روسيا ترفض الخيار العسكري وتدعو الى المفاوضات مع ايران

كوشنير يتراجع عن تبني خيار الحرب ضد طهران

TT

سعيا وراء تشديد العقوبات واستمالة موسكو لتأييد ذلك، وصل الى موسكو برنار كوشنير، وزير خارجية فرنسا، تسبقه تصريحاته التي أعلن فيها انحياز بلاده الى خيار استخدام القوة. غير ان مباحثاته مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لم تسفر عن تغير في مواقف موسكو التي أعلنت تأييدها لاستمرار المفاوضات مع الجانب الايراني والابتعاد عن اي خيارات عسكرية. وأشار لافروف في ختام مباحثاته مع ضيفه الفرنسي الى ان موسكو تظل ترفض أي خيار لاستخدام القوة ضد ايران وترى وجوب استئناف المفاوضات بين خافيير سولانا، منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، وعلي لاريجاني، كبير المفاوضين الإيرانيين.

وأعرب لافروف عن قلق بلاده تجاه ما يتردد من انباء حول احتمالات الهجوم العسكري ضد ايران، مشيرا الى خطورة ذلك على الاوضاع في المنطقة التي تشهد تصاعد التوتر في كل من العراق وافغانستان. واشار الى عدم جواز تجاهل الاتفاقيات التي تنص على مواصلة الحوار مع ايران بما ذلك ما يرتبط بتسوية القضايا المرتبطة ببرنامجها النووي والمسائل التجارية الاقتصادية والامنية. وقال ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ينتهجان سياسة التشدد ويفرضان العقوبات التي تعقد المفاوضات مع ايران بشأن حل القضية النووية الايرانية. وتساءل عن الهدف من العقوبات الأحادية الجانب ما دامت كل الأطراف المعنية اتفقت في ما بينها حول العمل بشكل جماعي؟

ونوه الوزير الروسي باتفاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران، مشيرا الى ارتياح الوكالة تجاه قرار طهران حول اغلاق الملفات التي تثير قلق المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.

أما وزير الخارجية الفرنسية كوشنير فقد خفف من تصريحاته المتشددة التي ادلى بها قبيل وصوله الى العاصمة الروسية، مؤكدا تأييد بلاده لاستمرار المفاوضات مع ايران وعدم دعوتها الى الحرب، وإن تظل تقول ان الحرب أسوأ الخيارات. وأشار الى ضرورة بذل كل الجهود من اجل تفاديها، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة تبني التشدد نهجا للتعامل مع ايران سبيلا الى دفعها الى المزيد من التعاون مع المجتمع الدولي.

وكانت موسكو قد استبقت المباحثات مع ضيفها الفرنسي بتصريحات الكسندر لوسيوكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، التي اعلن فيها اعتراض بلاده ضد اي هجوم اميركي ضد ايران. ونقلت صحيفة «فريميا نوفوستي» عنه قوله ان مثل هذا التحول يهدد بتصعيد توتر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ويثير رد الفعل السلبي من جانب أوساط العالم الإسلامي. وكانت الخارجية الروسية سبق وأعربت عن تقديرها الايجابي لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني، مشيرة الى ان موافقة طهران على الرد على كل تساؤلات الوكالة تعتبر «خطوة هامة الى الأمام». ويؤكد المراقبون أهمية اطلاع وزير الخارجية الفرنسية على وجهة النظر الروسية  قبيل مباحثاته التي يجريها اليوم مع نظيرته الأميركية، كوندوليزا رايس، الى جانب اهتمام موسكو بتطوير علاقاتها مع فرنسا قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وساركوزي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.