الأسد: سورية لن تحضر مؤتمر السلام ما لم يبحث قضية الجولان

المعلم: إسرائيل تصعد التوتر ومجلس الأمن متقاعس

TT

حدد الرئيس السوري بشار الاسد شروطاً للمشاركة في الاجتماع الدولي المزمع عقده في واشنطن لبحث عملية السلام، قائلا في حديث لهيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) بث مساء أمس «ان سورية لن تحضر مؤتمر سلام الشرق الاوسط ما لم تطرح المسائل التي تهمها». وشرح الاسد ان «ان ذلك يعني بالتحديد اعادة مرتفعات الجولان» التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967، حسب ما نقل الموقع الالكتروني للبي بي سي. وأكد الاسد انه يجب عدم تضييع أي فرصة لتحقيق السلام لكنه لا يرى ما يشجع على النجاح فمؤتمر السلام الذي تدعو اليه الولايات المتحدة في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، لا تزال سورية بحاجة لمزيد من التوضيح حول المؤتمر قبل اتخاذ قرار بالحضور ام لا. وعلق الرئيس السوري: «حتى الآن لم تصلنا دعوة ولم نحصل على أي ايضاح بشأن أي شيء». واضاف: «اذا كانوا لن يتحدثوا عن الاراضي السورية المحتلة فلا، لن تذهب سورية على الاطلاق». وقال الاسد: «يجب ان يكون (المؤتمر) حول السلام الشامل. وسورية جزء من هذا السلام الشامل. بدون ذلك يجب ألا نحضر، لن نذهب». وتطرق ايضا الى الغارة الجوية الاسرائيلية على شمال سورية مطلع الشهر الماضي، قائلا انها توضح «عداءها الغريزي للسلام». واضاف ان سورية تحتفظ بحق الرد على الهجوم، بدون ان يوضح كيف سيكون الرد.

وفي واشنطن، امتنع توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية عن التعليق على تصريحات الاسد قائلا ان وزارة الخارجية سترسل الدعوات «في الوقت الملائم» لجهات منها الدول الاعضاء في الجامعة العربية بما في ذلك سورية. وأضاف كيسي متحدثا للصحافيين «من شأن كل دولة بمفردها أن تقرر فيما اذا كانت ستحضر أم لا» حسبما نقلت وكالة رويترز للانباء.

من جانب آخر، اعتبرت سورية الغارة الإسرائيلية داخل اراضيها دليلا واضحا على رغبة إسرائيل في تصعيد التوتر. وفي كلمة القاها وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والستين، انتقد المعلم مجلس الأمن والمجتمع الدولي «لتقاعسه بعدم إدانة هذا العدوان الإسرائيلي» على سورية. وقال المعلم «من شأن هذا أن يشجع إسرائيل على التمادي في مسلكها العدواني ويسهم في تصعيد التوتر في المنطقة». وانتقد الولايات المتحدة لترويجها ما اسماه بالإشاعات قائلا «إن قيام مصادر في الولايات المتحدة بترويج شائعات وتلفيق أخبار لتبرير هذا العدوان هو تزوير للحقائق يجعل من هؤلاء شركاء في العدوان». ووصف وزير خارجية سورية مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش بالغامض قائلا «إن ما يتم تداوله حول اجتماع دولي يتسم بالغموض في المضامين والغايات وفي التوجه المطلوب نحو الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي». واعتبر ان الاجتماع يفتقر إلى تحديد الأهداف والأسس والمرجعيات والإطار الأمني. وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان، قال وزير خارجية سورية «نحن نرى أن الاستحقاق الرئاسي القادم يشكل فرصة طيبة للتوافق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس وفقا للقواعد الدستورية وبعيدا عن التدخل الأجنبي وبما يحفظ مصلحة لبنان». وخص الوزير السوري الوضع العراقي جزءا اساسيا من خطابه وذكر أن الوضع في العراق ينذر بأخطار جسيمة على المنطقة. وشدد على أهمية الحل السياسي قائلا «إن غياب الرؤية السياسية الحقيقية للحل والاعتماد على الخيار العسكري وحده يزيد الوضع سوءا». وجدد التأكيد على ضرورة وحدة العراق أرضا وشعبا وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وضمان سيادته واستقلاله وهويته العربية الإسلامية. وأكد على أهمية المصالحة الوطنية «التي تقوم على مبدأ احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته». ونفى المعلم تسلل مقاتلين عبر الحدود السورية العراقية وأشار إلى الإجراءات التي تتخذها دمشق لضبط الحدود بين البلدين قائلا «ان الهدف من وراء إطلاق هذه الاتهامات الباطلة هو تحميل الآخرين مسؤولية فشل القوة القائمة بالاحتلال في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق». وانتقد المسؤول السوري واشنطن لعدم تقديم مساعدات للمهاجرين والنازحين العراقيين الذين توجهوا إلى سورية والأردن قائلا «إن الجهة القائمة بالاحتلال تنفق مئات مليارات الدولارات على عملياتها العسكرية ولكنها لا تخصص شيئا يذكر لمساعدة العراقيين المهجرين نتيجة احتلالها للعراق والتداعيات التي تترتب على ذلك». وذكر ان «الأوضاع الأمنية المتردية في العراق تدفع بكثير من العراقيين إلى مغادرة بلدهم ولدينا الآن في سورية أكثر من مليون وستمائة ألف عراقي تتكبد سورية أعباء مالية كبيرة لتلبية متطلباتهم الاقتصادية والخدمية فضلا عن العبء الأمني والاجتماعي».