رويال تهاجم دبلوماسية ساركوزي وتدعوه إلى العودة لثوابت السياسة الفرنسية الخارجية

TT

فيما بدأت تتراكم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية بوجه الرئيس الفرنسي وحكومته وأخذت تظهر داخل صفوف حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية تساؤلات حول فعالية العمل الحكومي وأداء الفريق المحيط برئيس الحكومة فرنسوا فيون، يتعرض ساركوزي لحملة قاسية تستهدف سياسته الخارجية من المعارضة الاشتراكية واليسارية بشكل عام، ولكن ايضا من قبل رئيس الحكومة السابق دومينيك دو فيلبان.

وآخر تجليات هذه الحملة الهجوم الشامل الذي شنته المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال ضد سياسة ساركوزي الخارجية متهمة إياه باتباع نهج دبلوماسي «مسرحي» وبتهديد مصداقية فرنسا في أوروبا وفي المحافل الدولية بالسير الأعمى وراء الولايات المتحدة الأميركية.

وفي مقال نشر في صحيفة «لوموند» بعددها أمس، هاجمت رويال توجهات ساركوزي الجديدة في السياسة الخارجية وفندت تخليه عن المواقف التي أعلنها إبان الحملة الانتخابية مركزة على اربعة ملفات رئيسية هي تركيا وإيران وحزب الله وتعاطي ساركوزي مع شركاء فرنسا الأوروبيين. وفي الموضوع التركي، اتهمت رويال ساركوزي بالتخلي عن موقفه المبدئي المعلن والرافض رفضا مطلقا انضمام تركيا الى المجموعة الأوروبية، وفتح فصول جديدة من التفاوض بين أنقرة والمفوضية الأوروبية. وترى رويال التي هزمها ساركوزي في المنافسة الانتخابية الربيع الماضي أن «التشدد» الذي أبداه ساركوزي تجاه تركيا تلاشى بين ليلة وضحاها «لأنه واجه الحقائق والوقائع التي كان يتجاهلها في السابق». وتأخذ رويال على رئيس الجمهورية تغير خطابه وممارسته من حزب الله اللبناني الذي كان يصفه بأنه منظمة إرهابية لكن ذلك لم يردع الحكومة الفرنسية عن دعوة ممثليه للمجيء الى طاولة الحوار في منتصف يوليو (تموز) الماضي التي دعى اليها ورعاها وزير الخارجية برنار كوشنير. وذكرت رويال بأن ساركوزي أعاب عليها التقاءها بنائب عن حزب الله في إطار اجتماعها مع لجنة الشؤون الخارجية اللبنانية.

غير أن أعنف الكلام يتناول سياسة ساركوزي من إيران وكذلك اقتراحه من على منصة الأمم المتحدة تسهيل حصول الدول النامية على التكنولوجيا النووية السلمية. وذكرت رويال بدعوة كوشنير الى التحضر للحرب مع طهران. وقالت رويال: «إن هذا التواتر في تغير المواقف (الرئاسية) يغير القلق ويطرح على المحك مصداقية كلام فرنسا». وأشارت رويال الى ان شركاء فرنسا ما زالوا يتساءلون عن مبادرة ساركوزي في اقتراح التكنولوجيا النووية لمن أراد من الدول ما إذا كانت «استفزازا أم ارتجالا»؟

وبحسب رويال، فإن سياسة ساركوزي الخارجية «تطرح أسئلة ما زالت حتى الآن بدون إجابات» وتساءلت عما إذا كان السبب يعود الى جهل للمواضيع الدولية وللقيود والحقائق أم أنها كانت لخداع الرأي العام مع اعلان الرئيس أن خياراته لا يمكن الإلتزام بها؟ وأضافت رويال: «هل سياسة القطيعة التي وعد بها ساركوزي تقوم على تعبئة الرأي العام والتظاهر بالتشدد ثم التراجع عقب ذلك؟» وبرأيها، فإن هذا النهج «يفقد فرنسا مصداقيتها» كما أنه «يميع» مواقفها، ويعرضها «للتهميش».