طهران تلمح إلى ترحيبها بزيارة وزير الخارجية الفرنسي

الجنرال فالون يستبعد نشوب حرب

TT

لمحت ايران أمس الى أنها سترحب بزيارة من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر حتى يوضح تصريحات أثار فيها احتمال الحرب فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي.

وكان كوشنر في وقت سابق هذا الشهر ان خطط ايران النووية التي يعتقد الغرب أنها ستار لانتاج قنابل نووية تعني أنه ينبغي لبلاده أن تستعد للأسوأ وهو الحرب. لكنه في تصريحات لاحقة خفف من حدة تصريحاته مفسرا اياها بانها كانت دعوة سلام، ومعتبرا ان العقوبات قد تكون وسيلة لمنع الحرب. كما قال اخيرا الى صحيفة «لوفيغارو» انه على استعداد لزيارة طهران اذا تمت دعوته.

وتعقيبا على ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني خلال مؤتمر صحافي اسبوعي ان بلاده لا ترى أي عائق يمنع هذه الزيارة. «بل نعتقد أن مثل هذه الزيارات ستساعد على توضيح الوقائع في ايران والمنطقة». وأضاف أن هناك بعض التضارب في تصريحات مسؤولين فرنسيين، الامر الذي يشير الى بعض التطرف في مواقفهم.

وتابع «لكن هذه الآراء تغيرت منذ ذلك الحين ولا يبدو أن فرنسا تريد مزيدا من التوتر». واتخذت فرنسا نهجا أكثر تشددا ضد طهران منذ وصول الرئيس نيكولا ساركوزي الى السلطة في مايو (أيار). وتحاول فرنسا تكثيف الضغوط على طهران بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها كما تسعى لاقناع دول أخرى في الاتحاد الاوروبي باجبار شركاتها على وقف التعامل مع الجمهورية الاسلامية.

وقال ساركوزي يوم الخميس انه لا يريد حربا مع ايران بسبب برنامجها النووي، لكنه كرر أن حصول ايران على قنبلة نووية أمر غير مقبول. وأدانت ايران تصريحات كوشنر. وتنفي ايران الاتهامات الموجهة لها بأنها تسعى سرا لانتاج أسلحة نووية. وتقول انها لا تريد اتقان التقنية النووية الا لتوليد الكهرباء.

وفي لندن، قال وزير الخارجية ديفيد ميليباند امس ان بريطانيا تبذل كل الجهود لإيجاد حل دبلوماسي للمواجهة مع ايران. وأبلغ تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «أعتقد أنه ينبغي أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لإيجاد حل دبلوماسي لوضع خطير للغاية». وأضاف «ايران لها كل الحق في أن تكون عضوا فخورا ومحترما في المجتمع الدولي.. لها كل الحق في أن تكون طرفا مسؤولا في الشرق الاوسط لكن ليس لها حق اثارة سباق تسلح في الشرق الاوسط».

وقالت الولايات المتحدة انها تريد حلا دبلوماسيا للخلاف لكنها لم تستبعد خيار اللجوء لعمل عسكري.

واجتمعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين يوم الجمعة لمناقشة احتمال استصدار قرار ثالث من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات جديدة ضد طهران بسبب أنشطتها النووية.

وقال حسيني ان «ايران عازمة على حل هذه المسألة عبر السبل المنطقية وسنحقق ذلك».

في غضون ذلك، قال الجنرال ادم ويليام فالون الذي يقود القوات الاميركية في منطقة الشرق الاوسط انه لا يعتقد ان التوتر الحالي يمكن ان يقود الى حرب مع ايران. وشدد على وضع جهد اكبر في الحوار والدبلوماسية. واضاف في حديث الى قناة «الجزيرة» اتاحت نصا مكتوبا له لـ«اب» قبل بثه ان دق الحرب الصراع ليس مفيدا، وانه لا يعتقد ان هناك حربا وعلينا ان نعمل من اجل ذلك.

وكان الجنرال فالون، قائد القيادة الوسطى الاميركية، التي يدخل الشرق الاوسط في نطاق اختصاصها قد اكمل جولة شملت 7 بلدان في المنطقة.

من جهة اخرى، اعلن مسؤول ايراني الاحد ان خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران سيلتقون اعتبارا من اليوم في طهران لبحث اسئلة الوكالة حول اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من طراز «بي1» و«بي2».

ونقلت وكالة مهر للانباء عن هذا المسؤول قوله «سيصل الى طهران احد مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية برفقة خبير تقني لاجراء مباحثات على مدى اربعة ايام تهدف الى توضيح المسائل المتعلقة باجهزة الطرد المركزي من طرازي بي1 وبي2».

وكانت الوكالة الذرية قد ابرمت اتفاقا مع ايران في 21 اغسطس (آب) يحدد جدولا زمنيا ترد طهران بموجبه على اسئلة الوكالة حول برنامجها النووي.

وينص هذا الجدول ايضا على ان تقدم الوكالة الى الايرانيين قبل 15 سبتمبر اسئلتها حول آثار اشعاعات اليورانيوم العالي التخصيب التي عثر عليها في جامعة طهران للتكنولوجيا وكذلك حول تجاربها على البولونيوم ـ 210 وحول ادارة منجم اليورانيوم في غاشين في جنوب ايران.

ومن المفترض ان تجيب ايران تدريجيا على هذه الاسئلة في الاسابيع المقبلة. وتنتظر الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات عدة ايضاحات من ايران حول آثار اليورانيوم العالي التخصيب والحصول على وثائق تشير الى تطبيقات عسكرية محتملة لليورانيوم.

وكان المدير العام للوكالة الذرية، محمد البرادعي، قد اعلن مطلع سبتمبر ان هذا الاتفاق ضروري لتجنب مواجهة قد تقود الى الحرب.

وانتقدت الولايات المتحدة ومعها الاوروبيون البرادعي على ابرامه اتفاقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسبق لمجلس الامن الدولي ان فرض مرتين عقوبات دولية على ايران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. لكن طهران ترفض، على الرغم من ذلك، تعليق برنامجها النووي.

الى ذلك، جدد الجنرال يحيى رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الايراني السابق تحذير الولايات المتحدة من مغبة مهاجمة ايران، مؤكدا أن الجنود الاميركيين في المنطقة على مرمى المدافع الايرانية.

وأوضح الجنرال وهو حاليا مستشار عسكري خاص لدى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي «اليوم لا بد ان تعلم الولايات المتحدة ان جنودها المائتي ألف المنتشرين في العراق وأفغانستان على مرمى مدافع ايران». وأضاف «عندما كان الاميركيون وراء البحار لم يكونوا على مرمى أسلحتنا، لكن بإمكاننا اليوم ان نوجه لهم الضربات بسهولة».

وكثف المسؤولون الايرانيون، لا سيما العسكريون منهم، مؤخرا التحذيرات العسكرية من مغبة الهجوم على بلادهم.

وحذر خامنئي السبت من اي هجوم عسكري قد يستهدف ايران كما كان فعل عدد من القادة العسكريين الايرانيين.

وأعلن خامنئي ان «كل من يشن اعتداء (على ايران) سيدفع ثمنه غاليا».

وأعلن الجنرال صفوي ايضا ان ايران اتخذت كافة الاجراءات الضرورية لحماية صواريخها البالستية.

وعرضت ايران السبت خلال استعراض عسكري ضخم صاروخا اطلقت عليه اسم «قدر ـ 1» يبلغ مداه 1800 كلم يمكنه الوصول الى اسرائيل وكافة القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.