أول محادثات مباشرة بين بلغراد وبريشتينا داخل مقر الأمم المتحدة

التقسيم أو تبادل الأراضي من السيناريوهات الأكثر واقعية للتحقيق من غيرها

TT

يشهد مقر الامم المتحدة في نيويورك يوم 28 سبتمبر (أيلول) الجاري أول محادثات مباشرة بين بلغراد وبريشتينا، منذ انطلاق المحادثات تحت رعاية مجموعة الاتصال الدولية قبل أقل من عامين. ويأتي ذلك بعد إقناع بلغراد التي رفضت في وقت سابق عقد لقاء في مقر الامم المتحدة، لأن ذلك يوحي بأن المحادثات تجري بين دولتين مستقلتين. ومن المقرر وفق ما ذكرته صحيفة «زيري» الألبانية، أن تقدم لكل من بلغراد وبريشتينا نتائج لقاء وزراء خارجية مجموعة الاتصال، الذي سيعقد قبل ذلك بيوم أي 27 من الشهر الجاري. ولا تستبعد المصادر الألبانية حصول توافق على التقسيم. وتسابق صربيا الزمن للحصول على شيء ما من كوسوفو، إن لم يكن هناك بد من ذلك. وهي تدرك، كما يقول المراقبون، أن عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 1999 أمر غير وارد، وأن الحل العسكري سيكون كارثة على صربيا، وأكثر من ما حدث عام 1999، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع الصربي دراغن شوتنوفيتش في حديث مع صحيفة «بليك» الصربية أمس قائلا: «إن قضية كوسوفو لا يمكن حلها عسكريا، وبالتالي فهذا أمر غير مطروح». كما أن الألبان، يرفضون الحكم الذاتي الذي تعرضه عليهم، وإن كان موسعا. وتراهن صربيا على المحادثات المباشرة في إقناع الألبان بخيار التقسيم. وقال مستشار الرئيس الصربي وعضو وفد المفاوضات في لندن أليكسندر سيميتش: «لقد قدمنا للترويكا الدولية مذكرة من 5 نقاط، وطلبنا من الترويكا الدولية وضعها في الاعتبار عند النظر في الوضع النهائي لكوسوفو». وتشمل النقاط الخمس حل التقسيم الذي كانت بلغراد قد رفضته في وقت سابق من باب المماحكة السياسية مع الألبان، الذين رفضوا حل التقسيم إلا إذا كان يشمل عملية تبادل للأراضي. وقال سيميتش إن الصرب يريدون التحدث مباشرة مع الألبان في هذا الشأن، الأمر الذي يجعل التقسيم، سواء وفق التصور الصربي أو الألباني ممكنا. وقد يكون الطرح الألباني كما يقول المتابعون، أكثر واقعية نظرا لطبيعة الشعبين، وهما من أكثر القوميات البلقانية تمسكا بالفرز العرقي في علاقـاتهمــا الاجتمــاعية والسياسية والثقافية وغير ذلك. وتخشى صربيا من أن تكون الجمعية العامة وليس مجلس الامن هو من سيكون مخولا بإصدار القرار النهائي حول كوسوفو، وهو ما ترفضه روسيا وصربيا حتى الآن. وقال السفير الروسي في بلغراد أليكسندر أليكساييف «اعلان الاستقلال من طرف واحد خطأ كبير». من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن «كوسوفو قضية أوروبية سياسيا وديمغرافيا، ولكن مساعدة واشنطن مهمة»، وتابع «فكرة الاتحاد الاوروبي بنيت في البلقان ولا يمكن السماح بالفشل»، في إشارة لعزم الاتحاد الاوروبي لعب دور رئيس في حل القضية. الألبان من جهتهم يبدون موافقين على حل التقسيم، من خلال الثقة الواضحة في حديث وفد المفاوضات الألباني بعد عودته من لندن. وقال رئيس كوسوفو فاطمير سيدو، في مؤتمر صحافي عقده مع وفد المفاوضات الألباني في مطار بريشتينا «المؤسسات الدستورية في كوسوفو ترفض استئناف المحادثات بعد 10 ديسمبر (كانون الاول)، نهاية مهمة الترويكا الدولية»، وأضاف «لن نحاور بدون سقف زمني لسنا مع هذ النوع من التفكير»، وقال رئيس الوزراء الألباني أجيم تشيكو أمس: «استقلال كوسوفو أمر نهائي ولا رجعة عنه»، وتابع «قدمنا للترويكا تصوراتنا عن طبيعة العلاقات الممكنة في المستقبل بين كوسوفو وصربيا كدولتين جارتين مستقلتين». لكن زعيم المعارضة هاشم تاتشي أعرب عن اعتقاده بأن الاستقلال لن يتم الاعلان عنه بدون دعم واشنطن وبروكسل وهو رأي يلتقي فيه مع عدد من السياسيين والشخصيات المعتبرة، بينهم الرئيس سيدو والمؤرخ الاميركي تشارلز انغراو، وغيرهم. بيد أن التوصل لحل التقسيم سيجعل روسيا وبلغراد، كما يقول المراقبون في مقدمة الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو.