جعجع: دعوة بري إلى جلسة الانتخاب «لم تكن جدية» وإذا تكررت في 23 أكتوبر «فسيبنى على الشيء مقتضاه»

TT

انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، معتبراً ان تصرفاته خلال الجلسة النيابية امس «كانت مخيبة للآمال» وان دعوته لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية لم تكن جدية. وأكد انه «اذا تكررت (تصرفات بري) في الجلسة المقبلة في 23 اكتوبر المقبل فسيبنى على الشيء مقتضاه» واصفاً دعوة بري الى جلسة الانتخاب بـ«الفولكلورية الاستعراضية» ومسجلاً عليه سعيه الى تسويق مرشحين رئاسيين «اكل الدهر عليهم وشرب وتقديمهم كتوافقيين».

وابدى جعجع، في تصريح ادلى به لوكالة «المركزية» للانباء ملاحظات على مشهد الجلسة النيابية، مشيراً الى انه «قبل نزول الرئيس بري الى القاعة العامة وقبل ان يتحدث بموضوع النصاب لم يحصل اي مسعى جدي لكي ينزل نواب المعارضة الى القاعة العامة رغم وجودهم في قاعات المجلس الخارجية، علماً ان الدعوة وجهت اليهم منذ شهرين».

وقال: «ان الرئيس بري لا يستطيع ان يقرر وحده موضوع النصاب. فإذا كان عنده رأي مغاير لرأينا في هذا الموضوع، كان عليه ان ينزل الى الجلسة. والهيئة العامة هي التي تقرر في نهاية المطاف ما هو النصاب. انه يعرف رأينا ولديه رأي آخر وذلك من حقه. لكن الرأي الآخر غير ملزم ابداً والجهة الوحيدة المخولة ان تحسم موضوع النصاب هي الهيئة العامة لمجلس النواب. وهذا امر لم يفعله الرئيس بري».

وكرر جعجع التأكيد على ان الدعوة الى جلسة الامس «لم تكن جدية. واكبر دليل على ذلك ان الرئيس بري لم يتوجه الى القاعة ولم يحاول طرح موضوع النصاب. وكتلته كانت في المجلس ولم تتوجه الى القاعة العامة وتالياً كانت دعوته من قبيل رفع العتب». وذكّر بانه في جلسة انتخاب الرئيس الراحل بشير الجميل «ظل رئيس المجلس في القاعة منتظراً ساعات عدة حتى اكتمل النصاب، فيما اليوم (أمس) ومن دون ان يكتمل وقبل ان يحين الموعد رفع الرئيس بري الجلسة».

ورداً على سؤال اوضح ان قوى «14 آذار» كلفت النائب سعد الحريري بدء التفاوض مع الرئيس بري «بهدف كسر جليد المرحلة الماضية». وعما اذا كان منزعجاً من هذه اللقاءات قال: «اطلاقا، لكن كل ما يعنيني هو انني لا احب الخطوات الفولكلورية. ومن جهة اخرى لا احب الغش، وان يدعي البعض بأنه يريد التوافق لكن في نهاية المطاف يشدون لمرشحين اكل الدهر عليهم وشرب وهم من رواسب المرحلة الماضية». وشدد على انه «مع كل المبادرات لكنه ليس مع الضحك على الشعب اللبناني».

وإذ نوه جعجع بالتدابير الامنية التي اتخذت امس في بيروت، عزا تخوفه من اغتيالات جديدة تطاول هذه المرة «القوات» والتقدمي الاشتراكي الى «معلومات اجهزة امنية رسمية في هذا الشأن والى قراءتنا السياسية الواضحة بحيث ان الجهة التي تحاول انقاص عدد نواب الاكثرية ستظل على هذا المسار. لكن ان شاء الله بالتدابير التي تتخذ والحذر والحيطة لن نمكّنهم من تحقيق اهدافهم».

من جهة اخرى، كشف جعجع انه حمّل النائب انطوان زهرا رسالة الى البطريرك الماروني نصرا لله صفير تتعلق بالانتخابات الرئاسية و«للفت نظره الى المناورات التي يقوم بها بعض الاطراف وعدم جديتهم في ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية».

وعن جلسة 23 الشهر المقبل، اعتبر انه «اذا كان الرئيس بري جدياً هذه المرة فبالدرجة الاولى من المفترض ان يحضر وكتلته الجلسة. وإذا كانت هناك امكانية من الآن وحتى 23 اكتوبر للتفاهم حول رئيس جمهورية ما بمواصفات مقبولة فالوقت كاف. وتالياً على الرئيس بري ان لا يضيع وقتاً وان نجلس معاً في محاولة للتوصل الى رئيس. واذا لم نستطع الوصول الى تفاهم حول مرشح واحد للرئاسة من الآن وحتى ذلك التاريخ فيجب ان تصبح جلسة 23 اكتوبر جلسة انتخاب عادية ومن يربح يربح ومن يفشل يفشل. لكن من غير المقبول ان يحصل بجلسة 23 اكتوبر ما حصل اليوم (امس) فالدعوات الاستعراضية الفولكلورية لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية لا تجوز وخصوصاً ان لبنان يمر في وضع دقيق وحرج. فاذا حصل في الجلسة المقبلة ما حصل اليوم فعندئذ سيبنى على الشيء مقتضاه. فمن المفترض ان يكون لدينا رئيس قبل 24 تشرين الثاني (نوفمبر) ان شاء الله».