جماهير قطاع غزة تودع الدكتور حيدر عبد الشافي

الفصائل الوطنية والإسلامية تنعى «القائد والمناضل الوطني» وحكومة هنية تشيعه إلى مثواه الأخير

مع ياسر عرفات عام 1996 (ا ف ب)
TT

توفي في ساعة مبكرة من فجر أمس في احد مستشفيات قطاع غزة، القيادي والسياسي الفلسطيني المخضرم الدكتور حيدر عبد الشافي عن عمر يناهز ثمانية وثمانين عاماً اثر إصابته بمرض سرطان المعدة.

ونعت كل الفصائل والمنظمات الأهلية والجماهيرية والأطر النقابية الفلسطينية عبد الشافي، وامتدحت خدمته الطويلة للقضية الوطنية الفلسطينية.

وشارك عشرات الآلاف في الصلاة على جثمان عبد الشافي في المسجد العمري الكبير، وتشييعه الى مثواه الأخير، يتقدمهم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية وأركان حكومته وقادة الفصائل وممثلو منظمات المجتمع المدني، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة «الشهداء» شرق مخيم جباليا.

وامتدحت الحكومة المقالة الدور التاريخي لعبد الشافي في النضال الوطني الفلسطيني ووصفته بـ«أحد أهم رموز الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي».

ونعت حركة فتح «القائد الوطني الكبير، المناضل حيدر عبد الشافي الذي قضى حياته مدافعا صلبا عن قضيته الوطنية الكبرى فلسطين».

وقال متحدث باسم فتح «إن الحركة ممثلة بقائدها العام الرئيس محمود عباس، وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ومختلف أطرها وقطاعاتها وقياداتها وكوادرها وأعضائها، تنعى بالحزن الشديد الذي يعتصرها، وبالوفاء الكبير، المناضل حيدر عبد الشافي».

وأكدت فتح أن عبد الشافي، مثل يحتذى للوطنيين الفلسطينيين، مجسداً حالة استثنائية متميزة من الحرص على الوطن والشعب الفلسطيني، ووحدة الوطنيين في إطار البيت الفلسطيني الواحد، وكان صاحب رأي شجاع وصلب، لا تنحرف آراؤه عن مصالح الشعب الفلسطيني العليا، ولا تدفع نحو صدام.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها: «نفتقد اليوم أحد أبرز قادة الحركة الوطنية الفلسطينية ومؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وأول رئيس للمجلس التشريعي والمعارض لاتفاقات أوسلو التي ألحقت الضرر بالقضية الوطنية الفلسطينية».

ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب، وحزب فدا، وشبكة المنظمات الأهلية، ودائرة العلاقات القومية والدولية والمبادرة الوطنية، عبد الشافي.

ونعت هيئة العمل الوطني لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في محافظات غزة «القائد والمناضل الوطني الكبير». وقالت «إن هيئة العمل الوطني تنعى الشهيد القائد وتتقدم من أسرة الفقيد وعموم أبناء شعبنا بالتعازي الحارة، راجيةً للفقيد أن يتغمده المولى بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته». ودعت الهيئة «جماهير شعبنا للمشاركة في تشييع الفقيد الراحل الذي سيتم اليوم من المسجد العمري الكبير في مدينة غزة بعد صلاة الظهر».

ووصفه مصطفى البرغوثي أمين عام «المبادرة الوطنية الفلسطينية» بـ «رمز النزاهة والاستقامة والوحدة الوطنية».

واشتهر عبد الشافي الذي ولد في غزة عام 1919 بعد أن رأس الوفد الفلسطيني الى مؤتمر مدريد عام 1990 وبعد ذلك مفاوضات واشنطن التي امتدت 22 شهراً. وخلال رئاسته للوفد ربط عبد الشافي بإصرار التقدم في المفاوضات بالتزام إسرائيلي واضح بوقف الاستيطان في الضفة الغربية. واستقال من رئاسة الوفد بعدما تكشف له أن قيادة منظمة التحرير فتحت قناة اتصال سرية مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية برئاسة اسحق رابين التي أفضت للتوصل لاتفاق اوسلو.

وبعد تأسيس السلطة الفلسطينية خاض عبد الشافي غمار أول انتخابات تشريعية تنظم في الضفة الغربية وقطاع غزة كمرشح مستقل عن دائرة مدينة غزة، حيث حصل على أعلى الأصوات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن خلال عمله في المجلس التشريعي، وجه عبد الشافي انتقادات للفساد المستشري في دوائر السلطة، ووقع على العديد من العرائض التي تدعو الى محاسبة الفاسدين، لكنه اضطر في عام 1999 للاستقالة احتجاجاً على فشل المجلس التشريعي في اداء مهامه وتحديداً في مواجهة الفساد.

ورغم انتقاداته الحادة للفساد، إلا أن عبد الشافي تجنب توجيه انتقادات مباشرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقام بتأسيس حركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية» في عام 2002، بالتعاون مع النائب الدكتور مصطفى البرغوثي.