عراقيون يؤكدون لـ«الشرق الأوسط» رفضهم لقرار التقسيم

أكراد في الكوت: فضلنا البقاء على الذهاب لكردستان.. شيعة: نحب البصرة لكن حبنا لبغداد أكبر

TT

رغم دفع اوساط اميركية الامور باتجاه تقسيم العراق الى 3 كيانات شيعي وكردي وسني يكشف الواقع العراقي عن صور تخالف تماما هذا التوجه وتعكس تمسك أكراد بمناطق سكناهم في الوسط والجنوب رغم تردي الوضع الامني وحب شيعي لبغداد يفوق حبهم للبصرة وميسان وواسط.

عقيل جاسم (شيعي) قال لـ«الشرق الأوسط» ان «على الأميركيين والحكومة العراقية عدم التوهم بفكرة روجوها هم أنفسهم حول سهولة توجيه الشعب العراقي لقلة تجربته وضحالة تجاربه في مجال القوانين وغيرها فهذا الكلام خاطئ ومدسوس من قبلهم لأن الشعب العراقي اثبت بعد تجربته القصيرة في مجال الانتخابات والدساتير انه قادر على تمييز الصالح من الطالح». وأضاف عقيل «نحن نحب مدن البصرة وميسان وواسط وبابل لكننا نحب بغداد أكثر منها فلا نشعر بكوننا عراقيين إلا حين ندخل بغداد ونجلس على نهر دجلة ونتسوق من (الشورجة) ونبتاع كتاب ألف ليلة وليلة من سوق المتنبي». بشرى الجاف تنتمي إلى إحدى عائلات الأكراد الذين يقطنون في محافظة واسط منذ عشرات السنين تقول انه «رغم انهم احتفظوا بحبهم لقوميتهم إلا أنهم يشعرون بان انتماءهم لمدينة الكوت أكثر من اربيل فهي المدينة التي ولدوا فيها ودرسوا وتربوا وكونوا صداقات وحتى تصاهروا فيها». أما أخوها نزار فبين انه حتى نسى لغته الام فهو يشعر بشوق لمدينته الكوت لمجرد ما يفارقها ليوم أو يومين. ويقول الاثنان انه لهذا السبب فضلت عائلتهما البقاء في واسط على الانتقال لإحدى مدن إقليم كردستان. وأكد بشرى ونزار أن هذا الأمر ينطبق على عائلات كردية كثيرة تعيش الآن في بغداد والبصرة وميسان وديالى وبابل والانبار وصلاح الدين والموصل.

مازن احمد، 36 عاما، (سني) يعيش في منطقة ذات أغلبية شيعية في بغداد لكنه لم يشعر يوما بوجود ما يفرق بينهم فعلاقاته بجيرانه وأصدقائه وزملائه بالعمل والسوق وأي مكان بقت على حالها. واعتبر مازن التعصب الديني والقومي والطائفي «لعبة ومؤامرة قذرة حيكت علينا كعراقيين لإرضاء جهات معينة تريد بنا التمزق والتشرذم لكن الشعب كشفها والحمد لله ولو بشكل متأخر، لكن المهم أن بعد هذا اليوم لن يستطيع احد من الأميركيين ولا من منفذي سياساتهم التأثير على مطالب وحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه لا داخل قاعة اجتماعات مجلس الشيوخ الأميركي أو مجلس الأمن». وبين «أن أي مواطن وبغض النظر عن قوميته أو مذهبه أو منطقة سكناه حين يخرج لأي بلد ويسألونه من تكون فيرد عليهم ومن دون تردد: أنا عراقي .. ولا يفكر مجرد تفكير بان يقول أنا كردي أو شيعي أو سني لأنه سيكون عند السائل نكرة».