مسؤول أميركي: واشنطن لن تعترض على انضمام ليبيا إلى مجلس الأمن

رايس تربط زيارتها إلى طرابلس بحل المشكلات العالقة

TT

اقتربت ليبيا من تحقيق مطمح ظل يراودها منذ سنوات طويلة بتمثيل القارة الافريقية في مجلس الامن. ويتزامن ذلك مع مشاورات انطلقت بشأن اختيار دولة افريقية لتتبوأ مقعداً دائماً في مجلس الامن في حالة توسيع عضويته ليتكون من 20 دولة بدلاً من 15 دولة حالياً من بينها خمس دول دائمة العضوية. وقالت مصادر دبلوماسية إن واشنطن لن تعترض هذه المرة على دخول ليبيا إلى مجلس الأمن بعد ان كانت تعارض ذلك مدة تجاوزت ثلاثة عقود، مشيرة في هذا الصدد الى ان الادارة الاميركية تريد تقديم «مكافأة» لليبيين على احتضانهم مؤتمراً حول دارفور نهاية الشهر الحالي في طرابلس ستشارك فيه الولايات المتحدة بوفد يترأسه اندرو ناتسيوس، المبعوث الاميركي للسودان. وتتمتع ليبيا «بنفوذ» على بعض الحركات المسلحة في الاقليم السوداني المضطرب.

ولم يُعرف بعد ما اذا كانت واشنطن ستكتفي بإلغاء الفيتو ضد المطمح الليبي بالحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الامن لمدة سنتين، أم انها ستعمل على ان يحصل الليبيون بالفعل على المقعد.

وكانت كوندوليزا رايس وزير الخارجية الاميركية قد عقدت الاربعاء الماضي في نيويورك اجتماعاً مع عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، وحضر ذلك اللقاء شخصيتان من الشخصيات الفاعلة في ليبيا، وهما معتصم القذافي (نجل معمر القذافي)، المستشار الأمني للزعيم الليبي وموسى كوسة.

وألح الليبيون خلال اللقاء على رايس زيارة ليبيا، بيد انه لم تصدر تأكيدات من واشنطن حول هذه الزيارة. وقال مصدر في الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط» إنه «لم يحدد موعد بعد لهذه الزيارة». وطبقاً للمعلومات المتوفرة، فإن رايس ربطت زيارتها الى طرابلس بحل «مشكلات عالقة»، ومن ذلك استكمال دفع تعويضات لاسر ضحايا لوكربي و«عمليات ارهابية» اخرى، وكذلك تسوية مستحقات اجانب وليبيين كانت تعرضت املاكهم للمصادرة والتأميم. وبحثت رايس ايضاً مسألة تشييد مجمع للسفارة الاميركية في العاصمة الليبية، والتي توجد حالياً في مبان مؤقتة، ويستبعد ان تتم زيارة رايس الى ليبيا قبل إقرار الكونغرس الاميركي (مجلس الشيوخ) تعيين السفيرة الاميركية جين كريتز التي عينها الرئيس جورج بوش في يونيو (حزيران) الماضي سفيرة لدى ليبيا. ولم يحدد حتى الآن موعد حضورها جلسة استماع في مجلس الشيوخ من أجل اقرار تعيينها. وكانت كريتز تشغل منصب نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية الاميركية في إسرائيل. وظل منصب سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا شاغراً منذ 35 سنة. وفي موضوع تمثيل افريقيا بمقعد دائم في مجلس الامن، لمحت جينداي فريزر مساعدة رايس للشؤون الافريقية الى ان نيجيريا ربما تكون مؤهلة لذلك، بيد انها اشارت الى ان الاوضاع الداخلية هناك تضعف من حظوظها، وقالت فريزر إن الدولة الافريقية المرشحة للحصول على هذا المقعد لابد ان تتمتع بنظام ديمقراطي وتعددية سياسية داخلية. كما انها لابد ان تكون من الدول التي دأبت على المشاركة في عمليات السلام. يشار الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش تطرق في خطابه امام الجمعية العام للامم المتحدة الى الموضوع، وقال إن واشنطن تعتقد ان اليابان مؤهلة للعضوية الدائمة لمجلس الامن، بيد انه تجنب الحديث عن الدول الاخرى من اوروبا وأفريقيا واميركا اللاتينية المرشحة للانضمام للمجلس في حالة توسيعه، وتتنافس في اوروبا كل من المانيا وايطاليا على المقعد.