الكشف عن اتصالات بين نظام صدام وإدارة بوش بعد هجمات سبتمبر 2001

محاكمة رجل أعمال تظهر اتصالات عراقية ـ أميركية

TT

كشفت جلسات محكمة نيويورك الفيدرالية التي تنظر في دور رجل الأعمال الأميركي أوسكار وايت في فضيحة برنامج الأمم المتحدة الإنساني «النفط مقابل الغذاء» عن اتصالات سرية جرت بين الإدارة الأميركية والنظام السابق في العراق بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على نيويورك وواشنطن عام 2001 . ووفق الشهادة التي قدمها سمير فنسنت، وهو رجل أعمال أميركي من اصل عراقي كان يرافق تاجر النفط وايت في اتصالاته مع المسؤولين العراقيين، قال إن وزير الإسكان الأميركي السابق جاك كامب اتصل به يوم 31 اكتوبر (تشرين الأول) من عام 2001 وطلب منه حمل رسالة إلى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز من وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول. وقدم فنسنت نص الرسالة كوثيقة من وثائق المحكمة، وقد عبر باول فيها عن استعداد إدارة بوش في تخفيف العقوبات المفروضة على العراق لقاء السماح لمفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل استئناف عمليات التفتيش. وقال فنسنت في شهادته: «إن جاك (وزير الإسكان) وجد من خلال اتصاله مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بأنه قد منح كولن باول الضوء الأخضر لتوجيه الرسالة إلى طارق عزيز». وأضاف في شهادته المكتوبة: «كانت هناك ضغوط كبيرة من قبل الصقور في إدارة بوش تدفع باتجاه الهجوم على العراق لكن باول وتشيني كانا وراء عدم شن الهجوم مباشرة». وذكر فنسنت أنه اجتمع مع عزيز بداية نوفمبر (تشرين الثاني) من تلك السنة وقد عرض عزيز تقديم رد مكتوب وأعرب عن استعداد العراق على التعامل مع الولايات المتحدة بطريقة بناءة في حال إلغاء العقوبات ورفع منطقتي حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه، وطلب عزيز من الإدراة الأميركية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق». وقد ذكر فنسنت في شهادته التي قدمها أمام هيئة المحلفين للمحكمة الاثنين الماضي أنه التقى أيضا سراً مع مدير المخابرات العراقية انذاك الجنرال طاهر حبوش الذي قدم عرضاً مشجعاً أكثر من العرض الذي قدمه عزيز. ونقل فنسنت ما ابلغه الجنرال: «بناء على احداث 11 سبتمبر فإن العراق يعتقد أن الوقت مناسب لحوار جدي مع الولايات المتحدة بدون شروط لحل كل القضايا والمشاكل بين البلدين». وأعرب الجنرال حبوش عن اعتقاده بأن العراق هو الآخر مستهدف لهجمات الإرهابيين الأصوليين مثلما الولايات المتحدة مستهدفة، وأعرب عن استعداد العراق للمساهمة بفعالية في الجهود الأميركية من أجل احتواء الحركات الأصولية. وقال الجنرال لفنسنت: «كل مصادر العراق ستوظف للتنسيق مع جهود الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب الأصولي». ولكن كما يبدو حسب شهادة فنسنت أن الجهود التي بذلت من خلال هذه الاتصالات السرية لم تثمر، فبعد شهرين من تلك الجهود وضع الرئيس جورج بوش العراق على قائمة دول «محور الشر». وقد اظهرت محاكمة أوسكار وايت، البالغ من العمر 83، والتي بدأت منذ الأسبوع الماضي الكثير من الخفايا في العلاقات الاميركية ـ العراقية في التسعينات من القرن الماضي. وجاء فنسنت كشاهد عن الدور الذي لعبه وايت في إفساد برنامج «النفط مقابل الغذاء» وعن اتصالاته مع مسؤولي نظام صدام حسين السابق، والدور الدبلوماسي الذي قام به من اجل تحسين العلاقات بين بغداد وواشنطن. وكانت المحكمة قد استمعت قبل ايام الى تسجيل صوتي للرئيس السابق صدام حسين يثني على علاقة وايت بحكومته.