علي «الكيمياوي» يطالب بتأجيل محاكمة قضية «الانتفاضة الشيعية» شهرا بسبب غياب الدفاع

الادعاء العام لـ«الشرق الاوسط»،: المحامون حضروا ولم يدخلوا المحكمة .. والحماية موفرة لهم

TT

طالب علي حسن المجيد الملقب بـ«علي الكيمياوي»، أمس، المحكمة العراقية العليا التي تحاكمه مع 14 من مساعدي الرئيس السابق صدام حسين لدورهم في قمع الانتفاضة الشيعية في 1991، تأجيل المحاكمة لمدة شهر بسبب غياب المحامين.

من جهته، رد القاضي منقذ الفرعون عضو هيئة الادعاء العام في المحكمة قائلا لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف من مكتبه امس، ان «بعض المحامين كانوا موجودين ولم يدخلوا المحكمة وان المحكمة تؤمن الحماية الكافية لمحامي الدفاع».

وقد استؤنفت جلسات المحاكمة التي انطلقت في 21 اغسطس (آب) الماضي، وهي الثالثة بعد قضيتي الدجيل والأنفال، لمحاكمة مسؤولين كبار في عهد صدام حسين بينهم علي حسن المجيد متهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية أمس. وقال المجيد ومتهم آخر إن موكليهم يخشون من الحضور الى المحكمة وطلبوا توفير حماية من الجيش الاميركي لهم، لكن رفض طلبهم. وقال المجيد مخاطبا القاضي محمد عريبي الخليفة إن «اخوتي هنا لديهم بعض المطالب»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «يقولون انهم سيضربون عن الطعام والشراب اذا لم يعد موكلوهم الى المحكمة، انهم يحتاجون الى وقت اكثر للتفاوض مع الجيش الأميركي». وتابع «أطلب ان تؤجل المحاكمة لمدة شهر حتى نتوصل الى حل مع قضية المحامين». ودون القاضي الخليفة كلام المجيد، لكنه طلب من شاهده الاول الحضور امام المحكمة للادلاء بإفادته. بدوره، قال المتهم ابراهيم عبد الستار الذي كان يشغل منصب قائد فيلق في مدينة البصرة (جنوب) خلال الانتفاضة، ان «قضية المحامين مهمة جدا». وأضاف ان «الاميركيين يرفضون حمايتهم، انها قضية مهمة، انهم يقولون اننا قتلة، لكننا جنود نقوم بواجبنا (..) نحن بحاجة الى موكلينا لاننا ليس بمجرمين».

لكن الفرعون قال «ان المحامين انفسهم وفي جلسات سابقة للمحكمة طالبوا بإبعاد القوات او الحماية الاميركية عنهم، وقالوا نحن أسرى القوات الاميركية وهذا مسجل وظهر على شاشات التلفزيون، ثم ان هذه القوات لا تعمل لدى المحكمة حتى يتم تكليفها من قبل المحكمة بحماية المحامين»، مشيرا الى ان «المحكمة قامت بتكليف فريق من الحماية لضمان أمن المحامين». وأوضح «ان المحامين يقولون نخشى ظهورنا على شاشة التلفزيون، وأنا اقول هنا إن المحكمة حريصة على عدم ظهور أي شخص ما لم يرد هو الظهور، وكل من يظهر على شاشة التلفزيون ان يوقع على مسؤوليته الشخصية»، مشيرا الى ان «كل هذه أمور سياسية ويريدون استغلالها اعلاميا ولا علاقة للمحكمة فيها».

والمجيد الذي تولى قيادة قوات المنطقة الجنوبية سابقا وكان عضو مجلس قيادة الثورة (المنحل)، ابرز المتهمين في قمع الانتفاضة التي قضى فيها نحو مائة ألف في مدن جنوب العراق.

وكانت «الانتفاضة التي تسمى «الانتفاضة الشعبانية» في جنوب العراق تلت هزيمة الجيش العراقي امام قوات التحالف التي شنت في يناير (كانون الثاني)1991 حربا بعد اشهر من غزو نظام صدام حسين للكويت، وسيطر الشيعة حينذاك على معظم مناطق الجنوب العراقي.