مجلس محافظة البصرة ينهي أعمال اللجنة الأمنية المعينة من المالكي

قال إنها غير قادرة على حفظ الأمن بعد انسحاب القوات البريطانية

TT

قرر مجلس محافظة البصرة أمس إنهاء إعمال اللجنة الأمنية المركزية المعينة من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كما طالب بإقالة قائد الشرطة. وجاءت هذه التطورات اثر تصاعد موجة الاغتيالات لرجال الدين وضباط الشرطة، التي شهدتها المحافظة أخيرا.

وقال نصيف العبادي نائب رئيس المجلس للصحافيين، إن «الأحداث الامنية المضطربة بالمحافظة أكدت عدم قدرة اللجنة الامنية على فرض الأمن بالمحافظة، بعد انسحاب القوات البريطانية منها، واتسام اعمالها بسوء الادارة». وأضاف أن «المجلس قرر ايضا المطالبة بإقالة قائد الشرطة اللواء عبد الجليل خلف، وفتح باب الترشيح لانتخاب غيره من الضباط الأكفاء من أبناء المحافظة». واشار إلى أن المجلس سيقود العملية الامنية بالمحافظة.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد شكل لجنة أمنية في البصرة منتصف يونيو (حزيران) الماضي، بعد حل اللجنة الأمنية القديمة، ومنحها صلاحيات واسعة كما اعطاها حصانة من تدخل السلطات التنفيذية والتشريعية.

وأوضح عقيل الفريجي عضو المجلس أن «مجلس المحافظة عقد امس جلسة طارئة لمناقشة تدهور الوضع الأمني فيها، بعد عمليات اغتيال متكررة لرجال دين وضباط شرطة».

وأضاف الفريجي أن «المجلس قرر استضافة رئيس اللجنة الأمنية وقائد غرفة عمليات البصرة الفريق الأول موحان حافظ، وقائد الشرطة لمناقشة تداعيات الوضع الأمني معهما».

وأشار الفريجي إلى أن قائد عمليات البصرة وقائد الشرطة، غادرا قاعة الاجتماع بعد وصولهما المكان بقليل، بسبب خلافات مع مجلس المحافظة بشأن حضور الصحافيين، إذ أصر قائد غرفة عمليات البصرة على أن يكون الاجتماع مقتصرا على المسؤولين، لسرية المعلومات التي يريد كشفها في الاجتماع.

وتابع الفريجي أن «مجلس المحافظة استأنف اجتماعه بعد خروج المسؤولين الأمنيين، وتوصل الى عدد من التوصيات، من أهمها عدم الموافقة على تمديد صلاحيات اللجنة الأمنية واعتبار المدة التي منحها لها رئيس الوزراء منتهية، إضافة الى تشكيل غرفة عمليات جديدة من قيادات شرطة البصرة».

وكانت اللجنة الامنية قد استقدمت أخيرا قوات إضافية من الجيش العراقي والشرطة وقوات مدرعة من خارج البصرة، وكان من المؤمل أن يكون بإمرتها سرب من المروحيات.

وكان عدد من وكلاء ومعتمدي المرجع الديني علي السيستاني في البصرة قد تعرضوا إلى تصفيات جسدية، منهم مسلم البطاط واحمد الحسيني وأمجد الجنابي، فيما نجا كل من عماد عبد الكريم وعدنان الجنابي من محاولات اغتيال أخرى، بعد إصابتهما بجراح بليغة. وتعرض ثلاثة من كبار ضباط الشرطة في البصرة إلى محاولات اغتيال خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، نجوا منها إلا أنهم أصيبوا بجراح مختلفة.

وشهدت البصرة أمس انتشارا ملحوظا لقوات الجيش العراقي في اغلب شوارعها الرئيسية، لاسيما في الأحياء والنواحي، التي يقطن فيها رجال دين من ممثلي السيد السيستاني، وجوامع. كما توزع عدد من أفراد اللواء الأول من الفرقة العاشرة على شكل نقاط تفتيش ثابتة ومتحركة في مناطق متفرقة لتفتيش السيارات المارة وإيقاف راكبي الدراجات النارية. وكانت اللجنة الامنية قد أمرت بمنع سير الدراجات النارية بسبب استخدامها في جميع عمليات اغتيال ممثلي السيد السيستاني في المدينة.

وعلى الصعيد ذاته، أعلنت دائرتا الوقف الشيعي والسني في المحافظة إغلاق المساجد لثلاثة أيام، تنديدا بعمليات اغتيال ممثلي المرجع علي السيستاني وتصاعد عمليات الاغتيال في البصرة وجنوب العراق.