مصدر أمني: مسلحو «القاعدة» يسيطرون على قرية في ديالى بعد معارك استمرت يومين

نشر لواء من «البيشمركة» في جبال حمرين منعا لتسلل المتطرفين إلى إقليم كردستان * إصابة احد ممثلي السيستاني في البصرة  بجروح إثر محاولة لاغتياله

جنود عراقيون يحرسون مسلحين مشتبه فيهم يجلسون معصوبي الاعين وموثوقي الأيدي في معسكر ببعقوبة امس (رويترز)
TT

سيطر تنظيم القاعدة على قرية في محافظة ديالى المضطربة (شمال شرقي بغداد) بعد اشتباكات مع تنظيمات مسلحة سنية استمرت يومين متواصلين، حسبما افاد به مصدر امني عراقي امس. من ناحية ثانية، أرسلت حكومة اقليم كردستان ألفا من قوات البيشمركة الى منطقة جبال حمرين للتصدي لـ«القاعدة».

وقال المقدم ابراهيم العبيدي من شرطة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد): إن «عناصر تنظيم القاعدة سيطروا على قرية الشوهان (40 كلم شمال بعقوبة) بعد اشتباكات استمرت يومي الاثنين والثلاثاء». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله ان «تنظيم القاعدة تسلل عبر نهر ديالى القريب من القرية وقام بهجوم واسع مستهدفا القرية التي تضم حوالي 30 منزلا لعائلات من العرب السنة واشتبك بعدها مع اهالي القرية وكتائب ثورة العشرين التي ساندها الجيش الاميركي بمروحيات فقط». و«كتائب ثورة العشرين» التي تضم مسلحين سنة هي احدى فصائل المقاومة لكنها بدأت بالتعاون مع الجيش الاميركي والقوات العراقية لمطادرة تنظيم «القاعدة» في ديالى ومناطق اخرى.

واكد العبيدي ان «بعض اهالي القرية التي يسكنها حوالي 300 نسمة، استطاعوا الفرار وابلغوا الشرطة بوجود ارهابيين عرب بين عناصر القاعدة الذين يحتجزون الاهالي ويمنعونهم من مغادرة منازلهم». ولم تشر المصادر الى اعداد الضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات. وتنفذ قوات من الجيش الاميركي والعراقي بمشاركة عشرة آلاف عسكري عملية «السهم الخارق» التي انطلقت في 19 يونيو (حزيران) الماضي ضد معاقل «دولة العراق الاسلامية» التي اعلنها انصار القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

الى ذلك، اعلنت القيادة العامة لقوات البيشمركة الكردية في اقليم كردستان أمس انها قررت ارسال لواء من قوات البيشمركة مؤلف من الف مقاتل الى مناطق التماس القريبة من سلسلة جبال حمرين التي تعتبرها السلطات الكردية الحدود الجغرافية الطبيعية لأقليم كردستان العراق، وذلك لتحل محل قوات الشرطة والأمن ـ الاسايش الكردية التي كانت تتولى مهام حفظ الامن في المنطقة والتي خاضت الاسبوع الماضي معارك ضارية مع افراد الجماعات المسلحة التي كانت قد تحصنت في جبال حمرين بعد فرارها من مناطق ديالى اثرعمليات السهم الخارق التي شنتها قوات الجيش العراقي هناك قبل اربعة اشهر .

وقال اللواء جبار ياور وكيل وزارة شؤون البيشمركة والمتحدث الرسمي باسم القادة العامة لقوات البيشمركة الكردية في تصريح خاص لـ«الشرق الاوسط» ان مهام اللواء الذي سيرسل الى المنطقة في وقت لاحق قريب، تتلخص في حفظ الامن في المناطق الكردستانية التي لها تماس مباشر مع المناطق الوسطى من العراق والتي تفصلها سلسلة جبال حمرين التي تمثل نهاية الحدود الجنوبية لإقليم كردستان، واضاف ان نطاق عمل اللواء 18 «بالك» التابع لقوات حماية اقليم كردستان والمؤلف من ثلاثة افواج تضم الف مقاتل يمتد من حدود بلدة كفري مرورا ببلدة كلار وصولا الى بلدة خانقين الحدودية والخاضعة لإدارة حكومة الاقليم، وسيقوم بمنع تسلل العناصر الارهابية التي فرت مؤخرا من مناطق محافظة ديالى الى داخل اراضي الاقليم. يذكر ان قوات الشرطة والاسايش الكردية كانت قد شنت هجوما واسع النطاق في مناطق جبال حمرين، يوم الاربعاء الماضي تحت غطاء جوي من القوات الاميركية اسفر عن تدمير معاقل الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، اضافة الى مقتل اكثر من 10 مسلحين وأسر نحو 40 آخرين.

من جهته، اعلن الجيش الاميركي أمس مقتل احد جنوده بنيران اسلحة خفيفة خلال عمليات قتالية جنوب بغداد. وجاء في بيان للجيش ان جنديا اميركيا قتل الثلاثاء في معركة خلال عملية للجيش الاميركي «لتطهير مناطق من خلايا تنظيم القاعدة».

وفي تطور آخر ذي صلة، نجا احد وكلاء السيستاني في البصرة من محاولة اغتيال بعد إصابته بجروح ومقتل احد مرافقيه.. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» ان مسلحين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على رجل الدين عماد البطاط  احد ممثلي المرجع الديني علي السيستاني بالمحافظة أمام منزله في حي الخليج وسط المدينة وأصابوه بعدد من العيارات النارية في محاولة لاغتياله ونقل على أثرها الى المستشفى  فيما قتل احد مرافقيه في مكان الحادث. يذكر ان مسلحين مجهولين اغتالوا الأسبوع الماضي مسلم يعقوب البطاط إمام جامع العروة الوثقى، أحد ممثلي السيستاني، عندما أطلقوا عليه النار من أسلحتهم الخفيفة في منطقة الفرسي أثناء خروجه من الجامع.