أحمدي نجاد: إيران والسعودية والعراق قادرة على ملء أي فراغ بالمنطقة

رايس: زيارة الرئيس الإيراني لموقع مركز التجارة ستكون «حركة زائفة»

احمدي نجاد يتحدث الى نادي الصحافة في واشنطن عبر الأقمار الصناعية من نيويورك أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إن الصحافة حرفت تصريحاته حول ملء الفراغ في العراق اذا انسحبت الولايات المتحدة منه، مشيراً الى انه قال إذا واجهت منطقتنا فراغا، فإن ايران والسعودية والعراق قادرة على ملء هذا الفراغ، ولم يقل إن بلاده ستقوم بذلك لوحدها. واشار الى ان ايران عاشت سنوات طويلة في سلام مع العراق، وهناك تمازج بين الشعبين ولا يحتاج البلدان الى قوى من الخارج، مؤكداً ان ايران تريد ان يبقى العراق مستقراً يسوده السلام والتقدم.

وسخر نجاد الذي كان يتحدث من نيويورك في مؤتمر صحافي عبر الفيديو مع المراسلين في نادي الصحافة بواشنطن، من اتهام الجنرال ديفيد بترويس قائد القوات الاميركية في بغداد، ايران بالتدخل في العراق، وقال دون ان يسميه «إن على العسكريين الاميركيين ان يبحثوا عن هزيمتهم في مكان آخر». ومضى متهكماً «اعتقد ان القول إن عملية هنا او هناك تؤدي الى هزيمة الاميركيين في العراق يقلل من شأن العسكرية الاميركية».

وبشأن الملف النووي، اعاد نجاد التجديد أن بلاده تحترم قوانين وكالة الطاقة النووية، وأنشطتها في هذا المجال شرعية وقانونية واذا ارادت اميركا ان تتعاون مع ايران نووياً، فإن طهران ترحب بذلك. وانتقد بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير حول احتمالات الحرب مع ايران بشأن الملف النووي. وقال إن الوزير الفرنسي قرر مراجعة ما قاله، مشيراً الى ان الشعب الفرنسي يعمل من اجل السلام وليس الحرب وتربطه علاقة طيبة مع الايرانيين. وقال في كل الاحوال، فإن العالم ليس هو اميركا وفرنسا، بيد انه عاد ليتهكم من كوشنير، وقال في هذا السياق «يجب ان نمنح وزير الخارجية الفرنسي فرصة ليتدرب على موقعه الجديد». وتطرق نجاد الى ما اثير حول نفيه حدوث عمليات إبادة لليهود في اوروبا اثناء الحرب العلمية الثانية (هولوكوست)، وعاد ايضاً ليقول إن الصحافة حرفت تصريحاته، مشيراً الى انه دعا الى تحقيق حول تلك المذابح، وتساءل «اذا كانت الهلوكوست حدثت في اوروبا لماذا لا نحقق فيها.. ولماذا يدفع الفلسطينيون وحدهم ثمن ذلك؟». وأكد ان ايران لن تعترف باسرائيل لانه «نظام احتلال وتوسع ويقتلون الناس ويميزون عنصرياً بينهم وهاجمت (اسرائيل) اخيراً سورية وهاجمت من قبل لبنان». وتساءل «لماذا لا تنتقد الصحافة هذه الممارسات».

ونفى الرئيس الايراني بشدة التضييق على حرية الصحافة والنساء في بلاده، وقال إن بعض الصحف التي اغلقت كان سبب اغلاقها تهجمها على اشخاص او مجموعات. وعندما سئل حول صدور حكم بالاعدام ضد اثنين من الصحافيين وذُكِرَ له اسماهما قال «لا أعرف صحافيين بهذا الاسم». أما النساء فقال إنهن «الاكثر حرية في العالم والاكثر نشاطاً.. وفي الجامعات نسبة النساء تبلغ 60 في المائة. وتوجد نائبتان للرئيس في ايران».

وعلق على منعه من زيارة موقع برجي التجارة في نيويورك والاحتجاجات ضد حديثه في جامعة كولومبيا قائلاً «كنت اريد ان اعبر عن تعاطفي مع ضحايا تلك الهجمات.. نحن نعارض الطريقة التي تريد ان تسير بها اميركا العالم، وهم الآن يريدون حتى منع الناس من الحديث، وهذا امر ليس جيداً على الاطلاق».

وقال نجاد إن إيران لن تهاجم إسرائيل أو أي بلد آخر وانه لا يعتقد ان الولايات المتحدة تحضر لحرب ضد بلاده.

وأضاف الرئيس الايراني لـ«أ.ب» أن إيران حافظت دائما على سياسة دفاعية وليست هجومية ولم تفكر قط في التوسع. وردا على سؤال عما اذا كان يعتقد ان اميركا تعد لحرب، قال «ليس هكذا أرى الأمر، بل أعتقد ان جزءا من الكلام يأتي من حالة الغضب، وثانيا لخدمة أغراض انتخابية محليا، وثالثا للتغطية على فشل السياسة في العراق».

في غضون ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أمس إن زيارة الرئيس الايراني لموقع مركز التجارة العالمي في نيويورك كان من شأنها لو تمت أن تكون حركة زائفة.

وقالت رايس لقناة «سي.إن.بي.سي» في مقابلة «أعتقد انها لو حدثت فستكون حركة زائفة. انه شخص يتولى رئاسة دولة هي على الأرجح أكبر دولة راعية للإرهاب. إنه شخص ينكر المحارق النازية. شخص تحدث عن محو دول أخرى من الخارطة. أعتقد أنها كانت ستكون حركة زائفة». ورفضت السلطات الأميركية السماح لأحمدي نجاد الذي يزور نيويورك حاليا لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بزيارة موقع مركز التجارة العالمي الذي تعرض للهجوم في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقد دعا نجاد من قبل الى محو إسرائيل من الخارطة.

الى ذلك ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية في عددها الأخير الصادر أمس، أن نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، فكر بالتحريض على تبادل ضربات عسكرية بين ايران واسرائيل بغية اعطاء ذريعة للولايات المتحدة لمهاجمة ايران.

وقالت المجلة إن رحيل المحافظين الجدد المتتالي من الإدارة الأميركية خلال السنتين الأخيرتين سمح بتفادي الحرب.