المباني الخضراء صديقة البيئة تستعد لغزو الخليج

دبي تتجه لإقرار معايير صارمة في إنشاء المباني للحفاظ على سلامة البيئة

المباني الخضراء ليست جديدة في العالم
TT

بعد السيارات الخضراء والوقود الأخضر في الإمارات العربية المتحدة، جاء الدور في دبي هذه المرة على المباني الخضراء (صديقة البيئة)، حيث تستعد إمارة دبي لإقرار عدد من المعايير في تنفيذ المباني في المدينة، تعزز من جودة الحياة العامة وتساهم في الحفاظ على سلامة البيئة من مخاطر التلوث وظواهر الاحتباس الحراري، وفي الطريق للتحول إلى مدينة خضراء.

وحكاية المباني الخضراء ليست جديدة في العالم، وإن كانت كذلك في العالم العربي ودول الخليج، لدرجة أن معظم المدن الأميركية مثل بوسطن،وسياتل، ونيويورك، وشيكاغو أضحت مجبرة على الحصول على موافقة مسبقة قبل بناء أية مبان متعددة الأدوار، وذلك عبر مواصفات تمس أكثر من 70 عنصرا ومادة بناء، وتبدأ من أنظمة التخلص من النفايات أو تخفيضها، إلى عمر المبنى وجودة المواد، إلى نوع الزجاج العازل ومواد العزل، والتأكد من آكام مجاري الهواء والتوصيلات وتقديم منتجات إضاءة لا تبعث على رفع الحرارة مثل السبوت لايت، للحصول على جو داخلي مريح وبأقل التكاليف للطاقة.

وتعد بوسطن الأميركية أول مدينة تطبق نظام المباني الخضراء هذا العام لكل مبنى بمساحة أكبر من خمسة آلاف م2. وترتكز فكرة المدن أو المباني الخضراء على محاولة الاستفادة من الطاقة البديلة والتي لا تبعث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وبذلك فإنها تحاول التوفير في الطاقة بمحاولة التخفيف من الاستهلاك عن طريق مواصفات قياسية لبعض مواد البناء مثل الأسطح العازلة لحرارة الشمس أو برودة الجو حسب موقع كل دولة من خط الاستواء أو القطبين.

ويهدف مشروع المباني الخضراء، الذي ستطبقه دبي، إلى توفير استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل عام والطاقة المستخدمة للتبريد والإضاءة وتسخين المياه بشكل خاص إضافة الى ترشيد استهلاك المياه مما يقلل من انبعاث الكربونات ويحسن من جودة البيئة الداخلية والهواء في المنزل وبالتالي تحسين صحة المجتمع وزيادة العمر الافتراضي للمباني والحفاظ على النظام الإيكولوجي، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى رفع الإنتاجية ودعم الاقتصاد في مختلف القطاعات.

وتتجه دبي لإقرار مواصفات خاصة للمباني الحديثة فيها، وفقا لدراسة ناقشها أمس المجلس التنفيذي للأمارة (الحكومة المحلية)، حيث اقترحت الدراسة عددا من السياسات والمعايير الصديقة للبيئة التي تعزز من جودة الحياة العامة وتحافظ على سلامة البيئة من مخاطر التلوث وظواهر الاحتباس الحراري. وأوصت الدراسة بضرورة تعميم مفهوم المباني الخضراء على مختلف المباني والمنشآت في الإمارة «لما لهذا المفهوم من دور فعال في حماية البيئة والحفاظ على الموارد المائية واستغلال الطاقة بكفاءة عالية وإعادة تدوير الموارد المستخدمة في بنائها بالإضافة إلى إمكانية استخدام الطاقة المتجددة».

ووفقا لتقرير هيئة كهرباء ومياه دبي 2006 فإن دبي تملك أعلى معدل في العالم لاستهلاك المياه داخل المباني، حيث تبين أن دبي تستهلك 515 لترا لكل شخص في اليوم، مقارنة بمعدل استهلاك الفرد في الولايات المتحدة الأميركية إلى 360 لترا في اليوم، وهي من أعلى النسب مقارنة بدول أخرى مثل كندا ودول أوروبا واليابان.

المؤيدون للعمارة المستدامة الخضراء يراهنون على المنافع والفوائد الكثيرة لهذا الاتجاه. ففي حالة المباني الإدارية الكبرى، فإن إدماج أساليب التصميم الخضراء (Green Design Techniques) والتقنيات الذكية (Clever Technology) في المبنى، لا يعمل فقط على خفض استهلاك الطاقة وتقليل الأثر البيئي، ولكنه أيضاً يقلل من تكاليف الإنشاء وتكاليف الصيانة، ويخلق بيئة عمل سارة ومريحة، ويحسن من صحة المستخدمين ويرفع من معدلات إنتاجيتهم، كما أنه يقلل من المسؤولية القانونية التي قد تنشأ بسبب أمراض المباني، ويرفع من قيمة ملكية المبنى وعائدات الإيجار.