اضطر الدكتور عصام عميش، رئيس المجلس الاسلامي الاميركي (إم إيه إس)، للاستقالة من منصبه كعضو في مفوضية الهجرة في ولاية فرجينيا (مجاورة للعاصمة واشنطن) بعد اتهامه بتوجيه انتقادات لاسرائيل والدفاع عن فكرة «الجهاد». وقال عميش لـ«الشرق الاوسط» في اتصال هاتفي، إنه استقال من منصبه حتى لا يستغل الموضوع ضد العرب والمسلمين في ولاية فرجينيا، وهي من الولايات التي توجد بها جاليات عربية كبيرة. وأضاف انه حرص على الا تؤثر الانتقادات التي وجهت له على عمل لجنة الهجرة في الولاية. وقال إن الاستقالة تمت بالتراضي مع سلطات الولاية. وشدد الدكتور عميش، وهو ليبي الاصل، على ان تصريحاته «حملت اكثر مما تحتمل»، وقال إنه ومنذ تعيينه في اول يوم بادرت بعض الجهات المعادية للعرب والمسلمين بالعمل ضده، مؤكداً ان مسلماً آخر سيعين في مكانه، لكنه لم يشأ الافصاح عن اسمه.
وكان عميش، الذي يعمل جراحاً ويرأس قسم الجراحة العامة في مستشفى «انوفا» في مدينة الكسندريا، استقال بعد ساعات من بث برنامج اذاعي مباشر يستضيف شهرياً حاكم ولاية فرجينيا تيموثي كاين. وخلال البرنامج اتصل مستمع عبر الهاتف متطرقاً الى تصريحات الدكتور عميش وانتقد استمرار عضوية شخص في مفوضية الهجرة يتحدث عن «الجهاد». وفي وقت لاحق قرر الحاكم قبول استقالة عميش، بيد انه نوه به كطبيب ومسؤول في مجال العمل الاجتماعي. وكان عميش ضمن عشرة اشخاص عينهم الحاكم كاين في الثاني من اغسطس (آب) الماضي. وعقد امس عميش ندوة صحافية تحدث فيها عن ملابسات الموضوع، وحضر الندوة الصحافية مندوباً عن الحاكم. وقال إنه استقال لأنه لا يرغب ان يساء فهم ما قاله ويستغل لعرقلة العمل الذي قامت به لجنة تضم 20 عضوا يستعان بهم لدراسة آثار الهجرة وسياسات الهجرة التي تتبعها السلطات الفيدرالية على فرجينيا. وتراجع مفوضية الهجرة القوانين التي تستمر لمدة عشر سنوات وكان موقع «يوتيوب» نشر صورة للدكتور عميش وهو يتحدث في لقاء في واشنطن، حيث ادان الحرب الاسرائيلية على لبنان و«ماكينة الحرب الاسرائيلية». ونشر الفيديو في اغسطس (آب) من العام الماضي.
وينقل التسجيل اتهام عميش اسرائيل القيام بحرب ابادة ومذابح ضد الفلسطينيين. وقال: «الاجندة الاسرائيلية هي السيطرة على الكونغرس». وفي تسجيل آخر يقول عميش مخاطباً تجمعاً للمسلمين في واشنطن «الجهاد هو الطريق لتحرير الارض». ولفتت الانتباه الى شريط «يو تويب» منظمة تهتم بأنشطة المنظمات الاسلامية. ويقول عميش ان صور الفيديو الاولى التقطت عام 2000 حتى قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، اما صور الفيديو الثانية فقد التقطت العام الماضي اثناء تظاهرة ضد حرب لبنان شارك فيها 30 الف شخصاً.
وقال عميش إن تعليقاته اخذت خارج سياقها وان دعوته لاساليب الجهاد ليس لشن هجمات عنيفة. واضاف: «تحدثت عن الجهاد لرفع الظلم دون عنف او قتال»، موضحاً: «ان كلمة جهاد في الاسلام لها معنى واسع ومن ذلك الكفاح المستمر، سواء كان نضالا روحيا أو عاطفيا او فكريا، لذلك كلماتي كانت لدعم الذين يقاومون الاحتلال والعمل ضد الظلم والاجحاف».