السودان: مقتل 12 وجرح أكثر من 6 أشخاص في هجوم مسلح على بلدة في دارفور

حكومة الخرطوم تترك الباب مفتوحا أمام نور للمشاركة في اجتماع طرابلس للسلام

أطفال سودانيون في معسكر اللاجئين داخل إسرائيل التي قررت أمس تسوية أوضاع نحو 500 طالب لجوء من دارفور (أ.ف.ب)
TT

وقعت مجزرة في بلدة في جنوب دارفور عندما فتح مسلحون النار على مواطنين أثناء إفطار رمضان، أسفر عن مقتل 12 وجرح أكثر من 6 أشخاص، واتهمت احدى الحركات المسلحة في دارفور مليشيات الجنجويد بارتكاب المجزرة، بعد يوم واحد من هجوم مسلح نفذه مجهولون على قافلة تتبع للأمم المتحدة أدى إلى اصابات «خطيرة» لثلاثة من موظفي الإغاثة.

وفي نفس الوقت، تركت الخرطوم الباب مفتوحا امام زعيم حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور عبد الواحد محمد نور للمشاركة في اجتماع طرابلس الليبية لسلام دارفور بين الحكومة وجملة من الحركات المسلحة في الاقليم في 27 اكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ولليوم الثاني واصلت الخرطوم ثناءها على نتائج الاجتماع المشترك رفيع المستوى الذي جرى اول من امس في نيويورك حول دارفور، واعتبر علي كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية ان الاجتماع اجمع على ضرورة دفع العملية السياسية السلمية والمساهمة في تنفيذ العملية الهجين ودفع الجهود الإنسانية في دارفور بجانب الدعوة لوقف العدائيات ووقف اطلاق النار قبل المفاوضات القادمة عمل ايجابي يتفق مع جهود المجتمع الدولي لكيفية التعامل مع قضية دارفور خلال الفترة القادمة والمتمثلة في الحل السياسي السلمي وتنفيذ العملية الهجين وتعزيز العمل الإنساني.

كما أثنى كرتي على اتفاق الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بقيام المفاوضات القادمة في مكانها وزمانها المحددين، وبإعلان الامم المتحدة إنشاء صندوق ائتمان لدفع العملية السياسية بدارفور وتسهيل عمليات التفاوض في طرابلس نهاية اكتوبر القادم.

واعتبر وزير الدولة بوزارة الخارجية موقف الولايات المتحدة الأميركية خلال الاجتماع بأنه متقدم وجديد يختلف عن مواقفها السابقة حول دارفور، وقال إن ذلك ناتج عن اقتناع المجتمع الدولي بأنه لا سبيل لحل أزمة دارفور إلا بالحوار، مشيراً لوجود توافق بين زيارة وزير الدولة بالخارجية السماني الوسيلة لواشنطن مؤخراً وإبداء حسن النوايا من الإدارة الأميركية لتحسين العلاقات بين البلدين، واضاف «لا اعتقد أن هذا الموقف انطلق من تقارب سوداني اميركي ولكن لاعتقاد الولايات المتحدة ان مشكلة دارفور ناتجة عن تدخلات أخرى».

وأكد كرتي رفض الأطراف المشاركة في اجتماع نيويورك لمحاولة زج ملف المحكمة الجنائية في محاور الاجتماع والذي تم إبعاده واستبدال ذلك بنص في البيان المشترك يؤكد قدرة الحكومة على ملاحقة أي مجرم ونزاهة القضاء السوداني. وقال ان حديث عبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان حول عدم المشاركة لا يمثل موقفاً نهائياً واستدل على ذلك برفض بعض الأطراف المشاركة في اجتماعات اروشا وعدولها عن ذلك للمشاركة فيما بعد. من جانبه، قال علي الصادق أحمد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية إن الاجتماع وجه رسالة قوية للذين لا يريدون الانضمام إلى المفاوضات السياسية بأنهم سيتعرضون إلى المحاصرة والعقوبات، مشيرا في هذا الصدد إلى تطابق مواقف السودان وأميركا. ونفى الناطق الرسمي في هذا الخصوص ما أوردته بعض وسائل الإعلام بأنه كان هناك خلاف بين الأطراف المشاركة حول الصبغة الافريقية للعملية، مشيرا إلى وضوح النصوص والمرجعيات في هذا الصدد حيث تؤكد جميعها بأن افريقيا هي التي توفر القوات المطلوبة فيما ستسعى الأمم المتحدة لتوفير العتاد المطلوب من الدول المقتدرة كما جرت العادة في مثل هذه المواقف.

الى ذلك، قال سيف الدين صالح هارون القيادي بحركة جيش التحرير التابع لحركة تحرير السودان بزعامة كبير مساعدي الرئيس عمر البشير مني اركو مناوي إن قوة مسلحة متحركة رجح انها من ميليشيات الجنجويد قامت بمهاجمة مواطنين اثناء تناولهم لإفطار رمضان في بلدة ام شجيرة شرق مدينة شعيرية بجنوب دارفور، مما أدى الى مقتل 10 اشخاص وجرح 6 آخرين في الحال، ثم تكرر الهجوم أثناء تشييع جثامين القتلى مما اسفر عن مقتل اثنين آخرين من مواطني المنطقة.

وادان هارون الهجوم، وقال انه مسلك يتعارض مع القيم الدينية والإنسانية وتم في ايام شهر رمضان الذي حرم فيه القتال، كما اعتبر هارون الهجوم بانه استفزازي تم على مواطنين ابرياء من جهات تخطط لإثارة البلبلة والفتنة في الاقليم.