استنكار عراقي حكومي وسني وشيعي لمشروع قرار الكونغرس القاضي بتقسيم العراق

المالكي رفض المشروع ووكيل السيستاني دعا للوقوف ضده وهيئة علماء المسلمين اعتبرته سابقة خطيرة.. لكن رئاسة أقليم كردستان رحبت به

TT

قوبل مشروع تقسيم العراق غير الملزم، الذي اقره مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء باستنكار شيعي ـ سني امس. كما رفضت الحكومة العراقية القرار واستنكره مجلس التعاون الخليجي.

وقال نوري المالكي رئيس وزراء العراق، أمس ان القرار سيكون كارثة على بلاده. واضاف لتلفزيون العراق وهو في طريق عودته من نيويورك، حيث حضر دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، انهم يجب ان يقفوا الى جوار العراق ويعززوا وحدته وسيادته بدلا من ان يقترحوا تقسيمه، فهذا سيكون كارثة لا على العراق فقط، بل على المنطقة. ودعا المالكي البرلمان العراقي للاجتماع والرد رسميا على القرار. وتتمتع المنطقة الكردية في شمال العراق بالفعل بحكم شبه ذاتي واستقلال كبير عن بغداد، ولها برلمان كردي منفصل. لكن السنة العرب وبعض الشيعة يعارضون هذه الاقاليم الاتحادية ويرونها خطوة على طريق تقسيم العراق.وانتقد الشيخ عبد المهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، في خطبة الجمعة امس القرار الذي يقضي باقامة ثلاثة كيانات، شيعي وكردي وسني، وقال في صحن الإمام الحسين وسط كربلاء (110 كلم جنوب بغداد): «اعتبر مقدمو هذه المشروع انه الحل الافضل لاخراج العراق من الفوضى التي تعمه، وانه يقدم حلا سياسيا لهذا البلد، لكنه ليس من مصلحته». واضاف «اود التوجه بالدعوة الى جميع الاخوة، سواء كانوا من المسؤولين أو الكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الكيانات الدينية والثقافية، بعدم الاصغاء والالتفات لاي مشروع يتضمن تقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. واكد ان «مصلحة جميع ابناء الشعب بكل طوائفه وشرائحه الاجتماعية هو ان يعيشوا موحدين بتآلف وتحابب جميع ابنائهم من عرب واكراد وتركمان وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين، ويتعاون الجميع لاخراج البلد من دائرة العنف».

ودعا الكربلائي كل الدول العربية، خصوصا دول جوار العراق الى الوقوف في وجه هذا المشروع، وقال «الدعوة ايضا الى جميع الدول، خاصة دول الجوار التي لها مساس مباشر بوضع العراق الى عدم الالتفات لمثل هذه المشاريع، لانها ليست من مصلحة الشعب العراقي». واضاف ان «الحفاظ على وحدة العراق من مصلحة هذه الدول ايضا، والا تعطي فرصة لهذا القرار ليأخذ طريقه الى التنفيذ، لان ذلك سينعكس على أمنها واستقرارها، بل يهدد وحدتها عاجلا ام آجلا».

وتابع «من الخطأ التصور ان مثل هذا المشروع سيؤدي الى تخفيف الفوضى في العراق، بل بالعكس سيؤدي الى مزيد من التناحر وتعميق ازمة هذا البلد ونشر مزيد من الفوضى حتى الى بعض دول الجوار».

كما استنكرت هيئة علماء المسلمين، اكبر هيئة للعرب السنة في العراق، القرار، وقالت في بيان «ليس غريبا ان يتبنى مجلس الشيوخ الاميركي قرارا غير ملزم بشأن مشروع حقيقته التقسيم وظاهره انشاء وحدات فيدرالية تحت ذريعة وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد، لان ذلك كان من الاهداف الرئيسية لمشروع غزو العراق». ورأت الهيئة ان هذه الخطوة «تلبي رغبة خاصة لدى جناح معروف في الادارة الاميركية الحالية واللوبي الصهيوني». وقالت الهيئة انها تدين هذا القرار، مناشدة «المجتمع الدولي، خصوصا الامم المتحدة والعالم الاسلامي، لاسيما دول جوار العراق وباسم الشعب الرافض لمضمونه، استنكار هذا المشروع الذي يتدخل بشكل سافر في قضية تهم الشعب العراقي». وحذرت الهيئة من احتمال ان «يراد من هذه السابقة الخطيرة ان تعمم على دول المنطقة». ودعت الهيئة الشعب العراقي الى ان «يعبر عن رفضه هذا القرار المشؤوم بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الاحتجاج بأبسط الوسائل، منها الكتابة على الجدران في المدارس والشوارع».

في المقابل رحبت رئاسة اقليم كردستان العراق بالقرار، وقال بيان لديوان رئاسة الاقليم: «مواطنو وحكومة اقليم كردستان العراق يرحبون بقرار مجلس الشيوخ الاميركي لاعادة بناء العراق على اسس فيدرالية، وهذا القرار يؤكد على الدستور العراقي». واضاف البيان: الفيدرالية لا تعني التقسيم، ولكن هي الوحدة الطوعية والحل الوحيد للمشكلة العراقية واعتراف بحقوق وواجبات جميع مكونات العشب العراقي وشعب كردستان الذين يناضلون منذ عشرات السنين».

ووافق مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء على مشروع قرار غير ملزم حول خطة لتقسيم العراق، اعتبره المدافعون الحل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف في البلاد. واقر مجلس الشيوخ الخطة باغلبية 75 صوتا مقابل 23. ويقول مؤيدو القرار، الذي تقدم به السناتور الديمقراطي جوزف بيدن المرشح الى البيت الابيض، انه يقدم حلا سياسيا في العراق يمكن ان يسمح بانسحاب القوات الاميركية من دون ترك البلاد في حالة من الفوضى. وترفض ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تقسيم العراق الى ثلاث دول طائفية (كردية وسنية وشيعية).