سلفا كير يطرح للمبعوث الأميركي مقترحا لحل القضايا العالقة مع حكومة الخرطوم

بعد اجتماع بين الحزب الحاكم والحركة بإشراف من الأمم المتحدة وإيقاد وأميركا

TT

طرح النائب الأول رئيس حكومة الجنوب، سلفا كير ميارديت، للمبعوث الأميركي، اندرو ناتسيوس، في مباحثات جرت بينهما في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، مقترحا بعقد اجتماع بين شريكي مفاوضات نيفاشا: حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بإشراف المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة وإيقاد والولايات المتحدة لحل القضايا العالقة في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.

وكان المبعوث الأميركي ناتسيوس قد طار من الخرطوم فور وصوله اليها الى مدينة جوبا ودخل عاجلا في مباحثات مع المسؤولين في حكومة الجنوب أبرزهم نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار، ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت.

وقال وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب، لوكا بيونق، في تصريحات إن سلفا كير وناتسيوس عقدا امس اجتماعا مطولا بمدينة جوبا، ركز على النزاع حول أبيي وترسيم الحدود، وأضاف أن حكومة الجنوب ستتخذ من مبادرة الخبير البريطاني دوغلاس جونسون، التي قدم فيها معلومات فنية حول الحدود بين الشمال والجنوب، أساسا للحل بين الطرفين. وحمل بيونق حزب المؤتمر الوطني مسؤولية عدم القدرة على تخطي القضايا العالقة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن حزب المؤتمر الوطني يتعين عليه توفير الرغبة السياسية في تنفيذ اتفاق السلام، وحسب بيونق فإن جل القضايا العالقة في البروتوكولات تتمحور حول البترول. وتشمل زيارة ناتسيوس الى الجنوب عددا من ولايات جنوب البلاد قبل ان يغادر من هناك الى غرب كردفان.

وقال مصدر مطلع في حكومة جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن حكومة الجنوب أبلغت المبعوث بالعقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق السلام، وتشمل قضايا أبيي وسحب قوات الحكومة الى الشمال، وترسيم الحدود.

وقال ناتسيوس في تصريحات إن إحدى أهم نقاط زيارته الحالية للسودان ستكون التركيز على التقدم الايجابي الذي تم إحرازه في ملف تحقيق السلام في دارفور، وأضاف انه سيناقش مع المسؤولين السودانيين عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.

وفي نيويورك، تصاعدت حدة الخلافات بين السودان والاتحاد الأفريقي من جهة، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي من جهة أخرى، حول جنسيات القوات المراد نشرها في دارفور. فبينما تمسك السودان بمؤازرة من المنظمة الإقليمية بالطابع الأفريقي لهذه القوات، وشدد على أن إنفاذ القرار 1769 وروحه ليسا مجال مساومة أو إعادة تفسير لنصه، رفضت شعبة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية عدداً من القوات الأفريقية، من بينهم 3 آلاف جندي مصري، بدعوى عدم مطابقتهم للمعايير الدولية. وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة، عبد الحليم عبد المحمود، إن نشر القوة الأممية ـ الأفريقية في دارفور سيؤجل بسبب الخلافات حول قوميات القوات. وكشف عبد الحليم أن رئيس قوات حفظ السلام الأممية، جين ـ ماري غويهينو، رفض في الآونة الأخيرة 3000 جندي مصري عرضتهم القاهرة الأسبوع الماضي، ولكنه لم يعط تفصيلا للأسباب حول قرار غويهينو. ومن جهة أخرى، قتل47 شخصا في صدامات مسلحة بين حركة العدل والمساواة ومليشيات تتبع لقبيلة الزيادية قرب بلدة الهجيليج في شمال دارفور، ودفعت الحكومة بتعزيزات أمنية ضخمة لحراسة معبر محلية «الكوما». وقال محمد سليمان رابح ان الحكومة دفعت بتعزيزات كبيرة من قوات شرطة الاحتياطي المركزي لحماية الطريق الذي وقع فيه الهجوم، للأهمية الحيوية التي يتمتع بها ، قائلا «ان الطريق يعتبر شريان الحياة لولايات دارفور». واتهم مجلس شورى قبيلة الزيادية بالخرطوم، زعيم حركة العدل والمساواة، خليل ابراهيم، بقيادة العملية بنفسه، لجهة انه أراد قطع طريق الأربعين الاستراتيجي لإقليم دارفور.