الهاشمي يطالب الحكومة بالإسراع في الإصلاحات شرطا لعودة وزراء «التوافق»

دعا شيوخ العشائر لتشجيع أبنائهم على الانخراط في قوات الأمن

محتجزون عراقيون ينظرون من خلال نافذة ردهة معتقل في بغداد امس (رويترز)
TT

اشترط طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في جبهة التوافق السنية، جملة من الاصلاحات التي ينبغي على الحكومة الحالية، التي يترأسها نوري المالكي، السعي لتحقيقها في سبيل عودة وزراء الجبهة المنسحبين الى الحكومة. وقال الهاشمي في كلمة القاها خلال افتتاحه المؤتمر الأول للتجمع العشائري الوطني لمحافظة بغداد اول من امس «جبهة التوافق على استعداد لاعادة النظر في موقفها متى ما تحقق الإصلاح المنشود.. ومتى ما قطعت الحكومة في طريق الإصلاح شبرا تقدمت الجبهة ذراعا ومتى ما قطعت الحكومة ذراعا تقدمت جبهة التوافق ميلا».

واوضح الامين العام للحزب الاسلامي، اكبر الاحزاب السنية في العراق، أن جبهة التوافق «غير متهافتة» على المشاركة في الحكومة، مؤكدا ان الجبهة «تعي مسؤوليتها وتدرك أهمية مساهمتها في خدمة المواطن من خلال تقلد أعضائها مناصبهم في الوظيفة العامة».

وربط المسؤول العراقي عودة وزراء جبهته للعمل داخل الحكومة الحالية بضرورة الاسراع في تنفيذ الواجبات والاستحقاقات المطلوبة من الحكومة، قائلا «ان الحكومة على دراية بالاستحقاقات التي يتوجب عليها تنفيذها تمهيدا لعودة جبهة التوافق العراقية، ونحن نقرأ مدى حرصها في هذا المجال في إطار سرعة تحركها في الإصلاح». ودعا العراقيين «لإدراك خطر اللعبة التي استدرجوا أليها وباتوا يقاتلون بالنيابة بعد أن أصبحوا هم أدواتها وأهدافها»، مؤكدا «ان أخطاء قاتلة ارتكبها هذا الطرف أو ذاك أغرت الشباب في تبني أفكار ومفاهيم ضالة دفعوا هم وبلدهم وأسرهم ثمنا باهظا من اجلها دون طائل». وطالب بضرورة أن يحظى من «ضلوا الطريق» بالرعاية والتوجيه والاهتمام، في ظل تحسن الأمن بصورة ملحوظة في مناطق غربي بغداد وجنوبها، فضلا عن بعض المحافظات الاخرى، واصفا هذا التحسن بأنه «بارقة أمل لمن أصابهم الإحباط في مستقبل بلدهم».

وخاطب الهاشمي شيوخ العشائر المجتمعين بالقول «إن البلد بحاجة الى جهودكم وهمتكم في إيقاف حملة التهديد المنتظمة لمتطلبات الحياة، وإلى قيمكم وتقاليدكم التي نشأتم عليها، نحن اليوم بأمس الحاجة الى معاني المروءة والتسامح، الوفاء، الكرم، النخوة، إغاثة الملهوف، الشدة في مواجهة التحديات، الصبر والمطاولة»، مستشهدا بـ«التعايش الأخوي الفريد في إطار المجتمع العشائري الذي يعتبر شاهدا حيا على إمكانية هذا التعايش بين العراقيين سنة وشيعة». واضاف «ان انخراط أولادكم في صفوف القوات المسلحة في الجيش والشرطة ضروري لتتولوا بأنفسكم مهامكم في مناطقكم طبقا للخطة الأمنية المعتمدة في إدارة الأمن في إطار خطة منهجية منتظمة».

وقد اتفق المشاركون في المؤتمرالذي حضره أكثر من 100 من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة بغداد وضواحيها، على جملة من التوصيات أبرزها التأكيد على مشاركة أبناء العشائر في مؤسسات الدولة كافة لا سيما الأمنية منها، وإصدار عفو عام عن المعتقلين الأبرياء في السجون العراقية والأميركية، وإعادة العوائل المهجرة وتعويض المتضررين من العمليات العسكرية والإرهابية، إضافة إلى ضرورة عودة منتسبي الجيش العراقي السابق.