والدة أحد الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله: مصير اللبنانيين ومصيرنا واحد.. وتستحقون وطنا مختلفا

في رسالة تنشرها عبر «الشرق الاوسط»

TT

انتهزت والدة احد الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفهما مقاتلو حزب الله اللبناني (في عملية في جنوب لبنان، في يوليو (تموز) 2006، ادت الى مقتل 6 جنود اسرائيليين) حلول شهر رمضان لتذكر اللبنانيين بانها «لم تسمع خبرا» عن ابنها، ان كان حيا او ميتا، منذ اختطافه قبل حوالي 14 شهرا وعشرين يوما. وهي كما تقول تتمنى للشعب اللبناني الازدهار والعيش بسلام واطمئنان. وتعتبر ان مصيره ومصيرها، بيد شخص واحد هو الشيخ حسن نصر الله امين عام حزب الله. وقالت ان اللبنانيين يستحقون لبنانا افضل وناشدتهم المطالبة بذلك.

وفي ما يلي نص الرسالة التي تلقتها «الشرق الاوسط» من ميكي غولدوازر والدة الجندي اودي غولدوازر:

«السنة اليهودية الجديدة، واكثر من عيد يهودي، تمثل قدرة اليهود على التأقلم والشفاء من سوء طالع يواجههم.. وشهد الاسرائيليون خلال العام الماضي، حربا ودمارا ولجنة فينوغراد (للتحقيق قي اخفاقات الحرب على لبنان) واحتجاجات واعتصامات تضامنية. لكن قوة الديمقراطية الاسرائيلية اثبتت نفسها مجددا، وعلى وجه الخصوص قدرتها على التعامل مع اخفاقاتها والتعامل معها على نحو ديمقراطي.

«عام واحد مر على الحرب (على لبنان)، وخلال هذا العام فان الاقتصاد لم يستقر فحسب بل انتعش، وجرى اصلاح الدمار وعاد السياح يتدفقون على مناطق الشمال (في اسرائيل). وعادت الحياة الى طبيعتها.

بالنسبة للبنان فان عام 2006 كان سيكون عام رخاء للشعب اللبناني. وكان البلد يستعد لازدهار في السياحة، اذ كان يفترض ان يتدفق السياح عليه من كل حدب وصوب للتمتع بجمال طبيعة هذا البلد. ولكن ما الذي حل بهذا البلد؟ فبدلا من الرخاء الاقتصادي، جرى تدميره وإلحاق الاذى بشعبه. ولم يصل السياح، ولم يصلح الدمار، ولم تحترم الوعود التي قطعت للشعب اللبناني. فليس هناك ديمقراطية ولا حرية تعبير .. ولبنان يغرق.... هذا البلد الجميل ارض الارز يدمر.. هذا البلد الذي كان يمكن ان يكون لؤلؤة الشرق الاوسط.

ومع حلول شهر رمضان فان على الشعب اللبناني ان يراجع حساباته: هل يريد لبلده ان يتلاشى تدريجيا في غياهب العصور الوسطى والعيش في فقر مدقع ودمار وعنف وجريمة؟. ام انه يريد لبلده ان يسير نحو التقدم والازدهار؟

انني اوجه رسالتي لكم.. الى الشعب اللبناني، لان مصيركم ومصيرنا في يد شخص واحد: (حسن) نصر الله امين عام حزب الله. انكم تستحقون وطنا مختلفا. لبنان الذي ستعود حياته الى طبيعتها ويعود اليه الانتعاش.. حان الوقت لان تطالبوا به.

«واخيرا اتمنى لكم صياما هينا وسهلا خلال شهر رمضان».

يذكر في هذا السياق ان عدد الاسرى الاسرائيليين لدى حزب الله وحركة حماس يبلغ 3 مقابل ما يزيد عن 10 آلاف اسير فلسطيني في سجون اسرائيل. كما يبلغ عدد الاسرى العرب في اسرائيل حوالي 38 شخصا بينهم عدد من اللبنانيين اشهرهم سمير القنطار الذي قضى في السجن اكثر من 25 عاما.

وشنت اسرائيل بعد عملية حزب الله العام الماضي حربا على لبنان في 12 يوليو (تموز) 2006، اسفرت عن خسائر بشرية ومادية ضخمة. فحسب الاحصائيات المختلفة يتراوح عدد القتلى بين 973 (تقديرات حزب الله الذي لا يدرج اعداد مقاتليه في هذه الاحصاءات) و1283 (تقرير مفوضية شؤون اللاجئين).

اما عدد الجرحى فيتراوح بين 2385 (احصائيات حزب الله) و4400 (احصائيات جريدة المستقبل اللبنانية). وبالنسبة للخسائر المادية أي عدد المنازل المدمرة، فتتراوح ما بين 30 الف (حسب جريدة المستقبل) و130523 (حزب الله)، فيما قدر تقرير الامين العام للامم المتحدة، كوفي انان، خسائر لبنان المادية بما بين 3.6 و4 مليارات دولار.أما الخسائر غير المباشرة فقد قدرها بما بين 10 و15 مليار دولار.