المعتدل فوكودا لرئاسة وزراء اليابان.. والمعارضة مصممة على انتخابات مبكرة

تمديد مهمة دعم القوات الأميركية أبرز معارك الحكومة الجديدة

TT

حصل السياسي المعتدل ياسوو فوكودا على مباركة مجلس النواب ليتولى دفة الحكم في اليابان اذ وافق على تعيينه رئيسا للوزراء خلفا للمحافظ شينزو ابيه المستقيل، الا ان ولايته سوف تواجه بالتأكيد مشكلات كبيرة على رأسها التعامل مع برلمان منقسم ومعارضة مصممة على اجراء انتخابات مبكرة فضلا عن الجدل حول تمديد مهمة الدعم البحرية للقوات الاميركية في افغانستان.

وفور اعلان القرار في مجلس النواب، وقف السياسي المخضرم فوكودا، 71 عاما، وابتسم وانحنى لاعضاء المجلس.

ويخلف فوكودا رئيس الوزراء السابق شينزو ابيه الذي استقال وحكومته بعد فترة ولاية استمرت 365 يوما شهدت العديد من الفضائح وهزيمة انتخابية كبيرة. وحصل فوكودا المعروف بقدرته على تسوية الازمات على موافقة مجلس النواب الذي يهيمن عليه الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، على تعيينه رئيسا للوزراء باغلبية 338 مقابل 117 صوتا.

وكما هو متوقع، فقد اختار مجلس الشيوخ، الذي فشل الحزب الحاكم في السيطرة عليه في الانتخابات التي جرت في يوليو، زعيم المعارضة اشيرو ازاوا لمنصب رئيس الوزراء.

وقال اوزاوا «لقد تم تعليق البرلمان لاسباب انانية من جهة الحكومة والحزب الحاكم»، وحث الحزب على التعويض عن الوقت الضائع «والعمل لمصلحة الشعب الياباني».

وتعهد اوزاوا الذي صافح فوكودا عقب تنصيبه، بوقف تمديد مهمة قوات البحرية لدعم القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان رغم مناشدات الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.

وفور التصويت، قال فوكودا للصحافيين أنه يريد بحث الامور السياسية الحيوية مع الديمقراطيين واحزاب المعارضة الاخرى معلقا «اريد ان اجري مناقشات بهدف حماية مقدرات الشعب والمصالح الوطنية» حسب ما نقلت وكالة رويترز للانباء. الا ان اوزاوا كرر دعوته التي تطالب باجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب.

وقال بعد تصويت مجلس المستشارين «الشيء الوحيد الذي يجب عمله هو اللجوء الى ارادة الشعب في انتخابات مجلس النواب». وفوكودا هو أكبر رؤساء الوزراء سنا منذ ان تولى كييتشي ميازاوا هذا المنصب في عام 1991 وهو في الثانية والسبعين وهو اول ابن رئيس وزراء يتولى المنصب.

وتعهد فوكودا بالحصول على الدعم عن طريق تخفيف المعاناة في المناطق الريفية التي تشعر بانها تم اهمالها في حركة الانتعاش التي يشهدها البلد الذي يعد ثاني اكبر قوة عالمية، والتعامل مع مسألة تاريخ اليابان اثناء الحرب والتي تثير التوترات مع الصين وكوريا الجنوبية.

وقدمت الصين التهنئة لفوكودا واعربت عن املها في العمل معه من اجل تعزيز «العلاقات اليابانية الصينية الاستراتيجية الودية التي تخدم المصالح المتبادلة».

وقالت وسائل الاعلام اليابانية ان فوكودا سيحتفظ على الارجح بمعظم الوزراء بمن فيهم وزير المالية فوكوشيرو نوكاجا في الحكومة التي أجرى فيها ابي تعديلا وزاريا في الشهر الماضي. وقال فوكودا ان وزير الخارجية السابق تارو اسو المنافس الوحيد لفوكودا في السباق على قيادة الحزب الديمقراطي الحر رفض عرضا لتولي منصب وزاري في الحكومة لكنه اضاف انه ما زال يسعى الى التعاون.

وذكرت اذاعة «ان اتش كاي» العامة ان شيغيرو اشيبا المحافظ الذي شغل منصب وزير الدفاع عندما ارسلت اليابان قوات الى العراق في خطوة تاريخية، سيعود الى وزارة الدفاع. ومن بين المعارك الكبيرة التي تلوح في الافق لفوكودا تمديد مهمة البحرية اليابانية التي تدعم العمليات التي تقودها الولايات المتحدة وهي المهمة التي لا تلقى تأييدا بين احزاب المعارضة بعد اول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.