أساليب الوقاية ونزع اللوحة النيابية عن السيارة لم تحل دون اغتيال «الحزبي الكتائبي العتيـق»

أنطوان غانم عاد منذ يومين فقط من خارج لبنان

انطوان غانم
TT

هذه المرة كان دور النائب اللبناني «الرفيق العتيق» في حزب «الكتائب اللبنانية» عضو «اللقاء الديمقراطي» انطوان غانم على لائحة الاغتيالات. فهو لم يكد يعود من الخارج الى لبنان حتى راح ضحية سيارة مفخخة انفجرت لدى مروره قرابة الخامسة والثلث من عصر امس في منطقة سن الفيل ـ حرش تابت، خلف مكتبة انطوان، في ضاحية بيروت الشرقية.

لم تنفع اساليب الوقاية التي اتخذها غانم ليتجنب كأس الاغتيال. لم يفده انه نزع اللوحة الزرقاء التي تحمل الرقم 133 والتي تشير الى «انتمائه النيابي الاكثري» عن سيارة الشيفروليه السوداء اللون، التي كان يستقلها.

أخفاها في صندوق السيارة واستبدلها بلوحة عادية. لكن هذا الاجراء لم يجعله غير مرئي، شأنه شأن عامة الشعب. فقد رصدت آلة الموت السيارة. وجل ما ساهمت فيه اللوحة الزرقاء كان الإسراع في تحديد هوية الضحية.

النائب غانم ولد في 10/8/1943 في تحويطة فرن الشباك شرقي بيروت. متزوج من لورا نعمة. لهما اربعة اولاد. مجاز في الحقوق من جامعة القديس يوسف في بيروت ومن جامعة ليون في فرنسا. درّس الحقوق في الجامعة اللبنانية طوال سنوات.

منذ شبابه انتسب الى حزب الكتائب، حيث بقي قريبا من رئيس الجمهورية السابق امين الجميل. في العام 2000 وبعد المصالحة التي تمت بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وخصمه آنذاك رئيس الجمهورية السابق امين الجميل، ترشح غانم على لائحة جنبلاط وفاز عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا. وهو عضو في تكتل «اللقاء الديمقراطي». لكنه بقي محافظا على خصوصيته بموجب انتسابه الى حزب الكتائب. وكان يؤيد الجميل في الصراع السياسي داخل الحزب بمواجهة الرئيس السابق الذي كان مقربا من النظام السوري في فترة ما. وكان يعد من اهم الفاعلين في الحركة التصحيحية في الحزب.

صوّت عام 2004 ضد التمديد للرئيس اميل لحود. وشارك في الحملات المعارضة للوجود السوري في لبنان وفي «ثورة الارز» بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اعيد انتخابه عام 2005 كنائب في كتلة حزب الكتائب، بعد جمع شمل الحزب واجراء المصالحة بين الرئيس الجميل وكريم بقرادوني. وهو عضو في لجنة شؤون المهجرين في البرلمان.

كان النائب غانم قد صوت للرئيس امين الجميل في أكثر من مناسبة وموقع. تولى مهمة تمثيله في مناسبات عدة. وكان من المطالبين بضرورة الاسراع في قيام المحكمة الدولية «احقاقا للحق والعدالة للاقتصاص من المجرمين والقتلة واسيادهم، أنى واين يكونون؟».

وفي الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14/2/2007 حرص غانم على القسم لـ«شهداء الارز، بدءا بالرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما وصولا الى الحبيب بيار (الجميل) وشهداء مجزرة عين علق: نعاهدهم ونقسم بالله العظيم الا تذهب دماؤهم هدرا كي تبقى شعلتهم وضاءة مضيئة في سماء هذا الوطن الحبيب، وكيف لا وهم شرف عزتنا وعنفواننا، يا من سطروا بدمائهم الزكية صفحات مشرقة ومجيدة في تاريخ لبنان الحديث».

لم يكن حينها قد اغتيل زميله النائب وليد عيدو. وقد رثاه عندما وقعت الجريمة، كما رثى السابقين، ليصبح اليوم موضوع رثاء. حاول ان يبتعد عن لبنان خلال الفترة الماضية لكنه عاد كما عاد غيره من نواب الاكثرية هذه الفترة. لعله كان يأمل ان يكتمل نصاب المجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. او لعله عاد حرصا على نصاب النصف زائدا واحدا المطلوب لتفرض الاكثرية نصابها. لكن الاغتيال كان نصيبه لحذف رقم آخر من هذه الاكثرية التي بدأت بـ 72 نائبا لتتدنى بورصتها مع اغتياله الى 68 نائبا.