دراسة: حرب العراق تكلف أميركا 750 مليون دولار يوميا

التكلفة تتضمن النفقات المباشرة وكلفة الرعاية والفوائد على الديون

TT

تشير احصائيات اجرتها جمعية خيرية اميركية الى ان الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة في اليوم الواحد على الحرب في العراق يمكن ان تشتري منازل لحوالي 6500 اسرة او تأمين طبي لـ423529 طفلا او تزويد 1.27 مليون منزل بطاقة كهربائية متجددة. وكانت جمعية «أميركان فريندز سيرفيس كوميتي» قد عرضت هذه الاحصائيات على لافتات كبيرة الحجم في مختلف الولايات يومي الخميس والجمعة. وطبقا لتحليل الجمعية لدراسة اجراها الخبير الاقتصادي الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، جوزيف ستيغليتز، وأستاذة المالية العامة بهارفارد، ليندا بيلمز، فإن الحرب في العراق تكلف 720 مليون دولار اميركي في اليوم، أي 500000 دولار في الدقيقة. ويشمل تقدير التكلفة اليومية للحرب في العراق النفقات المباشرة للحرب فضلا عن تكلفة الرعاية الصحية الطويلة المدى للمقاتلين والفوائد على الديون واستبدال المعدات العسكرية. وقال مايكل ماكونيل، مدير الجمعية في منطقة البحيرات العظمى، ان من بين الجرحى الذين يعادون الى الولايات المتحدة كثيرا ممن تعرضوا لإصابات بالغة في الدماغ والعمود الفقري تحتاج الى رعاية على مدار ساعات اليوم طوال حياتهم. ويتضمن مبلغ الـ720 مليون دولار 280 مليون دولار في اليوم من مشروعات قرارات التمويل الإضافي التي اجازها الكونغرس، بالإضافة الى 440 مليون دولار يوميا عبارة عن تكلفات طولية المدى واجبة السداد. إلا ان بعض مؤيدي سياسة ادارة الرئيس جورج بوش في العراق يرون انه حتى اذا كانت الحرب مكلفة، فإن هذه مسألة ليست ذات اهمية من الناحية الجوهرية. ويقول فريدريك كيغان، الاستاذ في «اميركان انتربرايز انستيتيوت»، ان النظر الى الحرب في العراق يجب ان يكون زاوية انها تدعم الأمن القومي الاميركي ام لا. وأضاف قائلا ان الذين يظنون ان الامن القومي الاميركي لن يتضرر بالانسحاب من العراق يريدون إنفاق هذه الأموال في جوانب اخرى، وقال ايضا انه يعتقد ان التركيز على حجم الإنفاق الاميركي في العراق امر لا صلة له بالقضية الرئيسية. ولا تتضمن التكلفة الطويلة المدى للحرب جوانب مثل اسعار النفط المرتفعة والخسائر التجارية بسبب المشاعر المعادية للولايات المتحدة وخسارة القوة الانتاجية للجنود الاميركيين القتلى والجرحى.

وكان كل من ليندا بيلمز، التي عملت مساعدة لوزيرة التجارة خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، وستيغليتز، كبير الخبراء الاقتصاديين سابقا بالبنك الدولي، قد قدرا عام 2006 التكلفة الكلية لحرب العراق بأكثر من 2.2 تريليون دولار باستثناء الفائدة المستحقة على الديون. وكانت الجمعية الخيرية المشار اليها قد استخدمت تفاصيل وتوقعات الفائدة من مكتب الميزانية التابع للكونغرس لحساب التكلفة اليومية للحرب التي ظهرت على لافتاتهم في بوسطن وسان فرانسيسكو وفيلادلفيا وشيكاغو ومدن اخرى. وتوضح اللافتات الخدمات التي يمكن ان تنفق فيها الأموال حاليا على حرب العراق بصورة يومية مثل الرعاية الصحية وفتح مدارس ابتدائية جديدة وتقديم وجبات مجانية للتلاميذ ودعم مشاريع الطاقة المتجددة. وأعرب منظمو حملة الاحتجاج عن املهم في اقناع المزيد من الناس بالوقوف ضد الحرب في العراق من خلال توضيح أثرها المالي. وقال غاري غيليسبي، مدير واحد من مشاريع الجمعية في منطقة بلتيمور، ان الناس اصبحوا اكثر وعيا بقضايا الإنفاق العسكري والمدني، ولكن عندما يكون الحديث عن 720 مليون دولار يوميا فإن الأمر مثير للدهشة والصدمة. واختتم غيليسبي حديثه قائلا: «الحرب ليس لها عائد، لأنها لا إنتاج فيها».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»