وزير الأشغال لـ«الشرق الأوسط»: لن نشارك بانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً ولن نعترف بشرعيته

حذر من أن ذهاب فريق الأكثرية إلى هذا الخيار يهدد لبنان بالحرب

TT

حسم وزير الاشغال العامة في الحكومة اللبنانية محمد الصفدي موقف «التكتل الطرابلسي» من قضية النصاب في انتخاب رئيس الجمهورية المقبل باعلانه لـ«الشرق الاوسط» في بيروت امس انه لن يقبل بالمشاركة في انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً ولن يعترف بشرعية اي رئيس ينتخبه فريق «14 آذار» الذي ينضوي التكتل الذي يضم اربعة نواب تحت لوائه.

وحذر الصفدي بشدة من هذا الخيار، معتبراً انه «يعرض البلاد للحرب» وأكد انه لا يوجد اي خطر للفراغ في ظل الحكومة الحالية الشرعية التي ستتولى صلاحيات الرئيس، داعياً رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اعادة وزرائه الى الحكومة كدليل حسن نية.

وفي ما يأتي نص الحوار:

* ماذا بعد الموقف الذي اتخذه التكتل بتأييد نصاب الثلثين في الانتخابات الرئاسية؟

ـ الموقف الذي اتخذه التكتل الطرابلسي في مؤتمر سان كلو لاقى اصداء ايجابية. وقد صدرت مواقف دولية مهمة. وقد أبعد هذا الموقف شبح النصف زائداً واحداً. نحن في التكتل الطرابلسي اتخذنا قرارنا لأننا خفنا على لبنان من «النصف زائداً واحداً» بغض النظر عما اذا كان هذا الطرح هو من باب التهويل والضغط... ورأينا كيف ان الرئيس نبيه بري ارتكز على موقفنا لإطلاق مبادرته بعدما لاحظ وجود صعوبة في حصول الاكثرية على النصف زائداً واحداً.

* ما رأيك بمبادرة الرئيس بري؟

ـ ممتازة لكن لا فحوى فيها. المهم فيها ان هناك دعوة الى الحوار. وهذا ممتاز. نحن نعرف ان «حزب الله» في نهاية المطاف ملتزم بالرئيس (ميشال) عون. ولهذا نحن بحاجة الى شخص من الفريق الثاني يحاور هذا الفريق لنستطيع ان نتوصل الى حل. ومن هنا اتت مبادرة الرئيس بري وموقعه ليعطينا املاً جديداً. ومن هنا بدأنا نرى ان هناك اخطاراً بدأت تنزاح.

* ... أي اخطار؟

ـ خطر قيام حكومتين وانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً. لكن لا توجد حلول. انا تمنيت لو ان الرئيس بري طلب، من ضمن مبادرته، من وزرائه العودة الى الحكومة كبادرة حسن نية. لو حصل هذا لتأمن وجود حكومة تمثل الطوائف الكبرى.

* هل هناك «شخصية وفاقية»؟

ـ الشخصية الوفاقية يجب ان تراعي اليوم بلدين. وهنا الصعوبة. يجب ان تراعي سورية لأنها ناخب وان تراعي الولايات المتحدة لأنها ناخب ايضاً في هذا البلد. الامر صعب، لكن نأمل بالوصول الى حل وان تتلاقى الارادات كلها وان يساعدنا الاخوان في سورية على هذا الاستحقاق وكذلك الاميركيون واصدقاؤنا العرب..

* لكن لا يوجد افق لحل ما، نحن في احسن الاحوال امام خطر الفراغ؟

ـ لا يمكن ان نكون في موقع الفراغ في الرئاسة في ظل الحكومة الحالية، مع ان هذه الحكومة يشكك فيها فريق كبير من اللبنانيين وهذا حقه. نحن نقول انها حكومة شرعية مائة في المائة. اذاً الحكومة شرعية، لكن رئيس الجمهورية يرفض شرعيتها ولن يسلمها سلطاته، فما العمل؟ إما انه سيمدد لنفسه او ان يسلم السلطة لحكومة ثانية او يسلمها للجيش. وكلها خيارات عاطلة. لهذا السبب اقول لو ان الرئيس بري طلب من وزراء «امل» العودة الى الحكومة لكان اعطاها «الشرعية الطائفية» التي تضاف الى شرعيتها القانونية.

* قادة الاكثرية يراهنون على ان التكتل الطرابلسي سيمضي في خيار النصف زائداً واحداً اذا وضع امام خيار الفراغ؟

ـ هذا غير صحيح. نحن نؤمن بأن اللعبة الديمقراطية تعطي المعارضة الحق بالمقاطعة حتى آخر 10 ايام من ولاية الرئيس. وفي الايام العشرة الاخيرة يصبح حضور النواب الى الجلسة واجباً وطنياً. لسوء الحظ ان الدستور يقول هذا الشيء. لكنه لا يلحظ اي عقوبات بحق من لا يحضر. وفي حال بقي فريق «8 آذار» على موقفه من تعطيل الجلسة، فهل نخرق الدستور وننتخب رئيساً بالنصف زائداً واحداً؟ وهو الخيار الذي سيخلق خلافاً في البلاد اكبر من الخلاف القائم ويعرضها لحرب. لا لست مستعداً. لكن من دون شك ان موقفي سيكون ان اهاجم كل من يعطل الجلسة في الايام الاخيرة. ومع هذا فان الحكومة موجودة وشرعية.

* هذا الموقف يشمل جميع اعضاء التكتل؟

ـ نعم بالتأكيد.

* هل يعني موقفكم تعطيلاً لخيار النصف زائداً واحداً؟

ـ يستطيعون ان ينتخبوا بالنصف زائداً واحداً من دوننا. لا اعرف ماذا سيكون موقف بقية النواب المعترضين على هذا الخيار وهل سيمضون به ام لا.

* ماذا لو تم الانتخاب بالنصف زائداً واحداً او بمن حضر؟

ـ لن نعترف بهذا الرئيس على الاطلاق.

* هل تخشى من سيناريوهات خطرة؟

ـ اكيد، هناك خطر كبير لأن هذا الخيار يفتح الباب امام الفريق الآخر لخرق الدستور بحكومة ثانية او رئيس ثان. ونحن نكون قد فتحنا لهم الباب وعطلنا الجيش. وقد تنقسم قوى الامن الداخلي. البلد ينتهي.

*... والحرب الاهلية؟

ـ قبل الحرب الاهلية، كل شيء آخر سيكون سيئاً. مستقبل البلد ينتهي.

* إذن اين الحل؟

ـ الحل بانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب الثلثين. لا حل آخر..

* انتخاب الثلثين هو الحل؟

ـ كلا، لو تم انتخاب رئيس وتألفت الحكومة، يجب ان نعود الى طاولة الحوار لان مشاكلنا لا تزال قائمة. وجود الرئيس الجديد قد يساعد على الحوار. لكن الحوار الداخلي يبقى اساسياً.

* تيار النائب عون يقول انه سيطالب برئيس حكومة توافقي كشرط للموافقة على رئيس جمهورية توافقي؟

ـ الجنرال عون لديه الحق بأن يطالب بما يشاء. نحن نتمنى لو اننا لم نصل الى هذا الموضوع. الوضع القائم صعب ويحتاج الى تراجع جميع الفرقاء بعض الشيء عن مواقفهم للوصول الى حل... او الهاوية. المسيحيون الذين يطالبون اليوم بالنصف زائداً واحداً، هل سيسيرون بالنصف زائداً واحداً بعد 6 سنوات (انتهاء ولاية الرئيس الجديد)؟ بعد 6 سنوات من الطبيعي، اذا بقي لبنان، ان تكون العلاقات جيدة. عندها بالنصف زائداً واحداً يستطيع المسلمون مع شخص واحد مسيحي ان يسموا رئيساً للجمهورية. هل المطلوب تعديل اتفاق الطائف؟ اذا اردتم تعديله فلنمض به. السنة والشيعة مع مسيحي واحد يستطيعون انتخاب رئيس. فهل هذا ما يريدونه؟ نحن نرى ان هذا يخرب البلد ويعطله.. لا يوجد سبب يمنع السنة والشيعة من الاتفاق. هناك ظروف طارئة تزول، ان شاء الله، مع الوقت. نحن نريد اتفاقا مسيحياً ـ اسلامياً.