مقتل 5 بينهم مسؤول إداري في هجوم على ثكنات للشرطة في دارفور

وزير الدفاع السوداني يهاجم نور لرفضه المشاركة في مفاوضات طرابلس للسلام

TT

قتل 5 بينهم مسؤول إداري وجرح 5 بينهم ضابط شرطة في هجومين مسلحين منفصلين في إقليم دارفور، في وقت شن فيه وزير الدفاع السوداني هجوما شخصيا على زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور الذي يرفض المشاركة في جولة مفاوضات لسلام دارفور من المقرر ان تبدأ في 27 أكتوبر (تشرين الأول) في طرابلس الليبية، وقال: «انه لا يريد السلام وهو لا يمثل كل قبيلته الفور ناهيك عن كل دارفور». وجدد الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني في تصريحات التزام حكومته التام بتوجيهات الرئيس عمر البشير بضرورة وقف اطلاق النار مع بداية المحادثات المرتقبة مع متمردي دارفور بطرابلس في أكتوبر المقبل.

وحول تهديدات اجتماع نيويورك بمعاقبة اي فصيل يرفض الحضور لمحادثات طرابلس التي جاءت على لسان نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الاميركية، أعرب وزير الدفاع عن أمله في ان تكون تصريحات المسؤول الاميركي والمسؤولين الدوليين جادة وان تفرض العقوبات المشددة على رافضي السلام، «لأننا نريد ان تكون جولة محادثات طرابلس ناجحة تضع الحلول الجذرية لازمة دارفور». وقال حسين ان عبد الواحد محمد نور لا يريد السلام ولا يملك منطقاً في رفضه للمحادثات وتابع لان من يرفض الحوار لا منطق له، وهو لا يمثل كل قبيلته ناهيك من كل دارفور. وأضاف وزير الدفاع: «نأمل ان لا يتكرر سيناريو ابوجا عندما وعد الاميركيون بفرض عقوبات على اي فصائل لا توقع الاتفاق بما فيها الحكومة، ولكن بعد التوقيع لم نر اية عقوبات توقع على رافضي السلام ولا اي دعم مالي وعدوا به للموقعين على الاتفاق».

الى ذلك، هاجم مسلحون مجهولون سكنات للشرطة في بلدة «سلو» في جنوب دارفور، اسفر عن مقتل الضابط الاداري بالمنطقة وإصابة رائد شرطة وأربعة من جنوده بجروح وصفت جراح بعضهم بالخطيرة تم نقلهم لمدينة زالنجي المجاورة فيما لاذ المهاجمون بالفرار ولم تعرف حتى الآن دوافع المهاجمين أو هويتهم.

كما اطلق مجهولون النار على ثلاثة شبان في مدينة زالنجي واردوهم قتلى في الحال، قبل ان يلوذ الجناة بالفرار، يخلفون الى جانب القتلى الغموض حول دوافع اطلاق النار على الشبان الثلاثة. ويأتي الحادث بعد اسبوعين من وقوع حادث مماثل في مدينة «الجنينة» عاصمة غرب دارفور راح ضحيته مواطن. ويرى السكان ان حوادث الاغتيالات الغامضة في المدن في دارفور صارت ظاهرة جديدة تهدد أمنهم.

واحتوت حكومة ولاية جنوب دارفور احتكاكات قبلية بمنطقة «بلبل ابوجازو» بين قبيلتي: الابالة والترجم، وقال العقيد علي محمد سليمان معتمد شؤون الرئاسة بولاية جنوب دارفور في تصريحات ان الاوضاع بمنطقة بلبل ابوجازو هدأت بعد ان تمت السيطرة على الاحداث قبل تفاقمها بين الطرفين، وكانت الصدامات القبلية بين الترجم والابالة حصدت خلال اقل من أسبوعين أرواح أكثر من 300 شخص من الطرفين، واكثر من هذا العدد سقطوا جرحى.

من ناحية اخرى، شن المحامي سيد أحمد الحسين الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي هجوما عنيفا على حكومة الرئيس عمر البشير وطالبها بالإفراج فورا عن نائب رئيس الحزب ورئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي وآخرين المعتقلين من يونيو الماضي بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري مزعوم ضد حكومة الرئيس عمر البشير.

وقال الحسين المعروف بشراسته في معارضة حكومة البشير «إذا كانت الحكومة تزعم بعلمها المسبق بالمحاولة منذ لحظتها الأولى كان من الواجب تقديم من اتهمتهم بها لمحاكمة فورية عاجلة». واتهم الحسين في تصريحات نظام الحكم بالعمل ضد الوفاق الوطني بشقها للأحزاب، ووصف أفعال الحكومة بأنه لا يرضاها شرع ولا عقل ولا ضمير، وقال: «كنا نتمنى أن تقابل الحكومة ربها بقلب سليم، خاصة وأنها ترفع شعار تطبيق الشريعة». وفي تطور سوداني اخر، قال البنك المركزي انه قرر تحويل المعاملات المالية في البلاد من الدولار الى العملات الاخرى خاصة اليورو، اعتباراً من اول ديسمبر المقبل لتفادي مخاطر المقاطعة الاقتصادية الاميركية.

وقال د.صابر محمد الحسن محافظ البنك المركزي في تصريحات ان البنك قام بمخاطبة وزارة المالية والقصر الجمهوري ومجلس الوزراء والمصارف بالتحول الى اليورو وعدم التعامل بالدولار في الفترة المقبلة، وحذر في لقائه مع اتحاد اصحاب العمل السوداني من المخاطر بالتعامل بالدولار، كاشفاً عن سعي السلطات الاميركية لتنفيذ المقاطعة اقتصادياً عبر «الاوفاك» الجهة المسؤولة في تنفيذ المقاطعة ونبه القطاع الخاص بالتحول من الدولار الى اليورو وعدم اجراء اية معاملات في عمليات الاستيراد في الفترة المقبلة.

وقال: اعتباراً من الاول من ديسمبر سيتم التحول نهائياً إلى العملات الاخرى بعد تحويل ارصدة الدولة الى اليورو، وقلل المحافظ من حجم التجارة البينية مع اميركا مقارنة بالدول الاخرى، وقال ان نسبة التجارة معها تصل الى اقل من «1%» مقارنة بـ«55%» مع الدول الآسيوية و«22%» مع الدول العربية و«15%» مع الدول الاوروبية، وكشف عن تعامل معظم الدول بالعملات الاخرى، وقال ان حسابات النقد الاجنبي ستتحول الى عملات اخرى تدريجياً وتحويل المقاصة الى النقد الاجنبي لمساعدة القطاع الخاص بالتحول الى العملات الاخرى.