لبنان: حوار مجزأ خطوة خطوة وجلسة الحسم بحضور شهود عرب

TT

إذا كان الحوار الفضفاض عصياً على التنفيذ في الظروف الراهنة، فما الذي يمنع من تجزئة الحوار بحيث يكون على مراحل، او الحوار خطوة خطوة على طريقة هنري كيسنجر مع الرئيس أنور السادات، وهذا ما اقترحه الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل على كل الذين زارهم مسجلاً رقماً قياسياً في الزيارات من حيث انها لم تستثن اي طيف من اطياف الحوار الذي كان بدأ ثم ما لبث ان تعثر، فتَعذَر امر استئنافه عدا تلك المحاولة الفرنسية التي كانت شكلاً ناجحة وخالية من المضمون عملياً؟

استناداً الى الانطباع السائد عن المكوك السوداني مستشار رئيس الجمهورية عمر البشير فإن الترحيب بفكرة تجزئة الحوار كانت شاملة بدءاً بأول المرحبين السيد حسن نصر الله الامين العام لـ«حزب الله». وتقضي الفكرة بأن تحدث الحوارات الثنائية اولاً بحيث يلتقي سعد الدين الحريري ومعه الرئيس فؤاد السنيورة هذه المرة بكل من السيد نصر الله والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، ويلتقي وليد جنبلاط ايضاً بالأقطاب الثلاثة، ويلتقي بهم ايضاً الدكتور سمير جعجع وكذلك الرئيس امين الجميل.

هذا في مرحلة اولى. وفي مرحلة ثانية يكون جليد العلاقة قد ذاب فيها ووضع كل اثنين النقاط على الحروف يتكرر اللقاء على ان يصطحب كل قطب معه ثلاثة او اربعة من رفاقه. وفي المرحلة الثالثة وبعدما تكون ارضية التحادث غدت افضل بكثير يتم انعقاد جلسة الحوار وقد ازيلت من امام المشاركين التعقيدات التي اخفقوا سابقاً في تذليلها، ويشارك في هذه الجلسة شهود من الاشقاء العرب فقط. والحوار خطوة خطوة كما يراه المستشار السوداني يحقق النتائج المرجوة في حال تم حصره بالتوافق على الشخص الذي سيترأس الجمهورية لست سنوات ووفق ما ينص عليه الدستور. اما كل ما عدا ذلك فيتم ارجاؤه الى ما بعد انتخاب الرئيس خصوصاً ان الحكومة التي ستتشكل ستكون حكومة وحدة توافقية هي الاخرى وبها لا تعود ذرائع هذا الطرف او ذاك قائمة.

ولقد وجدت الصيغة قبولاً لدى الرئيس بشَّار الأسد عندما عرضها المستشار السوداني امامه. وقال الرئيس السوري انه يريد ضمانات بأن الرئيس الجديد ما دام لن يكون مثل الرئيس اميل لحود في موقفه من الحكم السوري، ان لا يكون صاحب موقف معاد لهذا الحكم وللأطياف اللبنانية المساندة له.

وفي المعلومات ان المستشار السوداني عدَّل برنامجه لأنه وهو في دمشق تلقى اتصالاً من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يدعوه الى اللقاء به في جدة فغادر الى هناك بعدما كانت محطته التالية هي القاهرة للاجتماع بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وليطرح عليه نتائج جولته، وكيف ان الذين التقى بهم اجمعوا على ان يكون الشهود العرب، على الجولة الثالثة الفضفاضة من الحوار، هم الأمين العام عمرو موسى والمستشار مصطفى عثمان اسماعيل والسفير السعودي لدى لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة، مع ملاحظة ابداها المستشار السوداني امام صديقه عمرو موسى وهي انه وجد في رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والسيد حسن نصر الله مشاعر متقاربة وهي ان كلاً منهما بات في وضع المستعد لأي حل يحفظ ماء وجوه الجميع اكثريةً ومُعارَضَةً. كما لاحظ ان الاثنين كانا اول الموافقين على اقتراحه في شأن الحوار خطوة خطوة.