مونتريال: التوصل إلى اتفاق بشأن خفض الغازات الضارة بالاوزون

خطة سريعة تهدف إلى مكافحة التغيرات المناخية

TT

توصل مؤتمر مونتريال حول طبقة الاوزون مساء اول من امس الى اتفاق «تاريخي» على تسريع ازالة المواد الضارة بطبقة الاوزون والمناخ. وقالت الامم المتحدة ان مندوبين من نحو 200 دولة اتفقوا على وقف استخدام المركبات التي تسبب تآكل طبقة الاوزون على نحو أسرع مما كان مخططا. وتم التوصل الى الاتفاق في مؤتمر عقد في مونتريال بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لبروتوكول مونتريال الذي اعد لخفض المواد الكيماوية التي تبين انها تضر بطبقة الاوزون. وهذه الطبقة تحمي الارض من الاشعة فوق البنفسجية. وحثت الولايات المتحدة بدعم من برنامج البيئة التابع للامم المتحدة المندوبين على تقديم المهلة الى عام 2030 من عام 2040 للدول النامية. وقال نيك ناتال المتحدث باسم برنامج الامم المتحدة للبيئة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «توصلنا الى اتفاق تاريخي. ولا يزال بعض عناصر هذا الاتفاق يحتاج الى اللمسات الاخيرة، لكن البلدان المتطورة والبلدان النامية اتفقت على خطة سريعة حول «حمض هيدروكلوريك فليور الكربون» (ايتش سي اف سي) لحماية طبقة الاوزون ومكافحة التغيرات المناخية».

وستساهم ازالة الغازات الضارة باسرع مما هو مقرر في مكافحة ارتفاع حرارة الارض لان حمض «ايتش سي اف سي» يعتبر ايضا غازا قويا مسببا للاحتباس الحراري. وينص بروتوكول مونتريال الموقع في سبتمبر (ايلول) 1987 على ازالة حمض «ايتش سي اف سي» بحلول العام 2030 بالنسبة للبلدان المتطورة وفي العام 2040 بالنسبة للبلدان النامية.

وكانت معظم الدول الممثلة في بروتوكول مونتريال متفقة على تقديم هذين الموعدين عشر سنوات لكن المفاوضات استمرت حتى ساعة متأخرة اول من امس حول اجراءات مهمة تتعلق خصوصا بموعد وقف انتاج الغاز المذكور ومراحل خفض استخدامه حتى ازالته كليا. وكان لا بد من التوصل الى اتفاق مع بلدان مثل الصين ترغب بمساعدة من اجل تسهيل الانتقال نحو مواد اقل ضررا للبيئة. وبحسب برنامج الامم المتحدة للبيئة فان تسريع ازالة هذا الغاز سيسمح بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 3.5% في العالم. واحتفل المؤتمر ايضا بالذكرى العشرين لبروتوكول مونتريال الذي اعتبر بالاجماع نجاحا كبيرا لانه تمكن عمليا من ازالة جيل اول من المواد الكيميائية المضرة بطبقة الاوزون، اي الكلورو فليور الكربون، المستخدم خصوصا في اجهزة التبريد وعبوات الرذاذ. وتلعب طبقة الاوزون وهي جزئية مركبة من ذرة الاوكسجين دورا اساسيا في تسرب الاشعة ما فوق البنفسجية المسؤولة خصوصا عن سرطانات الجلد. صحيح ان البروتوكول لم يتمكن من ازالة الفجوة في طبقة الاوزون لكنه بدأ عمليا في معالجة المشكلة واستقرار الوضع.

وباتت الاوساط العلمية ترى ان طبقة الاوزون قد تستعيد بحلول العام 2050 او 2060 وضعا «قريبا» من وضعها في 1980 فيما سجلت الفجوة في الغلاف الخارجي (على علو 15 الى 25 كلم) في سبتمبر 2006 حجما قياسيا بلغ 29.5 مليون كيلومتر مربع.

وبدون بروتوكول مونتريال كان يتوقع تسجيل حوالي مائة مليون اصابة جديدة بسرطان الجلد بحلول العام 2020. لكن ما زال نحو 88 الف طن من المواد الضارة بطبقة الاوزون تنتج سنويا، 85% منها في البلدان المتطورة. وبحسب الخبراء فان 10 الاف الى 15 الف طن اضافية تنتج بصورة غير شرعية.