. ونحن لا نزال على مسافة شهرين من الاستحقاق». وسئل عن التحذيرات من الاتيان برئيس رمادي وعن التشديد على ضرورة التوافق على الرئيس، فأجاب: «الرئيس الرمادي لا يصلح لحكم لبنان. نحن نريد رئيسا واضحا صريحا يستطيع ان يقرب الخيارات الوطنية.. يستطيع بالفعل ادارة اللعبة في وقت هو من أدق الأوقات في تاريخ لبنان السياسي والمنطقة. لذلك ان الكلام على رئيس ضعيف وهزيل هو بالفعل انهاء لموقع الرئاسة».

اما الوزير السابق فارس بويز فقال عقب لقائه البطريرك صفير: «من الضرورة القصوى أن يكون هناك رئيس للجمهورية وفاقي وبحسب الأصول الدستورية قبل 14 نوفمبر (تشرين الثاني). وإذا لم يكن هناك رئيس فقد تكون هناك متاريس. من هذا المنطق اعتقد أن الجميع يدرك أن عدم التفاهم حول هذا الامر قد يأخذ البلد الى المجهول. والجميع يدرك ايضا أن هذا الهيكل قد يسقط على رؤوس الجميع. من هنا أعتقد أن هناك كمية من القلق المشروع في جميع الاحوال والتشكيك عند كل الأفرقاء حيال بعضهم البعض».