رايس تحاول التوصل لمسودة إعلان نوايا لطرحه على مؤتمر واشنطن

تصل إلى تل أبيب اليوم وتبدأ جولتها بلقاء لفني وباراك وأولمرت قبل لقاء أبو مازن غدا

TT

أكدت مصادر اسرائيلية عليمة، أمس، ان وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ستحاول خلال جولتها الجديدة للمنطقة ومحادثاتها في القدس ورام الله اليوم وغدا، التوصل الى مسودة اعلان نوايا مشترك بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود أولمرت، يطرح في ختام مؤتمر واشنطن المتوقع عقده في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقالت تلك المصادر ان «رايس مرتاحة من التقدم في المحادثات بين الطرفين وفي الوقت نفسه مدركة للمصاعب الحزبية والسياسية الداخلية التي يعانيها كل منهما وبسببها يجدان صعوبة في صياغة ما يؤمنان به في اعلان مبادئ. ولذلك فإنها ستحاول مساعدتهما على ايجاد صيغة تأخذ بالاعتبار تكريس التقدم في المحادثات من جهة ومجابهة المصاعب الداخلية لكل منهما من جهة ثانية».

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، قد اعلن، عشية وصول رايس، أمس، انه تلقى خطة متكاملة من الجيش الاسرائيلي لإجراءات سيتخذها في القريب من أجل تخفيف المعاناة اليومية للفلسطينيين، مثل ازالة حواجز عسكرية وانهاء الاغلاقات التي تنغص حياة الفلسطينيين وتقيد حركتهم وتوجه ضربة قاصمة لاقتصادهم. وحسب هذه الخطة فإن الجيش سيزيل في البداية 20 حاجزا تضيق الخناق على عشرات ألوف المواطنين حاليا، وسينتظر فترة يرى فيها كيف يؤثر ذلك على الأوضاع الأمنية. وكما قال باراك: «إذا ساد هدوء أمني حقيقي يدل على ان قوى الارهاب معنية به، فإن اسرائيل ستزيل المزيد من الحواجز. ولكن إذا لم يلتزموا بالهدوء، فإن اسرائيل ستعيد هذه الحواجز وربما تزيدها».

ونشرت في اسرائيل، أمس، تصريحات لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ويلش، قال فيها ان الفلسطينيين والاسرائيليين يعيشون حاليا فترة على غاية من الأهمية تشكل منعطفا في تاريخهم. وهناك بشائر «تقدم وانفراج بين الطرفين يثير التشجيع، ولكن لا ينبغي الحديث عنه مطولا حتى لا نصاب بالغرور والزهو». وأكد ويلش على ما كانت نشرته «الشرق الأوسط» أمس، من ان واشنطن تتفهم الظروف الداخلية الصعبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي، ولذلك وافقت على اختزال فكرة «اعلان مبادئ للتسوية النهائية» الى اعلان نوايا. فقال ويلش ان رايس تدرك وجود صعوبات داخلية وستسعى لمجابهة هذه الصعوبات وليس الهرب منها.

من جهته تحدث الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، عن ذلك بتفصيل اكبر، وقال أمس خلال لقائه مع مراسلي الصحف الأجنبية: «هناك انسجام واضح بين الرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة أولمرت وهذا جيد. لكن لا تخرجوا باستنتاجات بعيدة المدى من هذا الانسجام. فالمشاكل بيننا وبين الفلسطينيين تتركز في ثلاثة مواضيع، هي السلام والأمن والأرض. اسرائيل مطالبة بأن تعطي الأرض مقابل السلام والأمن للجميع. ولكن المشكلة ان اسرائيل جربت ذلك وأعطت الأرض في لبنان وفي قطاع غزة ولم تحصل بالتالي على السلام ولا على الأمن. وهذا يزيد من صعوبة الوضع. لذلك نرى أن الرئيسين يجريان مفاوضات ثنائية ناجحة بلا وسطاء بين بعضهما البعض، وفي الوقت نفسه يجري كل منهما مفاوضات مع شعبه الذي يشكك في نوايا الآخرين. وهذا يستدعي أن يتقدما الى الامام بخطوات مدروسة وبالسرعة والمسافة اللتين يحتملهما جمهور كل منهما».

وكشف بيريس انه كان قد اقترح على توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، أن تتوقف المساعدات المالية المعطاة للسلطة الفلسطينية وتستثمر الأموال عوضا عن ذلك في اقامة مناطق صناعية توفر ما يحتاجه الفلسطينيون من أماكن عمل. وقال: «قلت له، أنتم منحتم السلطة الفلسطينية حتى الآن مليار دولار، لكن هذه الأموال صرفت بطرق فساد أغضبت الفلسطينيين فأسقطوا حكم حركة فتح. ولذلك فلا جدوى من هذا الدعم».

الجدير بالذكر ان رايس ستصل الى تل أبيب بعد ظهر اليوم وستجري حتى ساعات المساء لقاءات متواصلة مع المسؤولين الاسرائيليين. وستبدأ لقاءاتها مع نظيرتها الاسرائيلية، تيسبي لفني، أولا ثم تلتقي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ايهود باراك، وهما اللذان أبديا تحفظا من التوصل الى اعلان مبادئ للتسوية الدائمة مع الفلسطينيين في هذه المرحلة، ثم تلتقي زعيم المعارضة رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي يعارض بشدة اية اتفاقات مع أبو مازن ويعتبر أي تغيير في الوضع الأمني خطير على اسرائيل. وفي المساء تلتقي رايس مع أولمرت. وغد تلتقي رايس مع ابو مازن وطاقمه في رام الله. واضافت المصادر أن رايس ستبذل في الاسابيع المقبلة جهودا كبيرة للتوصل الى اعلان مشترك بغية انجاح مؤتمر واشنطن. ومع ان أوساطا متفائلة قالت ان هناك احتمالا بأن تنظم لقاء قمة بين ابو مازن وأولمرت بحضورها، إلا ان مصادر أميركية في تل أبيب استبعدت هذه الامكانية.