جنداي فريزر: واشنطن تحبذ خيار وحدة السودان ولا تنكر على الجنوبيين حق الانفصال

مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: على عبد الواحد أن يتصرف بمسؤولية ولا يعزل نفسه

TT

قالت مسؤولة اميركية رفيعة، إن واشنطن تحبذ خيار وحدة السودان وليس انفصال الجنوب، مؤكدة ان الادارة الاميركية تؤيد رؤية جون قرنق حول «سودان ديمقراطي وموحد»، ولكنها قالت إن الجنوب يحق له الانفصال لان هذا الخيار تنص عليه اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا)، ووجهت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية، انتقادات شديدة اللهجة الى عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان في دارفور، وقالت إن عليه ان يسلك سلوك «القادة» المسؤولين اذا كان يبحث عن الاعتراف به «كقائد».

وأكدت فريزر رداً على أسئلة من «الشرق الاوسط» أنها ستلتقي في واشنطن الاثنين المقبل وفداً من حكومة جنوب السودان (يقوده باقان اموم) واذا طرح الوفد موضوع الانفصال «سيسمعون منا اننا نؤيد وحدة السودان وان يكون بلداً ديمقراطياً وموحداً وسنواصل معهم العمل لتطبيق اتفاقية السلام الشامل الى ان تتحقق الوحدة». وأشارت فريزر الى ان واشنطن رصدت مبلغ اربعة مليارات دولار لعملية السلام في السودان من أجل الانفاق على قوات حفظ السلام والمساعدات الانسانية وتحقيق التنمية، ومضت تقول «نحن نفهم التحديات التي يواجهونها (الجنوبيون) وشكواهم من التهميش الذي يعانيه وزراء الحركة الشعبية وكذلك اركو مناوي». ورداً على سؤال حول موقف واشنطن اذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر في عام 2011، قالت فريزر «الجنوب له الحق في الانفصال وهذا ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل، لكننا نحثهم عدم المضي في هذا الاتجاه لاننا نعتقد ان سوداناً موحداً وديمقراطياً سيكون هو الخيار الافضل واذا تقسم السودان لن تتحقق الديمقراطية».

وبشأن احتمال رفع العقوبات المفروضة على السودان من طرف الولايات المتحدة، قالت فريزر «اجتمع جون نغربونتي مع لام اكول على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة وناقشنا موضوع الحظر، كما زارنا السماني وزير الدولة في وزارة الخارجية (السماني الوسيلة) وطرح موضوع الحظر ومحادثاتنا مستمرة مع الحكومة السودانية». بيد ان فريزر قالت إنه لا يوجد في برنامجها زيارة مقررة للسودان بل لديها زيارة واحدة مقررة الى جنوب افريقيا.

وتحدثت فريزر عن المفاوضات المرتقبة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور في نهاية اكتوبر (تشرين الاول) المقبل في طرابلس وموقف عبد الواحد محمد نور الذي اعلن انه لن يشارك في هذه المفاوضات. وعلقت على ذلك في أوضح تعقيب اميركي رسمي حول هذا الموقف قائلة «سنشعر بخيبة امل اذا لم يحضر عبد الوحد اجتماعات طرابلس»، واضافت «اذا لم يذهب ويصبح جزءاً من المفاوضات، ويعرقل عملية السلام التي يقول إنه يهدف الى تحقيقه سنشعر بالخيبة»، واوضحت «نحن نحثه للذهاب الى طرابلس وجميع الاطراف تحثه على ذلك، ولدينا حوار معه لكن اذا لم يذهب سيكون وبوضوح قد عزل نفسه بالكامل عن عملية السلام، وهذا الامر مثار اهتمامي الشخصي لأنني اعتقد ان لديه ما يقدمه للسودان ولدارفور، لذلك من الافضل ان يأتي الى طاولة المفاوضات ويصبح جزءاً من عملية السلام».

وتعتقد جينداي فريزر ان مشكلة عبد الواحد انه يريد ان يعترف به «قائداً». وعقبت على ذلك قائلة «الأمر لا يتطلب ان يعترف بك الناس قائداً لذلك اقول له يجب أن تصبح قائداً، واذا كنت قائداً سيعترف بك الناس لكن ان تعزل نفسك فهذه ليست من صفات القيادة». وجواباً على سؤال حول مستوى الوفد الاميركي الى محادثات طرابلس، قالت فريزر إن اندرو ناتيوس المبعوث الخاص للسودان سيقود الوفد، بيد انها اشارت الى ان الاطار العام للمفاوضات لم يحسم بعد، مشيرة الى ان واشنطن تعمل مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لوضع هذا الاطار .