رئيس الوزراء العراقي يحث على استبدال شركة «بلاك ووتر».. وأميركا تعلق تنقلات دبلوماسييها

الشركة الأمنية الأميركية الخاصة لا تزال تعمل في العراق رغم سحب ترخيصها

TT

فيما حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس السلطات الاميركية في بغداد على استخدام شركة حماية أمنية غير شركة «بلاك ووتر»، التي توفر حماية لدبلوماسييها، بعد اتهام عناصرها بقتل عشرة عراقيين يوم الاحد في بغداد، اعلنت السفارة الاميركية في بغداد تعليق التنقلات البرية لموظفيها. واوضح المالكي، في مؤتمر صحافي في بغداد، ان «هذه الجريمة التي وقعت في ساحة النسور واسفرت عن مقتل مواطنين عراقيين، ولدت حقدا لدى الحكومة والشعب العراقي». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «لقد تم ايقاف انشطة هذه الشركة ومن مصلحة السفارة الاميركية في بغداد ان تعتمد شركات اخرى وتتحرك بها». وقال ان «شركة بلاك ووتر ارتكبت جريمة كبيرة، وهي سابع مخالفة تسجلها عليها وزارة الداخلية العراقية، ولا بد ان تحاسب على جميع المخالفات ولا يسمح لها بأن تقتل العراقيين بدم بارد». وعن احتمال تقديم عائلات الضحايا شكاوى ضد الشركة، قال المالكي «لم تقدم عوائل الضحايا شكاوى حتى الان، لكن الحكومة مسؤولة عن تبني هذه القضية لأنها مسؤولة عن الشعب». واضاف ان «المعلومات التي تسربت من ساحة الحدث تؤكد ان الحادث فيه تجاوز من قبل الشركة (..) لكننا لا نريد ان نطلق حكما بشكل قاطع وسيكشف التحقيق ما اذا كان الضحايا هم من المدنيين الابرياء أم جماعة مسلحة مثلما قالت الشركة».

من جهتها، اعلنت السفارة الاميركية في بغداد امس انها قررت تعليق تنقلات موظفيها في بغداد وكافة انحاء العراق. واضافت «في ضوء الحادث الخطير على مفرزة مكلفة حماية السفارة الاميركية فى بغداد، فإن السفارة تعلن رسميا تعليق تحركات موظفيها الميدانية من المدنيين الاميركيين خارج المنطقة العالمية وفي جميع انحاء العراق». ويقع مقر السفارة الاميركية في «المنطقة الخضراء» او «المنطقة العالمية»، وهي منطقة محصنة وسط بغداد خاضعة لحماية الجيش الاميركي حيث توجد مقار الحكومية العراقية الرئيسية. واوضح البيان ان «هذا التعليق سيتيح اجراء عملية تقييم للبعثات واجراءات السلامة المتخذة، خصوصا بعد تزايد المخاطر التي يتعرض لها الموظفون الذين يتحركون خارج المنطقة الخضراء».

ويأتي هذا القرار بعد قيام عناصر من شركة «بلاك ووتر» كانت تقوم بحماية موكب تابع لوزارة الخارجية الاميركية في بغداد الاحد الماضي بإطلاق نار ما ادى الى مقتل عشرة عراقيين واصابة 13 اخرين. وبحسب الرواية الاميركية الرسمية فإن مسلحين هاجموا القافلة الدبلوماسية ورد الحراس على اطلاق النار. لكن شهود عيان قالوا ان حراس القافلة الاميركية فتحوا النار عشوائيا على مدنيين بعد سماع انفجار في ساحة النسور في حي المنصور الراقي غرب بغداد. واثر هذا الحادث، قررت الحكومة العراقية الغاء ترخيص شركة «بلاك ووتر» في العراق، التي تعتبر من اكبر شركات الحماية الامنية الخاصة والتي تؤمن خصوصا حماية السفارة الاميركية. كما اعلنت انها بصدد اعادة النظر في وضع جميع شركات الحماية الامنية الاجنبية والمحلية العاملة في البلاد. لكن رغم الاعلان عن سحب ترخيصها، لا تزال «بلاك ووتر» تعمل في العراق بموجب عقد مع وزارة الخارجية الاميركية، كما قال شون ماكورماك الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية اول من امس، حيث لم يتم ايقاف او اعتقال اي من موظفيها. واكد المتحدث باسم مجلس القضاء الاعلى العراقي القاضي عبد الستار غفار بيرقدار، ان «بلاك ووتر» تخضع للقانون العراقي وان القضاء في البلاد هو المسؤول عن محاكمتها.