البنتاغون توافق على استعانة الـ«14 الكبار» في غوانتانامو بمحامين

واشنطن ستخضع المرشحين للدفاع عن المتهمين لتدقيق أمني

حارس يدقق على سجين في منطقة ترفيهية داخل معتقل غوانتانامو في كوبا أمس (أ.ف.ب)
TT

تقرر السماح لمجموعة من أبرز معتقلي معسكر غوانتانامو من اعضاء تنظيم القاعدة الاستعانة بمحامين للدفاع عنهم امام المحكمة العسكرية اذا رغبوا في ذلك. وتضم هذه المجموعة الذين يطلق عليهم «الاربعة عشر الكبار» خالد شيخ محمد (باكستاني) المتهم الرئيسي بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر والذي أقر كذلك باعدامه الصحافي الاميركي دانييل بيرل، الذي قتل بقطع رأسه في باكستان عام 2002 . وقال متحدث باسم البنتاغون «أصبح من حق هؤلاء السجناء الاستعانة بمحامين»، واضاف قائلاً «على غرار الآخرين في غوانتانامو فإن «السجناء الكبار» اصبحت لديهم الفرصة للطعن في التهمة الموجهة لهم باعتبارهم مقاتلين اعداء». وعلم ان المعتقلين شرعوا قبل اسابيع في ملء استمارات خاصة تتيح لهم طلب محامين على نفقة السلطات الاميركية. بيد ان نقابة المحامين الاميركية اعترضت لدى وزارة العدل استعمال سلطات معتقل غوانتانامو اسمها في الاستمارات التي وزعت على المعتقلين، من أجل اضفاء «مصداقية خاصة على الاجراء» كما ذكر متحدث باسم النقابة.

وفي هذا الصدد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» امس النقاب عن اربعة من مجموعة «المعتقلين الكبار» طلبوا بالفعل محامين، مشيرة الى ان استمارات طلب محامين وزعت على الاربعة عشر في اواخر اغسطس (آب) ومطلع سبتمبر (ايلول) الحالي.

ومن بين الاربعة الذين طلبوا محامين: مجيد خان ،27 سنة، الذي سبق له ان تابع دراسته في مدينة بلتمور الواقعة شرق واشنطن على ساحل الاطلسي، واثارت عبارة كتبها خان بخط يده جدلاً بشأن احتمال تقديم معلومات زائفة من طرف ادارة المعتقل في وقت سابق للسجناء، حيث اشار خان الى انه كان يعتقد بوجود محام يمثله بتكليف من اسرته، بيد انه لم يتلق قط رسائل من هذا المحامي المفترض. وقالت المحامية غيتنجالي قيتيرز، وهي المحامية التي كلفت من طرف عائلة خان بالدفاع عنه، انها كتبت له عدة رسائل لكن يبدو جلياً انها لم تصله. وطلب خان في ملاحظاته ايضاً كتباً قانونية تتعلق بالجرائم، وكذا ما كتبته الصحف عن وضعيته. وكان خان وجهت له تهمة تلقي تعليمات من خالد شيخ محمد بوضع السم في صهاريج لتوزيع المياه، وتفجير محطة وقود داخل الولايات المتحدة. وكان البنتاغون تحت ضغوط منظمات حقوقية خاصة «هيومان رايت واتش» ومنظمة العفو الدولية (أمنستي) سمح لمعتقلي غوانتانامو الاستعانة بمحامين، لكن هذا الاجراء لم يشمل قط «الكبار» الذين يصفهم البنتاغون ايضاً بالسجناء اصحاب «القيمة العالية».

وكان «الاربعة عشر الكبار» اعتقلوا في اوقات وأمكنة متفرقة في انحاء العالم، ونقلوا بعد اعتقالهم الى معتقلات سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) وفي يونيو (حزيران) الماضي انكرت «سي اي ايه» ما جاء في تقرير لمجلس اوروبا انها ادارت سجونا سرية، وقال متحدث باسمها ان التقرير «متحيز ومشوه»، ووصف العمليات التي تقوم بها الوكالة بانها «قانونية وفعالة» وتتم متابعتها عن كثب وحققت فوائد لدول كثيرة، من بينها دول اوروبية، باكتشاف «مؤامرات وانقاذ حياة افراد». وكان المحقق السويسري السيناتور ديك مارتي، وهو نائب في البرلمان الاوروبي، كلف من طرف مجلس اوروبا ببحث موضوع السجون السرية الاميركية في اوروبا. وقال مارتي ان لديه أدلة على ان السي آي ايه ادارت معسكرات سرية في بولندا ورومانيا بين عامي 2003 و2005 لاستجواب مشتبه فيهم في اطار ما تسميه واشنطن «الحرب على الارهاب».

ونقل الاربعة عشر الكبار بعد ذلك الى معتقل غوانتانامو في كوبا (قاعدة تستأجرها اميركا سانهم في المرحلتين، سواء عندما كانوا في قبضة «سي آي إيه» او في غوانتانامو لم يسمح لهم الاتصال مع محامين. وكان تقرر في مارس (آذار) الماضي اعتبار هؤلاء السجناء «مقاتلين اعداء» وهو ما يسمح للادارة الاميركية بمحاكمتهم امام محكمة عسكرية، دون اتاحة الحق لهم الاستئناف امام محاكم مدنية اميركية.

ويتوقع ان تتكشف بعض تفاصيل وظروف اعتقالهم والاستجوابات التي اجريت معهم، بعد ان يتصل «الاربعة عشر الكبار» مع محامين، خاصة ان لقاءاتهم السابقة اقتصرت على حراسهم والضباط الذين استجوبوهم وكذلك وفد من الصليب الاحمر، ويتقيد موظفو هذه الهيئة بعدم نقل اية تصريحات او تعليقات منسوبة للسجناء الذين تزورهم.