بترايوس: الانسحاب المبكر من العراق ستكون له نتائج مدمرة

واشنطن تنفي إجراء محادثات مع أتباع عزة الدوري

TT

جدد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس أمس تحذيره من عواقب انسحاب مبكر للقوات المتعددة الجنسية من العراق، قائلاً ان ذلك ستكون له «نتائج مدمرة ليس فقط للعراق والمنطقة بل للولايات المتحدة وبريطانيا». وأضاف ان ذلك يعتمد على تأمين الشعب العراقي وبناء القوات الامنية العراقية.

وشدد بترايوس في مؤتمر صحافي عقده أمس مع السفير الاميركي لدى بغداد ريان كروكر في لندن على الدور الايراني السلبي في العراق، قائلاً ان ايران تمد ميليشيات بالسلاح والتدريب. واضاف: «لا يوجد شك في التأثير القاتل للدعم الايراني لهذه الميليشيات». وتابع: «العراقيون انفسهم قلقون من الميليشيات وخاصة جيش المهدي»، موضحاً: «مقتدى الصدر نفسه محرج من تصرفات الميليشيات ولذلك اتخذ العهد المهم» لوقف عمليات الميليشيات. واعتبر كروكر ان اجراء محادثات على نطاق اوسع من اللجنة الامنية (أعضاؤها العراق وإيران والولايات المتحدة) مع ايران لن يغير من دورها «السلبي» في العراق، قائلاً: «لا يوجد شيء يقنعني بأن ما لم ينجح على المستوى الامني سينجح على مستويات اخرى». ولفت بترايوس الى التحسن في الاوضاع الامنية في بعض المناطق العراقية، مشيداً مرة اخرى بالتجربة في محافظة الانبار. وأضاف: «المصالحة مطلوبة مع اعدائنا وهذا ما نحن نحاول فعله»، في اشارة الى التعاون مع «متمردين في مناطق مثل الاعظمية والعامرية» في بغداد. من جهته، نفى كروكر اجراء محادثات مع اعضاء في حزب البعث من اتباع نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري، لكنه لوح باجراء محادثات مع فصائل من الحزب داخل العراق تنبذ العنف. وأضاف: «نحن مستعدون للحديث مع هؤلاء في العراق المستعدين لقبول العراق الجديد مجتمعه، ولقد ابدينا وابدت الحكومة في بغداد استعدادها لمد يدها الى الضباط السابقين في الجيش العراقي السابق الذين كانوا ينتمون الى حزب البعث». ولكنه اردف قائلاً: «ليس لدينا اتصالات كالتي اشيعت مؤخراً مع اعضاء (من حزب البعث) خارج العراق». ورداً على سؤال حول امكانية قيام قواعد اميركية طويلة الامد في العراق، اكتفى بترايوس بالقول: «انه من المبكر جداً الحديث عن الاساس البعيد المدى للتعاون الامني مع العراق، وفي الوقت الراهن العمل على اساس قرار مجلس الامن حتى نهاية عام 2008، وبعد ذلك ممكن النظر الى الاجراءات البعيدة المدى مع القادة العراقيين». ونفى بترايوس التقارير حول توتر العلاقات بين بلاده وبين بريطانيا بسبب انسحاب الاخيرة من البصرة وعزمها تقليص وجودها في العراق، مؤكداً ان الانسحاب من مدينة البصرة كان نتيجة تنسيق بين الطرفين. واضاف: «بريطانيا حليف اساسي في العراق» قبل التوجه لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. وشدد بترايوس على العلاقة المتينة بين بلاده والمملكة المتحدة، قائلاً انه يثمن «العلاقة الطويلة الامد بين بلدينا ولدي احترام كبير لجيشكم». واضاف انه يتوقع نقل السلطات الامنية الى العراقيين في محافظة البصرة خلال الخريف أو الشتاء المقبل.