أولمرت يطمئن الإسرائيليين: التوتر لن يقود إلى حرب مع سورية

مسؤولون سوريون: دمشق لن تكون البادئة بالحرب

TT

حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت طمأنة الجمهور الاسرائيلي بأنه على الرغم من حالة التأهب للجيشين الاسرائيلي والسوري على طرفي الحدود بينهما في منطقة هضبة الجولان، فإن حربا لن تقع بينهما. وقال أولمرت، الذي كان يتحدث في جلسة للجنة الخارجية والأمن في البرلمان الاسرائيلي، ان اسرائيل غير معنية بحرب مع سورية. وقد وضعت جيشها في حالة تأهب بسبب التصريحات السورية بعدم اسقاط خيار الحرب لاسترجاع الجولان. واضاف: «نحن نراهم يتأهبون ويتدربون وهم يروننا نتأهب ونتدرب. ولكن سورية تعرف بأننا لسنا معنيين بالحرب. ونحن نعرف بأنهم غير معنيين بالحرب. ولكن الاحتياط واجب. وأنا أعتقد بأن التوتر سيزول قريبا».

وكان أولمرت قد حضر الى هذه الجلسة بناء على طلب رفيقه في الحزب تساحي هنغبي رئيس الجلسة لكي يتحدث عن الأحوال الأمنية والسياسية في أعقاب نشوب حالة التوتر بين البلدين بعد حادث الغارة الاسرائيلية على أهداف في عمق الأراضي السورية ومن ثم الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الحدود، لكنه لم يقدم تفاصيل كثيرة للنواب، خصوصا في الجزء العلني من الجلسة.

وتطرق أولمرت الى الموضوع الفلسطيني فقال انه لا يريد ان يعاقب المواطنين في غزة بواسطة الاعلان عنها كيانا معاديا وأنه ينوي التوصل الى اتفاق سلام حقيقي ودائم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لأنه يرى فيه شريكا حقيقيا. وسيوافق في اطار هذا الحل على الانسحاب من مساحة شاسعة من الضفة الغربية. وقد رد عليه رئيس المعارضة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، قائلا: «انت الوحيد في اسرائيل المقتنع بأن أبو مازن شريك حقيقي في عملية السلام. وإذا تركت لك الأمور، فإنك ستنسحب من الضفة وتجلب لنا دولة ارهاب على حدود القدس». وفي دمشق، قال مسؤولون سوريون ان الغارة الاسرائيلية على سورية قضت على كل فرص استئناف محادثات السلام بين الخصمين، في اول تصريحات من نوعها تصدر في سورية بعد حادث الغارة الاسرائيلية في السادس من سبتمبر (ايلول) الحالي. وقال مسؤولون سوريون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لرويترز ان سورية تحذر الرد على اسرائيل نظرا للتفوق العسكري للدولة اليهودية والافتقار الى الدعم العربي.

والسبب الآخر هو تغير علاقة دمشق مع روسيا التي كانت حليفا لسورية في العهد الشيوعي.

ورفض المسؤولون الحديث عن اي محادثات سلام جديدة والتي انهارت عام 2000 حول حجم الانسحاب الاسرائيلي من مرتفعات الجولان.

وقال مسؤول سوري طلب عدم الكشف عن هويته «بعد هذه الغارة يمكنك ان تنسى السلام. ليس سرا ان قواتنا في حالة تأهب منذ بعض الوقت ولكن سورية لن تكون البادئة بالحرب». وقال مسؤول آخر «الدول العربية لم تحتشد تماما لدعمنا. أما فيما يتعلق بالسلام يمكن ان تبدأ الصورة الدولية في التغيير في اواخر العام المقبل بوجود ادارة جديدة في واشنطن».

ونصح نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف المسؤولين السوريين الا يلاحقوا اسرائيل في الامم المتحدة وان يكتفوا بخطاب احتجاج وفقا لما ذكره دبلوماسي مطلع على اجتماعات سلطانوف الاخيرة في دمشق.