الرئيس الصومالي يطلع قادة عرب على اتفاق المصالحة وجيبوتي تعرب عن تقديرها لجهود خادم الحرمين

أدى والوفد المرافق له العمرة ودعا إلى سرعة إرسال قوات عربية تحت علم الأمم المتحدة

وزير الداخلية الصومالي محمد محمود أثناء المؤتمر الصحافي في مقديشو أمس (رويترز)
TT

أجرى الرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف يوسف سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع عدد من الزعماء والقادة العرب لإطلاعهم على تفاصيل الاتفاق الذي وقعه قبل يومين في جدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع ممثلي مؤتمر المصالحة الذي عقد مؤخرا في العاصمة الصومالية مقديشيو.

وكان الرئيس الصومالي والوفد المرافق له الذي ضم رئيس الحكومة الانتقالية علي محمد جيدي ورئيس البرلمان آدم نور مادوبي وممثلي القبائل والعشائر الصومالية، ادوا مساء أول من أمس العمرة وسط أجواء روحانية وتفاؤل كبير.

وقالت مصادر مرافقة للرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من جدة التي تستعد الوفود الصومالية لمغادرتها بحلول غد الخميس إن الرئيس عبد الله يوسف بدا سعيدا ومتفائلا للغاية بعدما أدى العمرة للمرة الثالثة في حياته، مشيرة إلى أن يوسف أنهى العمرة في حوالي الساعة الواحدة صباحا بتوقيت جدة. وروت المصادر أن الرئيس كان مسرورا ومبتسما طول الوقت وأنه قال لمرافقيه: «هذا ما نتمناه للصومال، أن يقف أشقاؤه العرب بجانبه». ووفقا للرواية التي أبلغها هاتفيا محمد محيي الدين وكيل وزارة الداخلية الصومالي المرافق للرئيس من جدة لـ«الشرق الأوسط» فانه عندما سأل يوسف كيف يرى الوضع الراهن في البلاد الآن بعد ما جرى في جدة؟، كان رد الرئيس مباشرة: «هذا ما نراه ونتمناه وندعو الله عز وجل أن تكون صفوف العرب واحدة وان تهب الشعوب العربية لإنقاذ بلادهم وندعو بالعافية لفلسطين وندعو الله أن يجعل قادة ورؤساء العرب يفكرون مثل خادم الحرمين في مساعدة الصومال بشتى الطرق والوسائل». وقال محيي الدين عنه إن يوسف دعا وهو في الكعبة والطواف لملوك وقادة العرب بشكل عام وأنه خص بالذكر أسماء بعض القادة العرب على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وكان الرئيس الصومالي قد اجتمع أول من أمس مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وعدد من كبار المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية بين السعودية والصومال ومشاركة السعودية في الجهود الإقليمية الرامية لإحلال السلام والاستقرار في الصومال بما ينعكس إيجابا على منطقة القرن الأفريقي. وأجرى يوسف من مقره في جدة سلسلة اتصالات هاتفية مساء أول من أمس شملت العاهل الأردني عبد الله الثاني بالإضافة إلى الرؤساء المصري حسني مبارك واليمني علي عبد الله صالح والجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن عبد الله يوسف طلب من القادة العرب خلال هذه الاتصالات التعجيل بإرسال قوات عربية إلى الصومال تعمل تحت راية الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام فى الصومال مما يتيح انسحاب القوات الإثيوبية.

كما علمت «الشرق الأوسط» أن يوسف يعتزم أيضا القيام بجولة عربية ستشمل في مرحلتها الأولى مصر واليمن ودول المغرب العربي، فيما يتوقع أن تتم زيارة القاهرة قبل نهاية شهر رمضان المبارك الجاري بعدما اتفق عليها مع نظيره المصري خلال الاتصال الهاتفي الذي تم بينهما أول من أمس.

من جانبه عقد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي، في هذه الأثناء سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع عدد من المسؤولين والوزراء السعوديين لبحث جميع احتياجات الصومال في المرحلة المقبلة خصوصا من جهة إعادة التعمير وإصلاح هياكل مختلف مؤسسات الدولة الصومالية التي تعرضت للتدمير والتخريب خلال الحرب الأهلية التي اندلعت مباشرة عقب سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991.

إلى ذلك انضمت جيبوتي إلى الأصوات الإقليمية المؤيدة لاتفاق جدة، وقال موسى محمد احمد سفر جيبوتي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده ترحب بأي جهد يصب في مصلحة الصومال وخاصة لو كان عربي معربا عن تقديره لما بذله خادم الحرمين الشريفين من جهود مشكورة في هذا الإطار.

ولفت إلى أن السعودية التي تترأس الدورة الحالية لمؤسسة القمة العربية سبق أن عرضت خلال القمة ال19 العادية التي عقدت بالرياض خلال شهر مارس (آذار) الماضي مبادرة بشأن الصومال لاقت ترحيبا فوريا من كل الدول العربية، موضحا أن جيبوتي كانت من أوائل الدول المؤيدة لهذه المبادرة. وأكد موسى أن بلاده التي تثمن الجهود السعودية وبشكل خاص وساطة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تأمل أن تنضم بقية الأطراف الصومالية إلى ركب المصالحة على اعتبار أن المفاوضات والحوار هما السبيل الوحيد لإيجاد حل ناجح وفعال للأزمة الصومالية. ورأى أن ما تحقق في جدة هو بمثابة إنجاز كبير يتعين على الصوماليين أولا والأمة العربية ثانيا بذل المزيد من الجهد لرعايته وتكراره في حلحلة العديد من الملفات السياسة المطروحة.

هذا ومن المنتظر أن يقوم الموريتاني أحمدو ولد عبد الله الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الصومال، خلال أيام بجولة في عدد  الدول العربية والأفريقية لإجراء مشاورات معمقة حول مستقبل الوضع الراهن في الصومال في ضوء اتفاق جدة. وأعرب ولد عبد الله عن أسفه للمعاناة الطويلة للشعب الصومالي الذي وصفه بأنه شعب عظيم ولديه تاريخ كبير وميراث حضاري لا تتمتع به سوى دول قليلة في القارة الأفريقية.

وأشار في بيان من مقره في العاصمة الكينية نيروبي إلى أنه يعتزم فى أول زيارة عمل رسمية له في الصومال والمنطقة الاستماع بحيادية إلى مختلف وجهات نظر الصوماليين بدون استثناء وبلا آراء مسبقة.