الولايات المتحدة تواجه «شرق أوسط» متعطشا لخطط سلام مفصلة

TT

قال مسؤولون عرب واميركيون بارزون إن ادارة بوش فشلت حتى الآن في اجتذاب اهتمام كاف لمساندة آخر مساعيها في تحقيق سلام في منطقة الشرق الاوسط العطشى لخطط سلام مفصلة، وذلك قبل مؤتمر واشنطن المزمع في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتصل وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، الى تل ابيب اليوم لإجراء محادثات بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين، بينما تتساءل أطراف رئيسية حول ما اذا كانت تبذل ما يكفي من جهودا الدبلوماسية او لرسم أهداف محددة للمؤتمر الذي اعلنه الرئيس بوش في يوليو (تموز) الماضي. وكان ديفيد ويلش، مساعد وزير الخارجية الاميركي، قد أعرب عن اعتقاده بان ثمة فرصة لتحقيق تقدم هذه المرة، وانه بقليل من العمل الجاد يمكن التوصل لوضع افضل وأكثر اثارة للاهتمام لجميع الأطراف.

وقال مسؤولون في الشرق الاوسط ان الاسرائيليين يبحثون عن مجموعة مبادئ للمفاوضات المستقبلية بينما يطالب الفلسطينيون بإطار مفصل لتسوية نهائية. ويرى هؤلاء ان الولايات المتحدة ستكون محظوظة اذا نجحت في التوصل الى حل وسط، خصوصا انه لم يتم إحراز تقدم يذكر حتى الآن. وتبحث الدول العربية، خصوصا المملكة العربية السعودية، عن جداول زمنية محددة ولغة مشتركة حول غالبية القضايا الخلافية، بما في ذلك القدس واللاجئون والحدود النهائية بين الدولتين والضمانات الأمنية. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، ان هذا المؤتمر لن يكون له أي هدف ويتحول الى مفاوضات مطولة اذا لم يناقش القضايا الهادفة الى حل النزاع ويضع المبادرة العربية كهدف رئيسي ويحدد جدول اعمال يتضمن قضايا مفصلة ويلزم اسرائيل بالانسحاب من الاراضي المحتلة. وحسب مسؤولين شرق اوسطيين فان ادارة بوش تحاول نهجا معاكسا لنهج الرئيس السابق بيل كلينتون، فهي تتبع استراتيجية تقوم على اساس الوقوف على حجم التقدم الذي يحرز في المحادثات الجديدة بين رئيس الحكومة الاسرائيلية، ايهود اولمرت، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، وهي محادثات قال مسؤولون انها اصبحت اكثر جدية بعد أن اجبر الصراع الفلسطيني في يونيو (حزيران) الماضي الطرفين على المحاولة مجددا. وقال مبعوث عربي رفيع ان الولايات المتحدة ترى في مؤتمر واشنطن نقط انطلاق لاستكمال الآليات لحل كل القضايا، إلا ان الجانب العربي، كما يقول المبعوث، اكثر رغبة في ان يكون مؤتمر واشنطن مكانا لحل هذه القضايا. وفي غياب تحركات دبلوماسية كافية يشعر الكثير من المسؤولين في المنطقة بتشاؤم ازاء امكانية ان تسفر الجهود الاميركية عن شيء يذكر. وأشار آرون ديفيد ميللر، المبعوث السابق لمنطقة الشرق الاوسط، ان جيمس بيكر عندما كان وزيرا للخارجية قام بتسع زيارات للمنطقة خلال فترة تسعة شهور بغرض الإعداد لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، كما ان وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت قضت ما يزيد عن عام للتحضير لقمة «واي ريفير» عام 1998، التي قادت الى اتفاقية مؤقتة لم تطبق.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»