رئيس وزراء المغرب المعين: الحكومة المرتقبة ستتشكل مبدئيا من الغالبية السابقة

الفاسي يبدأ الجولة الثانية من المشاورات.. ويلتقي قيادة «العدالة والتنمية»

TT

قال عباس الفاسي رئيس الوزراء المغربي المعين إن الحكومة المرتقبة التي يعتزم تشكيلها ستتكون مبدئيا من احزاب الغالبية الحكومية المنتهية ولايتها.

واوضح الفاسي في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان الغالبية متوفرة، وهي نفس الغالبية التي رسخها اقتراع يوم 7 سبتمبر (ايلول) الجاري، مشيرا الى ان الغالبية السابقة عرفت انسجاما في حكومة ادريس جطو، وبالتالي لا داعي لتغييرها.

والتقى الفاسي حتى الآن زعماء احزاب الغالبية الحكومية السابقة، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحركة الشعبية، التجمع الوطني للاحرار، والتقدم والاشتراكية. وكشف الفاسي ان المرحلة الثانية من المشاورات، والتي ستبحث الهيكلة الحكومية الجديدة، والمناصب الوزارية التي ستخصص لكل حزب ستنطلق في غضون الاسبوع الجاري. وشدد الفاسي على القول ان الانطباعات العامة التي خرج بها من المشاورات الاولية هي انطباعات طيبة، وانه لمس لدى زعماء الاحزاب رغبة صادقة في خدمة البلاد، كل من موقعه. وعلمت «الشرق الاوسط» ان الفاسي سيلتقي سعد الدين العثماني، الامين العام لحزب العدالة والتنمية «الاصولي المعتدل (46 نائبا)، ومحمد ابيض الامين العام للاتحاد الدستوري (27 نائبا)، وقيادات احزاب اخرى ممثلة في البرلمان الجديد نهاية الاسبوع الجاري. وقال الفاسي انه سيقدم لزعماء هذه الاحزاب صورة عن الحكومة المرتقبة التي يعتزم تشكيلها، وعن برامجها وافاقها، مشيرا الى انه يرغب في الاستماع الى وجهات نظرهم بخصوص ذلك، كما سيعرض عليهم اقتراحات بخصوص تقوية مجلس النواب، واحترام دور المعارضة.

الى ذلك، رفع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من سقف مطالبه حتى يتمكن من المشاركة في الحكومة، اذ يرغب في الحصول على عدد محترم من المناصب الوزارية، وحتى اذا كان عدد الوزارات التي ستخصص له قليلا فانه يرغب في الاشراف على قطاعات حيوية واستراتيجية. ويعتقد مراقبون ان نتائج المفاوضات مع الاتحاد الاشتراكي هي التي ستعبد الطريق لحكومة الفاسي. وترى قيادات حزب القوات الشعبية ان التعامل مع الحزب لا ينبغي ان يكون تعاملا رقميا باعتبار انه جر وراءه تجربة عمرها 10 سنوات من الانتقال الديمقراطي.

وكان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد تعرض لكبوة في الانتخابات الاخيرة، وجاء في المرتبة الخامسة، اذ حصل فقط على 38 مقعدا في مجلس النواب الجديد.

وفي سياق ذلك، علمت «الشرق الأوسط» ان محمد اليازغي، الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحدث خلال استقباله من قبل الملك محمد السادس، الاسبوع قبل الماضي، في افق تعيين رئيس جديد للوزراء، عن عدد من الملابسات التي رافقت اقتراع يوم 7 سبتمبر.

الى ذلك، عقد المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي الاسبوع الماضي 7 اجتماعات لبحث افاق المرحلة المقبلة، لكن كل شيء يبقى متوقفا على نتائج اجتماع مجلسه الوطني يوم الخميس المقبل. وسبق لرئيس الوزراء المعين ان ابلغ «الشرق الاوسط» في وقت سابق ان مشاوراته قد تدوم 10 ايام، وان الحكومة الجديدة ستكون جاهزة قبل افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة يوم الجمعة 12 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وقال الفاسي ان مشاورات تشكيل الحكومة ستتم على مرحلتين، اذ تتعلق الاولى ببرنامج الحكومة الجديدة، بينما تتعلق الثانية بتشكيلها وهيكلتها وتوزيع المناصب الوزارية على الاحزاب المشاركة فيها.