غل محذرا أردوغان: الدستور الجديد لن يكون دستورا لحزب واحد

أنقرة تبدأ تحقيقا في شريط فيديو غنائي يحرض على العنف ضد المعارضين

غل مع زوجته لدى وصولهما الى مطار اركان الدولي في نيقوسيا لزيارة جمهورية شمال قبرص امس، وبجواره رئيس الجمهورية محمد علي طلعت (رويترز)
TT

في أول فصل بين عمله كرئيس للدولة التركية وبين عمله في حزب العدالة والتنمية، حذر الرئيس التركي عبد الله غل رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان من ان يكون الدستور الجديد دستور «حزب سياسي واحد» بدلا من ان يكون دستورا لكل الأتراك. وسيلتقي غل مع أردوغان مجددا كي يناقش معه مسودة الدستور التركي الجديد الذي سيحل محل دستور عام 1980 الذي وضع بعد الانقلاب العسكري بقيادة كنعان افرين. وقال غل: «كلما زادت مشاركة جميع الاطراف في اعداد الدستور الجديد، كان دستورا أفضل. سأعمل على ان اتابع الأمر وفقا لصلاحياتي كرئيس للبلاد».

ويتشارك غل موقف الغرف التجارية في أنقرة التي حذرت من أن يأتي الدستور الجديد تعبيرا عن مواقف حزب العدالة والتنمية. وكان سينان ايجون رئيس الغرف التجارية في أنقرة قد قال امس انه يجب عدم اختزال النقاش الخاص بالدستور الجديد حول الحجاب، موضحا ان هناك أولويات اخرى تم اهمالها.

الى ذلك، توجه غل امس الى «جمهورية شمال قبرص التركية»، حيث طالب في اول زيارة له الى الخارج منذ انتخابه، برفع العقوبات المفروضة على هذا الكيان غير المعترف به دوليا.

وكان في استقبال الرئيس غل في مطار اركان الدولي في نيقوسيا «الرئيس» القبرصي التركي محمد علي طلعت. وقال غل للصحافيين قبل مغادرته انقرة «بكل اسف فانه رغم الوعود التي قطعت لا تزال القيود المفروضة على جمهورية شمال قبرص التركية سارية». ودعا المجتمع الدولي الى «وضع حد فوري» للحظر الاقتصادي «الجائر» المفروض على القطاع القبرصي التركي والى تنفيذ «وعوده». كما اشار غل الى ان القطاع القبرصي التركي «فعل اكثر من اللازم للتوصل الى حل عادل ودائم وشامل للمشكلة القبرصية». وقد ادانت وزارة الخارجية القبرصية زيارة غل وقدمتها على انها «عمل غير شرعي جديد من قبل تركيا واستفزاز خطير لعضو في الاتحاد الاوروبي».

يشار الى ان قبرص مقسمة الى شطرين منذ غزو الجيش التركي لشمال الجزيرة عام 1974 ردا على انقلاب للقوميين القبارصة اليونانيين المتشددين الذين كانوا يريدون الحاق الجزيرة باليونان. وأدى احتلال تركيا لشمال الجزيرة حيث أعلنت من جانب واحد «جمهورية شمال قبرص التركية» عام 1983، الى فرض عزلة تجارية على هذا الكيان الذي لا تعترف به سوى انقرة. وترافق غل في هذه الزيارة زوجته المحجبة خير النساء في اول حدث رسمي لها.

ويراوح الملف القبرصي مكانه منذ 2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون بشدة خطة دولية لاعادة توحيد الجزيرة وافق عليها القبارصة الاتراك، لتنضم قبرص اليونانية وحدها بعد ذلك بقليل الى الاتحاد الاوروبي. ورغم فشل خطة الامم المتحدة هذه، تعهد الاتحاد الاوروبي بالحد من العزلة الاقتصادية لشمال قبرص. وقد اعتاد الرؤساء الاتراك على ان يخصوا شمال قبرص التركية حيث ينتشر 40 الف جندي تركي، باول زيارة لهم بعد توليهم الرئاسة.

وفي تطور اخر، ذكرت تقارير اخبارية أن جهة إدعاء تركية بدأت تحقيقا في أغنية وشريط فيديو بثه موقع «يو تيوب» لتبادل ملفات الفيديو على شبكة الانترنت يشيد بمقتل الصحفي التركي الارمني هرانت دينك في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتبحث جهة الادعاء في توجيه اتهامات ببث الكراهية للمغني الشعبي إسماعيل توروت ومؤلف الاغاني اوزان عارف أو الشخص المجهول الثالث الذي شارك في صنع الفيديو.

وبث موقع «يو تيوب» شريط الفيديو الذي يضم مجموعة من الصور التي وصفتها صحيفة «تودايز زمان» بأنها «قومية متعصبة ودينية ومعادية لاميركا وإسرائيل» ترافقها أغنية «لا تضع أي خطط» للمغني توروت. وتقول الاغنية «إذا خان شخص ما البلد فقد انتهى أمره». وتظهر جثة دينك في الشريط بعد إطلاق الرصاص عليه أمام مكتب صحيفته في اسطنبول في يناير الماضي.

وكان موقع «يو تيوب» قد أزال الشريط الذي يتهم أيضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان والروائي التركي الحائز جائزة نوبل أورهان باموك والقيادي في حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجالان بخيانة تركيا. وكان دينك عضوا بارزا في الاقلية الارمينية في تركيا ومدافعا عن التسامح، لكن القوميين الاتراك كرهوه بعدما وصف المذابح التي تعرض لها الارمن في السنوات الاخيرة من الحكم العثماني بأنها «إبادة جماعية». وأطلق الرصاص على دينك رئيس تحرير صحيفة أجوس التي تصدر باللغة الارمينية من قبل قومي تركي يبلغ من العمر 17 عاما خارج مكتبه في اسطنبول في حادث قتل أصاب المجتمع التركي بالصدمة. وأعلنت مؤسسة حقوق الانسان ومؤسسة حقوق الانسان والتضامن مع الشعوب المقهورة أنهما سترفعان قضايا على توروت وعارف.