الرئيس الإيراني «نجم» الصحافة الأميركية.. جلب لها تعليقات مثيرة وصفحات إعلانية

أحمدى نجاد يقول إن آفة الأخبار رواتها.. ووحدها «واشنطن بوست» لم تنشر إعلانات ضده

TT

حظي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتغطية غير مسبوقة في وسائل الإعلام الأميركية، واستفادت الصحف الكبرى من مساحات اعلانية، في حين نالت صحيفة «ديلي نيوز» التي تصدر من نيويورك نصيب الأسد من المساحات الاعلانية، وهي صحيفة في حجم تابلويد قادت الحملة ضد الزيارة المثيرة للجدل، وتحولت الصفحة الأولى للصحيفة خلال ثلاثة أيام حافلة، مكث خلالها نجاد في نيويورك، الى ملصق رفعه متظاهرون بل وحتى صحافيون في وجه الرئيس الايراني امام جامعة كولومبيا، وكذلك في نادي الصحافة الوطني في واشنطن.

صحيفة» نيويورك تايمز» نشرت عدة صفحات قبل واثناء وجود الرئيس الايراني في نيويورك. ونشرت امس الصحيفة اعلاناً بحجم صفحة كاملة من «عصبة مكافحة التشهير» (إيه.دي.ال) يقول «لا لإيران نووية»، وفي خلفية الاعلان صورة الرئيس الايراني، وفي أسفل الصفحة كلمة «كارثي» وهي الكلمة التي استعملها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وصف امتلاك ايران لأسلحة نووية، ويدعو الإعلان الى «عزل إيران.. الآن». أما صحيفة «ديلي نيوز» فقد نشرت في اليوم الاول لوصول نجاد في صفحتها الاولى، صورة له وعليها دائرة الخطر مع عبارة «اذهب الى الجحيم». وسارت على المنوال نفسه اول امس، وامس نشرت على صدر صفحتها الاولى صورة الرئيس نجاد، وهو يتحدث امام جامعة كولومبيا، مع عبارة «الخبيث الماكر».

وتصدرت صور نجاد الصفحات الاولى في جميع الصحف الاميركية، خاصة تلك التي يرفع فيها اصبعه امام جمهور حانق في جامعة كولومبيا، وبعد تقديم مهين من طرف رئيس الجامعة لي بولينغر، الذي قال مخاطباً نجاد «انك بالحضور الى هنا، إما انك تجعل من نفسك شخصاً سخيفاً، أو انك مستفز بشكل صفيق، أو انك جاهل بما يثير الدهشة». كما وصف بولينغر نجاد أثناء تقديمه له بأنه «ديكتاتور وحشي» ينكر المحرقة النازية «الهولوكوست» ورد نجاد عليه بأن ما ذكره بولينغر يمثل إهانة للحاضرين.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» هي الاستثناء بالنسبة للصحف الكبرى، فهي لم تنشر اعلاناً مضاداً للزيارة، كما انها اكتفت بتعبير «بارد» لوصف استقبال احمدي نجاد في جامعة كولومبيا، لكنها خصصت الحيز الذي تفرده في الصفحة الثانية للشخصيات التي تريد التهكم عليها والذي ينشر بعنوان «واشنطن اسكتش»، واستهلت المقال باقتباس من كلمة وردت في سياق جواب الرئيس الايراني على اسئلة المراسلين في «نادي الصحافة الوطني»، حيث قال في معرض حديثه عن العلاقات العراقية الايرانية: «منذ مئات السنين عشنا في صداقة وحسن جوار مع الشعب العراقي»، وقالت الصحيفة تعليقاً على ذلك «هذا صحيح اذا لم نضع في الحسبان الحرب غير السارة، التي وقعت بين ايران والعراق في الثمانينات والتي راح ضحيتها حوالي مليون شخص وبعض منهم قتلوا بالغازات السامة، كما علينا ايضاً ان نغض الطرف عن خمسة قرون من الحروب اثناء فترة الامبراطورية العثمانية».

واذا كانت الصحافة الاميركية وجدت من زيارة الرئيس الايراني مادة جذابة، سواء على صعيد الاخبار أو الاعلانات، فإن ذلك ايضاً حدث بالنسبة للشبكات التلفزيونية، حيث نقلت معظم الشبكات الرئيسية خطاب محمود احمدي نجاد في جامعة كولومبيا، كما نقلت الاسئلة والاجوبة مباشرة، بل منها مثل «سي.إن.إن» و«فوكس نيوز» كانت تضع شريطاً اثناء النقل لما تعتبره «خبراً عاجلاً»، على سبيل المثال عندما قال الرئيس الايراني، إن «المرأة تتمتع بحريات في ايران لا مثيل لها في العالم». واستفادت الشبكات الرئيسية ايضاً من الاعلانات المناهضة للزيارة.

والمفارقة ان الرئيس الايراني في حواره مع المراسلين في واشنطن عبر الفيديو، كان يتبسم كثيراً عندما تلقى عليه أسئلة محرجة، ويقول في كل مرة، إن الصحافة والتقارير التي تنشرها هي سبب التغليط، وأنها تنقل آخباراً غير صحيحة وتروي عنه ما لم يقله. وكان نجاد قال للصحافيين في مستهل الندوة «دوركم مهم لأنكم وسيلة اتصال تخدمون السلام والمحبة، لكن عليكم ان تنقلوا الوقائع صحيحة ومن دون تحريف»، مشددًا على ان الناس لا يعرفون ما يجري في ايران على الرغم من الحريات الواسعة التي تتمتع بها الصحافة الايرانية، على حد تعبيره. ودعا الرئيس الايراني جميع الصحافيين الحاضرين في نادي الصحافة الى زيارة ايران، ليروا بأنفسهم ذلك. ووصف التضييق على الصحافة في بلاده بأنه «مجرد دعاية كاذبة». كما انتقد الصحافة عندما تتحدث عن النساء في ايران أو عندما تنقل حديثه سواء تعلق الامر بالوضع في العراق او اسرائيل او المحرقة ضد اليهود (هولوكوست). وظل نجاد يمازح الصحافيين على الرغم من حراجة الأسئلة التي طرحت عليه، وحتى عندما سئل عما اذا كان سيعيد ترشيحه من جديد بعد سنتين، اعاد السؤال الى الصحافي قائلاً: وأنت ما رأيك؟