حركة اتصالات ناشطة في لبنان على خلفية الاستحقاق الرئاسي.. وموفد بري يقول إن عون ركن من اركان الحياة السياسية

جنبلاط للبطريرك صفير: التوافق شبه مستحيل ولن أصوت إلا لمرشحي «14 آذار»

رئيس كتلة المستقبل النيابية في البرلمان اللبناني، النائب سعد الحريري، خلال اجتماعه امس في منزله في بيروت بالسفير الأميركي جيفري فيلتمان. (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

تسارعت حركة الاتصالات في بيروت امس سعيا للوصول الى مخرج للازمة القائمة قبل موعد الجلسة المقررة لـ«محاولة انتخاب» رئيس جديد للجمهورية في 23 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، وسط اتجاه واضح لدى اطراف المعارضة والنائب سعد الحريري لاشاعة اجواء ايجابية، خرقها موقف النائب وليد جنبلاط الذي اوفد امس احد اعضاء كتلته، النائب وائل ابو فاعور، للقاء البطريرك الماروني نصر الله صفير ليبلغه انه (جنبلاط) لن يعرقل أي تسوية سياسية. لكنه وصف التوافق بانه «صعب جدا وشبه مستحيل». مشددا على ان كتلته لن تصوت الا لمرشحي فريق «14 اذار».

وذكر النائب ابو فاعور انه نقل الى البطريرك صفير «تصورات رئيس اللقاء الديمقراطي لهذه المرحلة السياسية». وقال: «نحن في اللقاء، وتحديدا في الحزب التقدمي الاشتراكي، لا نعرقل اي تسوية، بل نريد ان تحصل تسوية في الخيارات السياسية، وان يكون هناك وفاق فيها وليس مجرد نقاش في الاسماء، مع الاحترام لكل الاسماء المطروحة». واضاف: «الوفاق يكون في العناوين والتوجهات السياسية المستقبلية في البلاد. وثانيا، نحن لا نرى ان هناك افقا لتسوية نتيجة الاستحالات الاقليمية المحيطة بلبنان ونتيجة انشداد البعض في البلد، وتحديدا من 8 اذار، الى تلك الحسابات الاقليمية على حساب التفاهم الداخلي والمصالح الداخلية اللبنانية».

وتابع، ردا على سؤال: لا اريد ان اقول ان هناك افقا مسدودا. انا اقول ان القرار الواضح من النظام السوري ومن التغطية الايرانية لهذا القرار هو اعاقة الاستحقاق الرئاسي او استنساخ اميل لحود اخر في موقع رئاسة الجمهورية.

وسئل اذا كان «اللقاء الديمقراطي» يقبل برئيس من خارج قوى «14 اذار»، فاجاب: على الاطلاق، بالنسبة الينا في الحزب التقدمي الاشتراكي... ونحن نلتزم التصويت لمرشحي 14 اذار. وهناك الاستاذ نسيب لحود والنائب بطرس حرب وغيرهما من الاسماء التي تفتخر قوى 14 اذار بان تتقدم الى هذا الموقع الوطني نتيجة موقفها الاستقلالي. وأي تسويات او اسماء اخرى نحن لن ندخل فيها. وسنصوت فقط لمرشحي 14 اذار.

واضاف: نحن اساسا نرى ان التوافق صعب جدا. وهو شبه مستحيل بين مشروعين في البلد... لكن التوافق في الاسماء هو توافق ظاهري لا يمكن ان يحل ازمة البلد، ثم ان بعض القوى السياسية في لبنان تتصرف بالانابة عن النظام السوري. وبالتالي لا يمكن ان تدخل في تسوية ما دام هذا النظام لا يريد التسوية. حكما الرسالة كانت واضحة في اغتيال النائب الشهيد انطوان غانم. وهذا مؤشر الى عدم الرغبة الا في تفجير الوضع الداخلي في البلاد. لذلك بعض قوى 8 اذار يظهر شيئا ويبطن شيئا اخر. فهم يطرحون تسوية في العلن، بينما ضمنا يوافقون او يصمتون على عمليات الاغتيال التي تحصل.

وقد أوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للقاء العماد ميشال عون. وقال عقب اللقاء ان «عون ركن من اركان الحياة السياسية. وهو معني مباشرة بالاستحقاق الرئاسي كزعيم كتلة نيابية كبيرة وكمرشح رئاسي اساسي»، مشيراً الى تفاهم كامل حول كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي، ليكون استحقاقاً جامعاً للبنانيين كافة. وشدد على ان هدف الرئيس بري التوصل الى اختيار رئيس توافقي قوي. معتبراً ان التوافق قد يتم على رئيس من المعارضة او الاكثرية او من خارجهما.

وزار السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان امس رئيس كتلة «المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري. وافاد عقب اللقاء بانه ابلغه مدى تشجيع الولايات المتحدة لما يبدو انه توافق بين مختلف السياسيين، لاجراء حوار صادق بشأن الانتخابات الرئاسية والبرنامج الذي ستطبقه الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية. وقال: اخذت في الاعتبار دعوة الرئيس بري قبل اسابيع عدة للحوار، وكذلك دعوة قوى 14 آذار، والدعوة التي اطلقها العماد عون هذا الاسبوع من اجل الحوار. ولقد ابلغت النائب الحريري اننا متشجعون جداً لرؤية هذه الامور تحصل، لانه كلما حصد الرئيس الجديد دعماً اكبر استطاع ان يكون اقوى، لاسيما في ادارة مستقبل البلاد. كما اكدت للنائب الحريري ما اكدته لآخرين، وهو ان الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بأن اللبنانيين قادرون على اختيار رئيسهم. نحن لم ندخل يوماً في لعبة انتخاب الرئيس في لبنان. ولن نفعل ذلك في المستقبل. ونأمل في ان نساهم في توفير المناخ المناسب حتى يتمكن اللبنانيون والبرلمان اللبناني من اختيار رئيس للبنان بحرية.

ودافع عن البيان الرئاسي لمجلس الامن، قائلاً: ان ما يؤكده مجلس الامن هو ان هذا الاستحقاق يتعلق بالشعب اللبناني... وقال انه يريد الانتخابات الرئاسية في موعدها، بحيث يكون اللبنانيون معنيين وحدهم بهذا القرار. وهذا في الحقيقة ما قاله وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مجلس الامن.

من جهته، قال النائب المر: نحن متجهون بموضوع التوافق والاجماع بخطوات سريعة... للوصول الى نتيجة وربما قبل 23 اكتوبر. واكثر من ذلك فان العماد ميشال عون طرح بدوره مبادرة تقضي بفتح حوار وتشاور مع جميع الكتل النيابية، مبنية على اسس التوافق، حيث ان لا وفاق ولا توافق من دون حوار بين بعضنا البعض، اضافة الى ان العماد عون يمثل شريحة كبيرة من المسيحيين وهو قطب معارض مهم. ولا يمكن اجراء المشاورات بمعزل عنه. وهذا ما شرحته للسفير فيلتمان. ومن الضروري على قوى الفريق الاخر التحدث معه لتذليل العقبات.

واعلن المر انه لا يزال يؤيد عون للرئاسة. وتوقع المر لقاء قريبا بين عون والحريري «لاسيما بعد كلام النائب سعد الحريري في بكركي حيث ابدى ايجابية حيال مبادرة العماد عون للتحاور».