الديمقراطيون يفشلون مرة أخرى في كسب التأييد لسحب القوات الأميركية من العراق

وعدوا ببحث صياغة تسوية جديدة لكسب مزيد من الأصوات

TT

فشل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الاميركي أول من أمس في فرض انسحاب للقوات من العراق، في احدث حلقة من سلسلة الهزائم التي زادت من الانقسام في المجلس بشأن الحرب.

وقال رعاة الاقتراح انهم سيمضون عطلة نهاية الاسبوع في صياغة تسوية لمحاولة جذب مزيد من التأييد، ونفوا انهم يضيعون وقت مجلس الشيوخ. وقال السناتور الديمقراطي كارل ليفن «لن تفتر همتنا». واضاف «لا يوجد استخدام افضل لوقت مجلس الشيوخ من محاولة تغيير الاتجاه في العراق»، بحسب وكالة رويترز.

وجاءت نسبة التصويت متساوية 47 صوتا مقابل 47 على خطة طرحها ليفن والسناتور الديمقراطي جاك ريد، وتقضي بمغادرة معظم القوات الاميركية العراق خلال تسعة اشهر من سن القانون. وكان يتعين وفقا للوائح المجلس حصول الخطة على 60 صوتا لتجاوز عقبة اجرائية في المجلس وتقديم مشروع القانون لتصويت نهائي.

والهزيمة هي واحدة من سلسلة الهزائم التي تعرض لها الديمقراطيون بشأن الحرب الاسبوع الماضي. وكان اقتراح ديمقراطي لخفض نفقات الحرب قد باء بالفشل يوم الخميس، كما رفضت خطة لاعطاء القوات الاميركية اجازات اطول بين عمليات الانتشار وسط انتقادات بأن ذلك سيحد من قدرة الجيش على الاحتفاظ بمستويات القوة.

وكان الديمقراطيون يأملون في ان ينشق المزيد من الجمهوريين على الرئيس جورج بوش هذا الخريف، ويوافقون على جداول زمنية لإعادة الجنود الاميركيين، او على الاقل دعم خطط اخرى تعارض الاستراتيجية الحالية في الحرب التي لا تحظى بالشعبية.

لكن الاقلية الجمهورية في المجلس المنقسم وجدت بعض الدعم من تقرير حديث من قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، الذي قال ان بعض التقدم تحقق في العراق.

وعبر البيت الابيض عن سعادته، وقالت المتحدثة دانا برينو: «نحن سعداء بعمليات التصويت هذا الاسبوع». لكنها قالت انها متأكدة من «مزيد من النقاش والجدل المتواصل بشأن الحرب».

وقد تكون الجولة القادمة بشأن الطلب التالي لادارة بوش بالحصول على تمويل للحرب، الذي قد يصل الى 200 مليار دولار. ويشهد وزير الدفاع روبرت غيتس بشأن ذلك هذا الاسبوع امام لجنة بمجلس الشيوخ. وقال تقرير لجنة الموازنة بالكونغرس ان حرب العراق كلفت دافع الضرائب الاميركي بالفعل اكثر من 421 مليار دولار.

وقبل تصويت أول من أمس قال السناتور الجمهوري لينزي غراهام من ساوث كارولينا، انها «سابقة خطيرة» للكونغرس ان يقوض استراتيجية «اثبتت انها ناجحة».

لكن ريد قال ان بترايوس أيد بالفعل جزءا من هذا النهج بالاعلان عن خطط لسحب محدود للقوات الاميركية بحلول الصيف القادم. ويوجد حاليا نحو 169 الف جندي أميركي في العراق.

وقال ريد ايضا انه يتعين على اعضاء مجلس الشيوخ بحث «الحقيقة هنا في الوطن.. (وهي) تراجع التأييد لسياسة يشعر المواطنون الاميركيون بانها مضللة ونفذتها الادارة بعدم كفاءة».

وفقد الديمقراطيون بالفعل ارضا أول من أمس مقارنة بتصويت بنتيجة 52 صوتا مقابل 47 صوتا على تشريع مماثل في يوليو (تموز)، رغم ان ليفن اشار الى ان تصويت يوليو كان اجرائيا وان ستة من اعضاء المجلس كانوا غائبين اليوم بمن فيهم ثلاثة مؤيدين محتملين.

وكان احد الديمقراطيين الذين صوتوا ضد خطة الانسحاب أمس كريس دود، الذي يأمل الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية، وهو منتقد قوي للحرب، وشكا من ان التشريع لم يفرض انسحاب القوات من خلال قطع تمويلات الحرب.

ويبرز ذلك الورطة التي يواجهها ليفن وريد حين يحاولان صياغة تسوية. واذا استطاعا جذب اكثر من حفنة الجمهوريين الذين صوتوا معهما حتى الان فقد يخسران معارضي الحرب المتحمسين من الديمقراطيين.

وقال ليفن انهما سيحاولان على اية حال بتخفيف الموعد النهائي المقترح بعد تسعة اشهر لسحب القوات، ليصبح هدفا بدلا من كونه تاريخا ملزما. ورغم ان المقترحات الرامية الى ايجاد حل وسط بشأن الحرب تتزايد بين تيار الوسط بالمجلس في الحزبين، الا انها لم تلتق على طريق للمضي قدما.

وقال زعماء ديمقراطيون الاسبوع الماضي، انهم غير مهتمين بالتوصل الى حل وسط لا يعيد الجنود الاميركيين الى البلاد، في حين ضغط البيت الابيض من اجل منع المعتدلين الجمهوريين من تأييد مقترحات الديمقراطيين التي تهدف الى التغيير.