الرباعية تدعم مؤتمر السلام ومحادثات عباس وبوش ورايس تؤكد دعوة كافة أعضاء اللجنة العربية

الرياض: ما زلنا نحتاج إلى المزيد من التوضيح وتسلم أجوبة على أسئلة أثرناها

TT

انتهى اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك مساء اول من امس بتأييد المحادثات الثنانية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وأعربت اللجنة في بيانها المشترك عن دعمها للمؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي. وفي الوقت ذاته أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس في المؤتمر الصحافي الذي عقدته بالاشتراك مع أعضاء اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على دعوة سورية والسعودية وجميع أعضاء اللجنة التي انبثقت عن القمة العربية لمتابعة المبادرة العربية للسلام للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في الخريف المقبل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم بواشنطن. وأوضحت رايس قائلة «إن الدعوات الرسمية لم توجه بعد» غير أنها أكدت على دعوة كل أعضاء اللجنة المنبثفة عن القمة العربية والتي تضم إضافة إلى فلسطين والجامعة العربية السعودية ومصر وسورية ولبنان والجزائر والبحرين والأردن والسودان وتونس وقطر ولا تملك من بين هذه الدول اتفاقيات سلام مع إسرائيل إلا مصر والأردن. وفي الوقت ذاته شددت رايس على أن «المشاركة في المؤتمر تستدعي المسؤولية»، وتابعت تقول «نأمل من المشاركين أن يلتزموا بمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد طريقهم وهذا يعني نبذ العنف ويعني العمل من أجل حل سلمي». وأكدت وزيرة الخارجية على أن «يوافق المشاركون على الجهود الرامية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعم الهدف المتمثل بحل قيام دولتين»، وأكدت رايس أيضا أن المؤتمر المزمع عقده سوف يبحث القضايا الأساسية والجدية مثل مسألة اللاجئين والقدس والحدود. من جهته شدد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف على ضرورة أن يكون المؤتمر مناسبة لتحريك كل المسارات لغرض الوصول الى حل شامل لقضية للصراع في الشرق الأوسط وقال «نحن ندعم المبادرة (مبادرة بوش) ولدينا مصلحة بالمشاركة وفي التهيئة للمؤتمر من أجل أن يكون ناجحا واتفقنا على العمل من أجل هذا»، وأضاف مشددا على أهمية تحريك كل المسارات وأن لا يقتصر المؤتمر على مسار واحد قائلا «إن تحقيق السلام الشامل سيكون من غير الممكن إذا تم إقصاء طرف من الأطراف وتركه خارج الطريق».

وقد أكدت السعودية على ضرورة أن يكون المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش يتناول القضايا الأساسية والجوهرية لحل النزاع العربي الإسرائيلي وعلى أساس مبادرة السلام العربية التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967. وقد اعربت السعودية ودول عربية أخرى عن ترددها في المشاركة بالمؤتمر. وحضر مأدبة الافطار التي دعت اليها اللجنة الرباعية بعد اجتماعها وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والبحرين والإمارات العربية وأمين عام الجامعة العربية وتغيب عنها وزير خارجية سورية وليد المعلم. وكما أفادت المصادر التي كانت في مأدبة الإفطار فإن رايس قدمت شرحا لمبادرة بوش التي أطلقها يوم 16 يوليو (تموز) الماضي والأسس التي تستند عليها. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريح للصحافة بعد انتهاء مأدبة العشاء قائلا «إن السعودية لم تقرر بعد فيما إذا ستوافق على الدعوة». وقال الأمير سعود الفيصل «لا نستطيع تقييم المؤتمر القادم حتى نتسلم أجوبة على الأسئلة التي أثرناها وما زلنا نحتاج إلى المزيد من التوضيح». من جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط «إن هذا الاجتماع سوف يشجع العديد منا من أجل المشاركة في المؤتمر، ولكن القرار يعود لكل عضو في اللجنة (لجنة القمة العربية) واعتقد ان الأغلبية سوف تحضر». وفي البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع اللجنة الرباعية التي عقدت اجتماعها الأخير بمقر الأمم المتحدة بنيويورك أكد عن دعم اللجنة القوي للمحادثات الثنائية المستمرة بين اولمرت والرئيس عباس. ورحبت اللجنة بتشكيل فرق إسرائيلية وفلسطينية مشتركة لبحث القضايا الأساسية التي اعتبرها بيان اللجنة جوهرية للتقدم باتجاه الهدف الأخير للمفاوضات المتمثل بقيام الدولة الفلسطينية. وأعربت اللجنة في بيانها عن دعمها للمؤتمر الذي دعا إليه الرئيس بوش حول السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وقد اتفق المشاركون في الاجتماع على أهمية أن يكون المؤتمر جدياً «لتقديم الدعم للأطراف من خلال مناقشاتهم ومفاوضاتهم المباشرة للتحرك باتجاه تمهيد الطريق لقيام الدولة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية لتوحيد كل الفسطينيين». وقد وافقت اللجنة الرباعية على أن يواصل مبعوثها الخاص رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير العمل عن كثب مع السلطة الفلسطينية للتطوير الاقتصادي والمؤسساتي وتتطلع اللجنة إلى الدعم التقني والمالي من قبل المجتمع الدولي لدعم الجهود التي يبذلها مبعوث اللجنة الرباعية. وأعادت اللجنة في بيانها الالتزام بالآلية السابقة من أجل تأمين وصول المساعدات مباشرة إلى حكومة السلطة الفلسطينية وفي الوقت ذاته أعربت اللجنة عن قلقها من الظروف التي يعيشها قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة حماس، وتعهدت بضرورة استمرار المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع من دون أية عوائق. وقد شارك في اجتماع اللجنة الرباعية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس وممثل الاتحاد الأوروبي لسياسة الأمن والخارجية خافيير سولانا ووزير خارجية البرتغال لويس امادو (رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي) ومبعوث اللجنة الرباعية رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير إضافة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيرارو. وفي الرياض افاد مصدر رسمي سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية امس ان السعودية لم تتخذ موقفا بعد من حضور المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الاوسط الذي دعت اليه الولايات المتحدة في الخريف.

وقال المصدر الذي لم يكشف عن هويته «حتى الآن، لم تقرر السعودية موقفا من حضور المؤتمر الدولي، وهي في انتظار وضوح الصورة في شأن جدول اعمال هذا المؤتمر واهدافه»، وتابع المصدر ان «الاتصالات تتواصل في الامم المتحدة حول المؤتمر».