الحسني والسهيل ينسحبان من القائمة العراقية.. و«الشيوعي» يلوح بالانسحاب أيضا

المتحدث باسم قائمة علاوي لـ«الشرق الاوسط» : الانسحابات غير مؤثرة

علاوي مع صفية السهيل في إحدى المناسبات السياسية («الشرق الأوسط»)
TT

اعلن النائبان في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية، حاجم الحسني وصفية السهيل امس انسحابهما من القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، وبررا ذلك بـ«عدم وضوح استراتيجية القائمة في معالجة الأزمة السياسية»، ولم يستبعد الحزب الشيوعي العراقي انسحابه ايضا من القائمة. وقال حاجم الحسني، الذي تولى رئاسة مجلس النواب في مرحلة سابقة، في بيان قرأه على الصحافيين ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية امس، «قررت بعض القوى المنظمة للقائمة العراقية الانسحاب من القائمة والسعي نحو بناء تكتل برلماني يعتمد مبادئ وقيم القائمة (ذاتها) بالاتفاق على آليات ديمقراطية واضحة في اتخاذ القرارات». واوضح ان «الشخصيات والقوى والاطراف المختلفة التي اشتركت في القائمة العراقية اتفقت على مجموعة من المبادئ والثوابت التي تؤكد على الهوية الوطنية للقائمة والابتعاد عن المحاصصات الطائفية والعرقية». وتابع «لكننا فوجئنا في كل مرة بمزيد من عدم الشفافية في اتخاذ القرار وضبابية في آليات التعامل مع العملية السياسية وعدم وجود استراتيجية واضحة تمكن من معالجة الأزمة السياسية في العراق». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، انتقدت صفية السهيل اسلوب العمل السياسي في العراق عامة، وفي القائمة العراقية خاصة، وقالت «انا خير من يمثل خط القائمة العراقية، التي اكدت شكل ونظام الحكم التعددي الديمقراطي الفيدرالي، وموقفنا من التشريعات الدستورية وضرورة تنفيذ المادة 140 الخاصة بهوية مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها، وصرنا نسمع داخل القائمة اصواتا ليست واضحة في موقفها من هذه المادة». واضافت «هناك من يريد خطف القائمة العراقية من خطها الليبرالي الوطني العراقي الى خط قومي بعثي»، مشددة على ان «هذا ليس في مصلحة القائمة التي جاءت لخدمة المواطن العراقي». وأخذت صفية السهيل على القائمة العراقية تحالفاتها «والحديث عن قيام جبهات مع تكتلات اخرى، مثلما حصل في اجتماعات القاهرة، التي حضرها رئيس القائمة والدكتور عدنان الباجه جي والحديث عن تغيير نظام الحكم. وانا كعضو في العراقية سمعت عن كل هذا من الاعلام، كما سمعنا عن تشكيل حكومة انقاذ وطني وان الجميع كان في انتظار تقرير الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر لخلق فرصة لتغيير الحكومة، وكل هذا الكلام لا يهمني ولم يفاتحني احد لأخذ رأيي ولم نجتمع لنصوت على مثل هذه الخطوات».

من جهة اخرى، لم يستبعد عضو البرلمان حميد مجيد موسى السكرتير العام للحزب الشيوعي في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس الانسحاب من القائمة، وقال ان «القضية الملحة هي ليست الانسحاب من القائمة العراقية من عدمه وانما المشكلة تكمن في الاختلاف الحاصل في وجهات النظر السياسية داخل القائمة، خاصة في ما يتعلق بمعالجة الامور ووضع الحلول لها». واضاف «نحن نسعى لاصلاح العملية السياسية من خلال انتقادها وطرح البدائل وليس هدفنا افشالها والبحث عن بدائل مجهولة»، مشيرا الى ان الحزب الشيوعي «لا يرى ان الانسحاب من الحكومة أمر صحيح، بل يجب العمل معها ووضع الحلول من داخلها ومن خلال مؤسساتها، خاصة ان البدائل غير متيسرة في الوضع الراهن وخصوصياته».

كما شخص موسى موضوع الحوار مع البعثيين، في اشارة لما كشفه الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية والامين العام لحركة الوفاق الوطني، خلال تصريحات اعلامية عن اجتماعات تمت بين الادارة الاميركية والبعثيين التابعين لقيادة عزة الدوري بعلمه وحضوره، وقال موسى «نحن نعتقد ان معالجة قانون اجتثاث البعث لا يتم من خلال اعتبار عزة الدوري طرفا ثانيا في المفاوضات ولا من خلال التساهل مع من كان يعتبر احد اركان النظام السابق وننسى جرائمه بحق الشعب العراقي، بل ان هؤلاء يجب ان يقدموا للمحاكم وتأخذ العدالة مجراها في مقاضاتهم»، منوها بقوله «وهنا انا لا اتحدث عن الجموع الواسعة من البعثيين الذين لا علاقة لهم بجرائم قيادتهم فهؤلاء يجب ان يعودوا الى صفوف المجتمع وان تتاح لهم الفرصة للعودة والعمل». واختتم سكرتير عام الحزب الشيوعي حديثه قائلا: «نحن حتى الان لم ننسحب من القائمة العراقية ولكن اذا تواصلت الادوار بهذا الافتراق فسيكون الافتراق حتميا وعلى ارضية خلاف سياسي وليس لاننا اعداء».

وفي رده على هذه الانسحابات، قال عزت الشابندر المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية وعضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، ان «انتقاد رئيس القائمة والخروج من اجل هذا السبب غير واقعي، كون علاقة عضو القائمة بالقائمة وليس برئيسها، علاقته بافكار وستراتيجية واعضاء القائمة». ووصف الشابندر الانسحابات بأنها «غير مؤثرة لان الاساس هو الفكر والاستراتيجية والنظرية التي تتبناها القائمة العراقية، وما يفرحنا هو ان البيان الذي تلاه الحسني اكد فيه التزامهم بنظرية ومبادئ العراقية وانهم يختلفون في الاداء وهذا امر حسن».