بوش أعلن عقوبات على بورما وأشاد بالقادة الفلسطينيين المعتدلين

أمير قطر يشيد بدور الأمم المتحدة في العراق وساركوزي يحذر من التساهل مع إيران

TT

دعا الرئيس الأميركي جورج بوش قادة العالم الذين اجتمعوا في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والستين، أمس، إلى تحرير الشعوب من العنف والطغيان. وسعى في بيانه إلى استعراض بعض مبادئ حقوق الإنسان. وخص بالذكر دولا معينة التي اعتبرها نموذجا للدكتاتورية منها سورية وإيران وكوريا الشمالية وبيلاروسيا، وقال «أية أمة متحضرة لديها المسؤولية للوقوف إلى جانب الشعوب التي تعاني من الدكتاتورية». ووصف بوش أنظمة تلك الدول بالوحشية، وقال «إن أنظمة بيلاروسيا وسورية وإيران الوحشية تجاهلت حقوق شعوبها الأساسية التي حفظها الإعلان الدولي». وأعرب في الوقت ذاته عن انزعاج الاميركيين من الوضع في بورما. وأعلن في خطابه أمام الجمعية العامة عن عقوبات ستلجأ إليها إدارته ضد النظام العسكري بورما (ماينمار)، وحث الدول الأخرى على اتباع الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة ضد نظام بورما. وذكر أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية مشددة على قادة البلد تستهدف أرصدتهم المالية. وأعلن عن فرض حظر على منح تأشيرات دخول للأراضي الأميركية على من اعتبرهم المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات حقوق الانسان الفضيحة. وجاء إعلان بوش بغرض عقوبات على بورما بعد المظاهرة التي شارك فيها آلاف الكهنة البوذويين في قلب المدن الأساسية لماينمار احتجاجا على قرار الحكام العسكريين بإرسال قوات لإنهاء المظاهرات المعادية للنظام التي تقودها حركة الثوار خونتا. وذكر أن نظام بورما العسكري هو حكم الخوف، وقال انه يحظر الحريات الأساسية «مثل حرية الكلام والتجمع والعبادة وتعرض الأقليات الاثنية إلى اضطهاد». وحث الرئيس الأميركي الدول الأعضاء إلى استخدام الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية لمساعدة شعب بورما على استعادة حريتهم. ودعا بوش في بيانه إلى مواجهة الحركات الأصولية وايديولوجياتها التي وصفها بالمظلمة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية حول شبكاتها ومن خلال متابعة مصادرها المالية ومن خلال اعتقال أو قتل منفذي عملياتها الإرهابية. وأشاد بالجهود التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة سلام فياض في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون ان يذكر اسمهما، وقال «في الأراضي الفلسطينية يعمل القادة المعتدلون لبناء مؤسسات حرة لمحاربة الإرهاب ولتثبيت سلطة القانون ولتلبية حاجات الشعب». وأعرب الرئيس بوش عن سروره بقرب انتهاء حياة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وقال «على وشك أن ينتهي النظام الدكتاتوري في كوبا، وأن الشعب الكوبي مستعد لممارسة حريته، وأن تلك الدولة ستدخل المرحلة الانتقالية». من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيانه الذي افتتح فيه مناقشات الدورة الثانية والستين للجمعية العامة والتي شارك فيها حوالي 100 رئيس دولة، من التحديات التي تواجه العالم خلال السنوات القادمة.

وقال بان كي مون «نتطلع خلال هذه السنة وما بعدها، ويمكننا التنبؤ بشبكة كبيرة من التحديات المحبطة». وأضاف «أنها مشاكل لا حدود لها وليس هناك أية دولة سواء كانت صغيرة أو كبيرة يمكن أن تحلها لوحدها».

وشدد الأمين العام على الدور المهم الذي من الممكن أن تلعبه الأمم المتحدة كسقف ينطوي تحته كل شعوب العالم وأفاد «أن الجميع يطالب الأمم المتحدة للقيام بشيء ما وبالتأكيد أننا لا نستطيع فعل كل شيء ولكن في الوقت ذاته لا نستطيع إعفاء أنفسنا من عمل لا شيء». وفي البيان الذي أدلى به الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، أشاد لذلك القرار وقال «أود أن اشير إلى القرار 1770 وذلك لأهميته البالغة، حيث أعطى الأمم المتحدة بعضا من دورها المستحق في معالجة مأساة العراق بعدما ثبت أنه لم يعد ممكنا أن تبقى في حوزة دولة واحدة أو تحالف بين عدة دول تتقارب مصالحها». وفي بيانه ركز الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي الذي يشارك أول مرة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على الملف النووي الإيراني المثير للجدل وقال «ان امتلاك الاسلحة النووية من شأنه أن يزعزع استقرار العالم وقد يقود إلى الحرب». ومضى ساركوزي يقول «إنه سوف لن يكون هناك سلام في العالم إذا تردد المجتمع الدولي في مواجهة نشر الأسلحة النووية».