الدعوات تتزايد إلى التوافق على الرئيس الجديد للجمهورية .. وحزب الله لا يعتبر نصاب الثلثين شرطا بل نص دستوري

السنيورة ينقل عن خادم الحرمين الشريفين دعمه وحدة وتضامن اللبنانيين

سيارة لبنانية تقطع جسر العريضة بعد أن فتحت السلطات السورية هذا المعبر بين البلدين (أ. ب. إ)
TT

يتطلع اللبنانيون الى يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي كمدخل لانفراج الازمة السياسية من بوابة الاستحقاق الرئاسي. ومع بدء العد العكسي لبلوغ هذا الموعد المحدد لانعقاد مجلس النواب كهيئة ناخبة لاختيار رئيس جديد للجمهورية، تتوالى الدعوات لتعزيز تضامن اللبنانيين للحفاظ على وحدة بلدهم والتوافق على الرئيس الجديد على اساس مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأمس عاد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من المملكة العربية السعودية حيث كان استقبله خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتشاورا في الاوضاع اللبنانية والاقليمية وموضوع اعادة اعمار مخيم نهر البارد والقرى المحيطة به التي تضررت نتيجة المعارك بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الاسلام».

وقال السنيورة: «الاجتماع مع جلالة الملك يحمل دائماً كل الخير. وكانت مناسبة طيبة من اجل التشاور في كثير من القضايا التي تهم لبنان وعلاقته مع المملكة وتهم ايضاً المنطقة. وكانت فرصة سانحة وطيبة جداً للتداول في كثير من القضايا. واستمعت الى افكار جلالة الملك الطيبة. ودائماً فيها كل الخير للبنان وجميع اللبنانيين. وأنا كالعادة اخرج دائماً من الاجتماع مع جلالة الملك وأنا شاكر له استمراره بالدعم والوقوف الى جانب لبنان ووحدته، والتضامن في لبنان وأقدار اللبنانيين على ان يتخطوا بأنفسهم المشاكل التي تعترضهم. وان شاء الله المستقبل يحمل كل الخير للبنان».

وسئل اذا كان ثمة نصيحة اعطاها الملك عبد الله للبنانيين، فأجاب: «ان لبنان دائماً في عقل جلالة الملك وضميره وقلبه. وهو دائماً مع وحدة اللبنانيين وساع دائماً الى تعزيز تضامنهم في ما بينهم، وان يقوموا بما ينبغي عليهم القيام به للحفاظ على وحدة لبنان».

الى ذلك، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى التعاون مع رئيس الجمهورية اميل لحود «لانقاذ لبنان من المشاكل التي يعاني منها والعثرات التي تعترض سبيله» معرباً عن سعادته في ان يتلاقى القادة السياسيون في قصر بعبدا لايجاد حلول للمشاكل الراهنة، متمنياً لمبادرة الرئيس بري النجاح.

موقف قبلان جاء بعد زيارة قام بها امس الى القصر الجمهوري، هي الاولى منذ فترة طويلة. وفي وقت لاحق، استقبل الشيخ قبلان القائم باعمال السفارة الفرنسية في لبنان اندريه باران. ودعا فرنسا الى دعم مبادرة الرئيس بري «التي تشكل محطة اخيرة لحل الازمة السياسية. ومن هنا يجب ان يحتضن كل اللبنانيين هذه المبادرة للخروج بحل للازمة الراهنة». من جهتها، دعت كتلة نواب «حزب الله» الى «التوافق لانقاذ لبنان». وحملت في بيان اصدرته في ختام اجتماعها الاسبوعي امس برئاسة النائب محمد رعد، الادارة الاميركية مسؤولية «تخريب الاستقرار في لبنان بسبب دعمها للارهاب والاحتلال الصهيوني وتغطيته، وبسبب تحريضها فريقاً من اللبنانيين ضد فريق آخر وممارستها اسوأ نماذج الوصاية الاستعمارية». واعتبرت «ان استمرار رهان فريق السلطة على دعم الادارة الاميركية له، هو تفريط بالسيادة الوطنية وتهديد للاستقلال. والشراكة الوطنية والتوافق هما الخيار الوحيد لإنقاذ لبنان». وأشارت إلى «أن نصاب الثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ليس شرطا تمليه المعارضة إنما هو نص دستوري يمثل قاعدة لتكريس الشراكة والوفاق الوطني لا يجوز تجاوزها»، معتبرة «أن الرئيس التوافقي الذي ينتخب على قاعدة نصاب الثلثين هو الرئيس الذي يمكنه أن يمارس دور الحكم وفق الدستور». ورأت «ان حضور النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية أو تغيبهم هو حق دستوري وتعبير ديمقراطي عن موقف اللبنانيين الذين يمثلونهم. والتوافق السياسي هو ضمانة مطلوبة لتأمين النصاب الدستوري للجلسة».

وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية النائب انور الخليل الى ان زيارة الرئيس بري إلى بكركي ستتم خلال اليومين المقبلين وان موعد اللقاء بين بري والنائب سعد الحريري، لم يحدد بعد «وقد يكون قبل 25 ايلول إذا كان لقاء بري ـ صفير إيجابياً وحاسماً».

هذا، واستبعد وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ان تلتئم جلسة الخامس والعشرين من أيلول، مؤكدا أن «لا تسوية على الطريقة اللبنانية، إنما وفاق يشمل أسسا سياسية». وقال امس: «أعتقد أن في كلام البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير أمس (الاول) الكثير ربما من التوجهات. وهو إصرار على حصول الاستحقاق الرئاسي ضمن المهل الدستورية واحترام الدستور والأعراف اللبنانية التي تشمل، من جهة، حضور أكبر عدد ممكن من النواب هذه الجلسة وربما حضور جميع النواب، وعند ذلك يمكن احترام جميع الأعراف لجهة أكبر عدد ممكن من الأصوات التي يحصل عليها الرئيس، ما يكرس اعترافا كبيرا بهذا الرئيس داخليا وخارجيا».

وأضاف: «اعتقد ان الكل يسعى الآن للوصول إلى وفاق حقيقي حول موضوع الرئاسة. ولا تسوية على الطريقة اللبنانية، بل وفاق يشمل أسسا سياسية وليس فقط موضوعا شخصيا بل كموضوع فاتحة لتوافق اللبنانيين على أمور كثيرة وعلى أمور سبق واتفقوا عليها في مؤتمر الحوار الوطني والالتزام تجاه المجتمع الدولي والقرارات الدولية والقرار 1701 وتطبيقه والنقاط السبع».

وعرض النائب بطرس حرب (قوى «14 آذار») مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن مساعي المنظمة الدولية لمساعدة لبنان.