بوش لأبو مازن: أميركا ستكون شريكا قويا في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة

خلال اجتماعهما في نيويورك على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة

بوش وابو مازن خلال لقائهما في نيويورك على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

اللقاء الذي عقده الرئيس الأميركي جورج بوش مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الليلة قبل الماضية في مقر إقامة الرئيس الأميركي بفندق والدورف بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، يأتي ضمن مساعي الإدارة الأميركية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي شدد فيه أبو مازن في الاجتماع، على ضرورة أن يتناول مؤتمر واشنطن للسلام المقرر في الخريف المقبل، بحث الثوابت الأساسية للقضية الفلسطينية في الوقت ذاته، تعهد الرئيس الأميركي على بذل الجهود من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ورغم أن بوش لم يشر في تصريح بعد اللقاء إلى المؤتمر الدولي غير أنه وعد أبو مازن قائلا «إن الولايات المتحدة ستكون شريكا قويا في إنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين»، وجدد بوش الإعراب عن اعتقاده «أن وجود دولة ديمقراطية أخرى تعيش في سلام يخدم مصالح كل من الشعب الفلسطيني ومصالح إسرائيل». وتفيد مصادر دبلوماسية قريبة من الوفد الأميركي أن الفلسطينيين والإسرائيليين اتفقوا من حيث المبدأ على أهمية عقد المؤتمر الدولي غير «أن كل طرف له تصوراته لما سيتمخض عنه المؤتمر». ففي الوقت الذي يؤكد فيه الفلسطينيين على مفاوضات قضايا الحل النهائي (اللاجئين والقدس والحدود)، فان تصورات الإسرائيليين تبدو غامضة.

وأكد أبو مازن بعد الاجتماع «نعتقد ان هذا المؤتمر ينبغي أن يتناول مضمون القضايا الأساسية التي تفضي لمفاوضات كاملة بشأن الوضع النهائي ومن الممكن أن تؤدي إلى سلام دائم». وأشار أبو مازن إلى فرق العمل التي شكلت، وقال «ستبدأ عملها لإنضاج القضايا لتكون جاهزة قبل منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)». وأكد التزام الفلسطينيين بخارطة الطريق وبالمبادرة العربية للسلام وقال «أعتقد أن الوثيقتين تمثلان إطار عمل قويا يمكن أن يتيح لنا ويساعدنا على أن نتفاوض بشأن قضايا الوضع الدائم ونتوصل إلى اتفاق بشأنها». وبدوره أشاد بوش بأبو مازن قائلا «إني اقدر حقيقة أنك تكافح الإرهابيين الذين لا يشاركونك نفس الرؤية (في إشارة الى حركة حماس) وأعتقد أن رؤية دولتين جنبا الى جنب في سلام يمكن تحقيقها، ونحن نريد أن نساعدكم في تحقيق هذا الهدف». وأشار بوش الى الجولات المكوكية التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في منطقة الشرق الأوسط وقال «ان كوندوليزا رايس تعمل بنشاط في المنطقة فهي تتحدث باسمي وباسم حكومتي». وصدرت أول من أمس مذكرة اتفق على مضمونها وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة العربية (السعودية ومصر والأردن وفلسطين ولبنان وسورية وتونس وقطر واليمن) المنبثقة عن القمة العربية لمتابعة المبادرة العربية للسلام، على الترحيب بمبادرة الرئيس بوش. وذكرت الدول الأعضاء بأن العالم العربي، دعا لعقد مثل هذا الاجتماع قبل سنة. وأكدت المذكرة التي صدرت بعد اجتماع اللجنة العربية مع اللجنة الرباعية على الاتفاق أن يكون هدف المؤتمر تحقيق سلام عادل وشامل لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وطالبت الدول بإنشاء آلية لضمان أن يفي كل طرف بما تعهد به من التزامات. وفي الوقت الذي أكدوا على أهمية استئناف المفاوضات على كل المسارات، اتفقوا على استئناف مفاوضات المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي فورا ومن دون تأخير وعدم إلحاق الضرر بالمسارات الأخرى. واتفقوا على أن مفاوضات المسار الفلسطيني يجب أن تعالج قضايا الوضع الدائم. ورأت اللجنة العربية أنه من أجل ضمان نجاح المفاوضات الفسلطينية ـ الإسرائيلية، لا بد من توفير الحد الأدنى من إجراءات بناء الثقة منها وقف النشاط الاستيطاني وإلغاء البؤر التي اعلنت اسرائيل استعداها لإزالتها. وطالبوا أيضا بوقف بناء الجدار العازل وازالة الحواجز وإنهاء الحصار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على ان «قطاع غزة يبقى جزءا من دولة فلسطين المستقبلية رغم أنه تحت سيطرة حماس». وأعلن فياض في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي لفيني أنه يرفض إعلان إسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا. وعارض بشدة أي فكرة تقوم على أساس إنشاء دولة فلسطين في الضفة الغربية من دون غزة، مؤكدا ان «غزة دائما هي جزء من وطننا وإنها ليست كيانا مستقلا». بدورها نفت ليفني فكرة أن اسرائيل تدعم قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية فقط، غير أنها دافعت عن قرار إسرائيل بإعلان غزة كيانا معاديا وقالت إن هذا الإعلان «وصف للواقع».